«حماية المرأة بالقانون» ينظم ورشة «مصر بلا غارمات من منظور اجتماعي وإعلامي»
نظمت جمعية رعاية أطفال السجينات ورشة عمل بعنوان «مصر بلا غارمات من الجانب الإعلامي والاجتماعي» في إطار «التحالف الوطني لحماية المرأة بالقانون»، في مكتبة القاهرة بالزمالك، لمناقشة الضغوط الحياتية التي تتعرض لها الغارمة قبل السجن بسبب عدم القدرة على السداد، والوصمة الاجتماعية للغارمة وكيفية التخفيف عنها، ودور الإعلام والدراما في مواجهة أسباب الظاهرة ووضع حلول واقعية لها؛ خاصة عقب ازدياد أعداد الغارمات في الأعوام الأخيرة.
وكانت الكاتبة نوال مصطفى، مؤسس ورئيس الجمعية، قد أطلقت التحالف في الفترة الماضية لمناقشة و وضع أطر وحلول جذرية للعديد من القضايا التي تمس واقع المرأة المصرية وعلى رأسها «الغارمات».
انطلقت الورشة في حضور كل من النائبة إيناس عبدالحليم، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، والإعلامي أحمد سالم، مذيع بقناة القاهرة والناس، والإعلامي طاهر أبو زيد، مذيع براديو مصر، والدكتور قياتي عاشور، مدرس مساعد علم الاجتماعي السياسي بجامعة بني سويف، والإعلامية فريدة رضوان، والإعلامية دعاء سليمان.
نوال مصطفى: تغيير الثقافة مفتاح حل قضية الغارمات
وأكدت نوال مصطفى، رئيس ومؤسس جمعية رعاية أطفال السجينات، أن تلك الورشة من أهم ورش التحالف الوطني لحماية المرأة بالقانون وفرصة لإنتاج حلول قابلة للتطبيق لقضية الغارمات، التي أصبحت سيفًا مسلطًا على رقاب الغارمين بشكل عام والغارمات بشكل خاص النساء، اللاتي يتحملن العبء الأكبر في التكاليف المادية.
وانتقلت الكاتبة نوال مصطفى للحديث عن تاريخ جمعية رعاية أطفال السجينات وعملها مع الأطفال داخل سجون النساء المصرية منذ العام 1990، ومن ثم العمل مع «سجينات الفقر» منذ عام 2007.
وأشادت رئيسة التحالف الوطني لحماية المرأة بالقانون، بإنشاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اللجنة الوطنية للغارمين والغارمات لتغيير وضع الغارمات في مصر، مؤكدة أننا لدينا قيادة سياسية ترغب في التغيير ورعاية هؤلاء الغارمات لحياة أفضل.
كما لفتت الكاتبة نوال مصطفى إلى الوصمة المجتمعية التي يواجهها الغارمات المفرج عنهن إلى جانب التفكك الأسري وانحراف الأبناء في بعض الأحيان، ونظرة المجتمع لهن ونبذهن.
وعلى صعيد متصل، أكدت الحاصلة على جائزة صناع الأمل، أن بداية حل أزمة الغارمات المتزايدة بمصر هي تغيير الثقافة المجتمعية، وذلك من خلال تناول القضية عبر الأعمال الدرامية، وتدشين حملات كسب ومناصرة بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أكثر من هدف في آن واحد وهو التوعية المجتمعية حول قضية الغارمات، إلى جانب الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور.
أحمد سالم: قضية الغارمات جزء من «الائتمان الاستهلاكي»
وبيّن الإعلامي أحمد سالم، المذيع بقناة القاهرة والناس، أن قضية الغارمات هي جزء من قضية أكبر وهي «الائتمان الاستهلاكي»، والذي يعني الإقراض الممنوح للأفراد لأغراض غير مرتبطة بالأعمال التجارية، ويشمل بوجه عام القروض الشخصية، وتسهيلات السحب على المكشوف، وقروض تمويل شراء السيارات، كما يشمل القرض الممنوح لتمويل شراء سلعٍ وخدمات، أو الاستهلاك أو أية متطلبات أخرى مثل شراء أثاث، أو مواد منزلية أخرى، كما بين أن السبب الآخر وراء تفاقم ظاهرة الغارمات، هي ظهور شركات التمويل متناهية الصغر؛ خاصة في القرى والأحياء الشعبية وتقديمهم لقروض بفوائد كبيرة للغاية لا يستطيع المستدين تحملها، مؤكداً أنه لابد من حلول وآليات ذكية لعلاج المشكلة.
وعن الحلول اقترح سالم، تدشين البنك المركزي لمبادرة خاصة بالائتمان الاستهلاكي وتشمل تدشين كروت للزواج والتعليم ويتم تقسيطه بفائدة بسيطة على غرار مبادرة التمويل العقاري 2021، إلى جانب تخصيص جزء من ميزانية الدولة المخصصة للغارمات للإنفاق على الجانب التوعوي، مستشهدا بالأثر الكبير الذي تركه مسلسل «ليه لأ» الذي يناقش قضية التبني وكفالة الأطفال بدور الأيتام.
إيناس عبدالدايم: حملات التوعية بداية الحل
وقالت النائبة إيناس عبد الحليم، أن قضية الغارمات تحتاج لحملات توعية كبيرة لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى نسبة كبيرة من المواطنات، وأن أوضاع المرأة في المجتمع المصري تشهد طفرة كبيرة من حيث التمكين والفاعلية.
وعن التعديل التشريعي، لفتت النائبة البرلمانية إلى أن القانون وحده لا يحل القضية؛ نظرًا لتشابكها مع جوانب عديدة منها اجتماعية وثقافية وإقتصادية.
طاهر أبو زيد: الغارمات ظاهرة قديمة تفاقمت بسبب ثقافة الاستهلاك
وأكد الإعلامي طاهر أبو زيد، المذيع براديو مصر، أن أزمة الغارمات ليست بظاهرة جديدة في المجتمع، فهي متواجدة منذ عقود ليس فقط في مصر بل الكثير من الدول حول العالم، وهي ترجع بشكل مباشر للعرف الخاطئ في تجهيزات الزواج وشراء كميات كبيرة من المنتجات أسوة بالغير، مما يؤدي إلى نتائج سلبية خطيرة على المجتمع.
وفيما يتعلق بالحلول، اقترح المذيع براديو مصر، استبدال إيصال الأمانة بالعقد الثابت في التعاملات بين التجار والمستهلكين لضمان حق الطرفين، والتخلص من جشع بعض التجار الذين يستغلون حاجة الفقراء.
فريدة رضوان: الأفلام التسجيلية من أهم أدوات التوعية بالقضية
أشارت الإعلامية فريدة رضوان، إلى أهمية الحملات التوعوية عن طريق الأعمال الوثائقية القصيرة، لما تملكه من تأثيرات إيجابية كبيرة، مع الاتجاه إلى توعية المرأة بحقوقها وواجباتها، حتى لا تقع فريسة لتصرفات مخالفة للقانون.
قياتي عاشور: الحل في توفير قاعدة بيانات لحصر الغارمات
بينما لفت الدكتور قياتي عاشور، إلى الأضرار الكبيرة لأزمة الغارمات على المجتمع، من تفكك للأسرة وضياع لمستقبل أطفال كثيرة، مشيدًا بمبادرات الدولة لحل المشكلة، مع ضرورة عمل قاعدة بيانات بالرقم القومي للغارمات في مصر، لحصر أعدادهم ومنع عمليات الغش والخداع.
وجدير بالذكر أن «التحالف الوطني لحماية المرأة بالقانون» دشنته الجميعة من خلال مشروع حياة جديدة بالشراكة مع مؤسسة دروسوس منذ 2017، والذي هدف لتعديل المادة الخاصة بإيصال الأمانة في القانون المصري وهي المادة 341 من قانون العقوبات، واستبدال تنفيذ العقوبة داخل السجن بالعمل بالخدمة المدنية خارج السجن، إلى جانب شطب السابقة التى تسجن فيها المرأة بسبب إيصال أمانة من صحيفتها الجنائية، وتعديل القانون بحيث يتم تأجيل تنفيذ الحكم على المحكوم عليها حتى تلد و يكمل رضيعها العامين، ثم تطبق العقوبة، وتفعيل مادة فى القانون تنص على جواز تأجيل تنفيذ الحكم على أحد الأبوين إذا كانا محكومين فى نفس القضية فى حالة وجود أطفال قصر ثم تنفيذ الحكم على الثانى بعد انتهاء الأول من قضاء العقوبة.