هنا شيحة: أواجه «الاغتصاب الزوجى» فى «النهارده يوم جميل» (حوار)
قالت الفنانة هنا شيحة إنها تبحث عن الأدوار المعقدة على مستوى الصراع النفسى، بعيدًا عن «دور الفتاة اللطيفة المبهجة خفيفة الظل»، موضحة أنها قررت التوقف والتمرد على هذه الشخصية، لأن الممثل مطالب بالتنوع وتغيير القالب الدرامى الذى يقدمه.
وكشفت «هنا»، فى حوارها مع «الدستور»، بعد مشاركتها فى الدورة الخامسة من مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة كعضو لجنة تحكيم، عن رؤيتها لواقع السينما المصرية وسبب غيابها عن الدراما ومصير فيلمها الجديد «النهارده يوم جميل».
■ بداية.. كيف تقيمين تجربة التحكيم فى مهرجان أسوان؟
- شاركت كعضوة فى لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، وهى تجربة ممتعة ومميزة فى مهرجان دولى مهم ومسئولية كبيرة، ولم تكن التجربة الأولى بالنسبة لى، فسبق لى أن شاركت كعضوة بلجنة تحكيم فى مهرجانات أخرى.
وأرى أن مشاركة أى فنان فى لجان التحكيم شىء مفيد ومهم جدًا، خاصة أن المهرجانات الدولية تتطلب التنوع بين أعضاء لجان التحكيم على مستوى الجنسية أو العمر والأفكار.
ومن المدهش أنه رغم وجود فوارق ثقافية بين الأعضاء فإن اللغة السينمائية هى العامل المشترك بين الجميع، وهى شىء ممتع ومميز ومبهر بالنسبة لى.
وبالطبع من الضرورى أن يهتم الممثل بمشاهدة أفلام من جنسيات مختلفة، حتى يستطيع فتح آفاق جديدة لأفكاره من خلال التعلم من أعمال لم يشاهدها من قبل لاكتساب خبرة ومعرفة جديدة ومختلفة، وهذا ما تفعله السينما العالمية، وإذا اعتمد الممثل على مشاهدة الأعمال الفنية المصرية فقط، فلن تتسنى له الاستفادة من الثقافات المختلفة والجديدة ولن يكون على اطلاع بأحدث التقنيات المستخدمة فى صناعة السينما بالخارج وبالتالى سيعجز عن الابتكار، خاصة أن كل سينما لها طابعها الخاص.
وفى المهرجانات دائمًا نشاهد أعمالًا فنية خاصة لا تتاح لنا فرصة مشاهدتها فى الأوقات العادية، ولا حتى على المنصات الإلكترونية، التى أرى أن بعضها يميل إلى نوعية الأفلام التجارية.
ومن الممكن أن نصف أفلام المهرجانات بأنها ليست جماهيرية، لكن هذا لا يعنى أن نتجاهلها أو أن نتجنب عرضها على الجمهور، لأننى أرى أن الجمهور بحاجة لأن يشاهد أفلامًا مختلفة ليتعلم أشياء جديدة ولكى ينظر للحياة بطريقة مختلفة.
■ ما سبب إهمال السينما المصرية للأفلام القصيرة؟
- الأمر بحاجة لدعم من صناع السينما وأصحاب دور العرض، حتى يتسنى للجمهور مشاهدة نوع جديد من الأفلام والأفكار، ويمكن أن يحدث ذلك فى حال وجود اتفاق بين المنتجين والصناع والفنانين والصحفيين على عرض الأفلام القصيرة قبل عرض الأفلام الطويلة، فالفيلم القصير من الممكن ألا تزيد مدته على ثمانى دقائق، ولكنه يحقق المتعة والنجاح الذى يحققه الفيلم الطويل، ولديه نفس القدرة على طرح فكرة جديدة.
ويمكن أن يكون هناك اتفاق على عرض الأفلام القصيرة فى فواصل محددة أثناء عرض الأفلام الطويلة، ويمكن أن تكون البداية بالأفلام التى حصدت الجوائز العالمية.
■ كيف تنظرين إلى القضايا التى تركز عليها السينما حاليًا؟
- أرى أن هناك اهتمامًا كبيرًا بقضايا المرأة، خاصة أفلام مهرجان أسوان الدولى، لأنه مهرجان يهتم بالمرأة وخاص بها، وشاهدنا أعمالًا سينمائية تناقش قضايا اجتماعية وسياسية وتراجيدية وكلها تخص المرأة وتدور حول التحرش والعنف الزوجى، وفترة انتشار فيروس كورونا، وكل ما يخص المنزل والأسرة، ومن الضرورى أن تكون السينما مرآة ما يحدث فى الواقع.
■ تعودين للسينما بإطلالة جديدة من خلال «النهارده يوم جميل».. متى يُعرض؟
- انتهينا من تصويره خلال شهر يناير الماضى، وتدرس الجهة المنتجة حاليًا موعد طرحه بالسينمات.
والفيلم يناقش قضية مهمة خاصة بالمرأة هى الاغتصاب الزوجى، وهى قضية مطروحة للنقاش حاليًا على منصات التواصل الاجتماعى، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور خاصة أنه يتناول قضية مهمة وشائكة، وهناك عدد كبير من الزوجات يعانين من هذه المشكلة، وأريد أن أنوه إلى أن أحداث الفيلم حقيقية وحدثت بالفعل، وتحضيراته كانت مجهدة بالنسبة لى، حيث استغرق تحضيره عامًا قبل انطلاق التصوير.
■ على مستوى الدراما.. ما سبب غيابك؟
- يصعب إرضائى، لأننى لا أقبل أى عمل ما لم أكن على قناعة تامة به، وللأسف لم أتلق أى عرض قوى يشجعنى على المشاركة فيه طوال الفترة الماضية.
ومن وجهة نظرى أرى أنه يتوجب على الفنان حُسن اختيار أدواره، وأن يشارك فى الأعمال التى تناقش قضايا مهمة، خاصة فى الفترة الحالية، وهو ما أبحث عنه مؤخرًا.
■ أيهما تفضلين.. الدور المركّب أم البسيط؟
- أنا أحب الفن بشكل عام، وفى اختياراتى دائمًا أبحث عن الأدوار المعقدة على مستوى الصراع النفسى.
فى بدايتى الفنية كنت أتلقى عروضًا كثيرة لتجسيد دور الفتاة اللطيفة المبهجة خفيفة الظل، ولكننى وبعد عدة مشاركات قررت التوقف والتمرد على هذه الشخصية، لأن الممثل مطالب بالتنوع وتغيير القالب الدرامى الذى يقدمه، وبالفعل بدأت البحث عن شخصيات مجنونة وشريرة وشعبية مختلفة تمامًا عما قدمته من قبل.
وقد استمررت فى رفض الأعمال التى سبق لى تقديمها لمدة عامين إلى أن تلقيت عرضًا للمشاركة فى مسلسل «شارع عبدالعزيز»، وهو ما أعتبره أول دور قدمته باتجاه مختلف ومثلما أردت، وبعد ذلك شاركت فى مسلسل «طرف ثالث»، ثم «موجة حارة»، وتوالت الأدوار المختلفة وهو ما أشعرنى بالسعادة.
■ ما أهم الأدوار التى قدمتها خلال مسيرتك الفنية؟
- البداية بدور «نوسة» فى مسلسل «موجة حارة»، ودور «إم إم» فى مسلسل «السبع وصايا»، لكن شخصية «سجاج» فى مسلسل «العهد» أعتبرها من أكثر الأدوار تأثيرًا فى حياتى الفنية، لأنها أصعبها، وتطلبت وقتًا طويلًا ومجهودًا كبيرًا للخروج منها خاصة أنها كانت شريرة لأبعد الحدود، وعندما انتهيت من المسلسل ابتعدت فترة عن المنزل والأولاد لأتخلص من هذه الشخصية.
■ ماذا عن الدور الذى تتمنين أن تقدميه خلال الفترة المقبلة؟
- أريد تقديم أدوار نفسية معقدة، وأن يسلط العمل الضوء على الشخصية التى تعيش حياة تبدو طبيعية، ولكنها ليست كذلك على الصعيد النفسى، وبالفعل هناك سيناريوهات أقرأها خلال الفترة الحالية أحدها للمؤلف هيثم دبور والآخر لمحمد عزالدين.
■ كيف تنظرين للأعمال التى تجسد السير الذاتية للأبطال والمشاهير؟
- ممتعة جدًا بالنسبة لى وأتمنى تقديم سيرة ذاتية للمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، خاصة أنها عاشت فى صراع طويل، واستطاعت أن تتحمل التعذيب الذى تعرضت له دون شكوى، فكانت لديها قوة إيمان بفكرة نبيلة أمدتها بقوة تحمل لا توصف، ولم تتنازل أبدًا، لذلك أتمنى بشدة أن أتناول الجانب الإنسانى الخاص بحياتها، ولا أخشى مقارنتى بالفنانة العظيمة ماجدة التى جسدت شخصيتها لأننى أريد التركيز على خط درامى مختلف تمامًا.
■ سبق لك العمل مع المخرج الكبير محمد خان.. ماذا أضاف لكِ؟
- تعلمت منه الاستمتاع بالعمل الذى أقدمه، وألا أكتفى بتأدية الشخصية فقط. «خان» من أهم المخرجين الذين قدموا أعمالًا سينمائية، وهو يعى جيدًا ما يفعله، ولديه قدرة لإخراج أفضل ما فى الممثل، إضافة إلى ابتكاره الدائم فى الكادرات وهو ما يشعر الفنان الذى يتعاون معه بالارتياح والحب.