رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تكريم الشهداء.. عقاب الفاسدين

 

بالأمس كانت الذكرى الرابعة لاستشهاد أحمد المنسى، حين مات المنسى ارتبكت، لم أكن أرى الصورة كاملة، قلت لنفسى لو أن هناك صورة افتراضية لمن يؤيدون الدولة الوطنية، فكيف يكون فى نفس الصورة شهيد مثل المنسى مع فاسد من هنا وأفّاق من هناك.. نعم كان بعض الفاسدين يخدعوننا.. يدارون فسادهم بالتظاهر بتأييد الدولة أو الرئيس.. أو ينتظرون مكافأة لنفاقهم بالسكوت عن فسادهم.. مع الوقت تعلمت درسًا كبيرًا.. هذه الدولة لا ترحب بالفاسدين.. لا تحميهم.. هذا رئيس شريف وإدارته شريفة لا حصانة لديها لفاسد.. مع الوقت وجدت أنى مخطئ، كل ما فى الأمر أن الصورة ما زالت تتشكل بعد.. كل خطوة كانت تخطوها الدولة كانت تقول إن الشهداء فى أعلى عليين، وإن الفاسدين ليسوا فى الصورة حتى لو تظاهروا بعكس ذلك.. مع الوقت اكتشفت أن الدولة تكرم الشهداء.. تخلد قصصهم عبر الدراما.. ترعى أسرهم.. تشجع من لديه القدرة من أسرهم على أن يكونوا جزءًا من النخبة الجديدة التى ترث النخبة الفاسدة والعفنة التى خلفتها لنا السنوات الماضية.. مع الوقت اكتشفت أن الفاسدين يسقطون مثل أوراق الأشجار الذابلة.. التى ينفضها الشجر العفى عن نفسه ليفسح المجال لأوراق خضراء نظيفة تضخ الأكسجين فى رئة المجتمع.. بعضهم يسقط مثل أوراق الكلينكس الورقية، واستخداماتها معروفة ومفهومة.. هذا رئيس لا يحب الفساد، ولا يسمح به، ولا حصانة عنده لفاسد مهما تظاهر بالتأييد كى يحمى نفسه، الرئيس ليس فقط رجلًا مستقيمًا أخلاقيًا ولكنه أيضًا رجل معلومات، يعرف ماذا يحدث، ومتى يحدث، وكيف يحدث.. علمتنى مراقبة سياسات الدولة المصرية أن الشرفاء فى هذا الوطن نوعان، وأن الفاسدين نوعان.. هناك شرفاء يؤيدون الدولة عن قناعة وحب للوطن.. أياديهم نظيفة ولسانهم عف.. وهناك شرفاء يعارضون عن قناعة نظرية.. قليلون لكن موجودون.. والفاسدون أيضًا نوعان.. فاسد يعارض كى يبتز الدولة، ويغسل سمعته، ويرتدى ثوب البطولة، وفاسد يتظاهر بالتأييد كى يدارى فساده، ويظن كذبًا أنه سيأمن شر العقاب إذا تظاهر بتأييد الدولة رغم أن الركيزة الأساسية لدولة السيسى هى الضرب على يد الفساد والفاسدين.. الفاسد لا ملة له، لا مبدأ له.. إلهه هو النقود التى يراكمها فى البنوك.. ليس لديه مانع من أى شىء مقابل زيادة ثروته.. يخدم الإرهاب ما دام فى مصلحته.. يتحالف مع الإخوان ما دام فى هذا سيادة ثروته.. آخر رجل أعمال سقط فى قضية تهريب الآثار تقول معلومات مؤكدة إنه شريك لداعية إخوانى فى ملكية جامعة خاصة.. هو يتظاهر بتأييد الدولة لكنه يمد يديه من خلفها ليصافح الإخوان من خلال وسيط، ولتبرير هذا التحالف لا مانع من شراء بعض معدومى الضمير لتلميع هذا التحالف.. والدفاع عن الداعية المشبوه.. ومحاولة إدماجه فى المجتمع.. هؤلاء المرتزقة لو سألتهم سيؤكدون أنهم يؤيدون الدولة.. لكن الحقيقة أنهم مرتزقة.. رخاص الثمن.. يكتبون فى مصلحة من يدفع.. ويضعون سم الإرهاب فى عسل التأييد.. لكن ما يطمئن أن فى هذه الدولة نسورًا تجوب السماء وتنظر من أعلى وتنقض فى الوقت المناسب.. فى هذه الدولة رجال يعرفون ماذا يحدث، ومتى يحدث، وكيف يحدث.. وفى هذا ما يكفى ويزيد لطمأنة روح كل شهيد.