كنوز للنشر تطرح «جرائم أبناء حسن البنا وسيد قطب» لـ عمرو فاروق
يشارك الباحث في الجماعات الإسلامية عمرو فاروق٬ في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب٬ والذي ينطلق اليوم الأربعاء٬ بكتابه الصادر اليوم عن دار كنوز للنشر والتوزيع٬ تحت عنوان "بل كانوا إخوانًا وكانوا مسلمين.. جرائم أبناء حسن البنا وسيد قطب".
ويشير "عمرو فاروق"، في مقدمته للكتاب إلى أنه: يأتي كاشفًا وراصدًا للكثير من التفاصيل والكواليس والفضائح السياسية والأخلاقية والمالية التي شهدت جماعة الإخوان منذ نشأتها سواء داخل مصر أو خارجها، والتقائها بالمشاريع الاستعمارية الغربية في تفكيك العالم العربي والإسلامي، وشاملًا لعدد من الفصول المعنية بالتزكير على الحالة الداخلية لجماعة الإخوان وهيكلها التنظمي، فعلى مدار تاريخها ونشأتها في ثلاثينيات القرن الماضي، على يد حسن البنا، وظفت جماعة الإخوان الدين لخدمة أغراضها السياسية، سعيا في محاولة السيطرة على مصر التي تمثل عمود الخيمة في المنطقة العربية.
وتحت مئات الشعارات الدينية التي خلعتها على نفسها وأصبغت بها تحركاتها المشبوهة، كغطاء ورداء شرعي يخفي أهدافها الحقيقية، وحلمها في الوصول والهيمنة على رأس السلطة، نفذت عشرات العمليات المسلحة، وشرعنة للعنف والتكفير والإرهاب، على يد مرجعيات نشروا أفكارهم التخريبية بين الشباب، وكانوا سببا في صياغة أدبيات التنظيمات المتطرفة التي خرجت من رحم جماعة الإخوان.
سيبقى التاريخ شاهدًا على أن كل الدماء التي سالت وأهدرت تحت لافتة حراسة العقيدة والشريعة في التاريخ الحديث، وستظل في عنق ورقبة حسن البنا وسيد قطب وأبو الأعلى المودودي، إلى نهاية الدنيا، لما قدموه وسطروه من أدبيات وأطروحات شرعنة للعمل المسلح، سعيا في تحقيق مشروع دولة الخلافة.
ويوضح: المشروع الذي لم يكن في مضمونه ومجمله سوى مشروع سياسي اتخذته جماعة الإخوان غطاء على مدار تاريخها لتمرير ممارستها وخطواتها ومخططاتها في التغلغل داخل المجمتعات العربية والإسلامية والأوروبية بهدف السيطرة والهيمنة الدينية والسياسية على مقدراتها وثرواتها.
مشروع لم تستح فيه الجماعة من تقديم مئات التبريرات والمبررات لأفعالها، التي تقابلت والتقت مع مشاريع الإستخبارات الغربية لتقسيم المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وتحويلهما لمجموعة من الدويلات العرقية والدينية والطائفية، حتى أصبحت مجرد العوبة في أيدي تلك الأجهزة التي دعمتها وحصنتها واستفادة من تغلغلها وتواجدها سياسيًا واجتماعيًا، لتصبح خنجرًا قطعت به الكرامة العربية والإسلامية.
ويؤكد المؤلف علي: فمنذ نشأة جماعة الإخوان، على يد حسن البنا عام 1928، وهي تجيد توظيف المراوغة الفكرية والسياسية فيما يتعلق بأدبيات التكفير والعنف المسلح، لاسيما في مرحلة التأسيس الأولى.
ثم أصبحت تلك المقاربة أكثر وضوحًا في ظل المدرسة الثانية التي تكونت على يد سيد قطب، التي كانت أكثر تأكيدًا على جاهلية المجتمع وشرعنة العنف المسلح، واختصرت مقصد الشريعة الإسلامية في قضية الحاكمية.
وتجدر الإشارة إلى أن ثورة 30 يونيو 2013 ساهمت في سقوط مختلف الأقنعة التي أخفت ورائها جماعة الإخوان، وجهها الحقيقي؛ لخداع الجماهير المصرية والعربية مرتدية قناع السلمية السياسية، والعمل المجتمعي والدعوي. ومنذ تلك اللحظة أدركت الجماعة أنها لم تعد أحد أدوات الحكم، ولن تصبح أحد مكونات المعادلة السياسية أو الاجتماعية داخل الشارع العربي والمصري.
وقد يظن البعض أن حسن البنا لم يكن تكفيريًا أو مؤصلًا للعنف المسلح، أو أن التكفير والعنف أمر طارئ على أدبيات الجماعة، إلا إنه يوجد الكثير من الرسائل البناوية التي أشارت بشكل مباشر إلى الجاهلية المجتمعية، واستخدام القوة لتحقيق أهداف المشروع الإخواني؛ من بينها ما يقوله في رسالة "دعوتنا": "الفرق بيننا وبين قومنا بعد اتفاقنا في الإيمان بهذا المبدأ، أنه عندهم إيمان مخدر نائم في نفوسهم لا يريدون أن ينزلوا على حكمه ولا أن يعملوا بمقتضاه، على حين أنه إيمان ملتهب مشتعل قوي يقظ في نفوس الإخوان المسلمين". كما يقول البنَّا في رسالة المؤتمر الخامس، تحت عنوان "الإخوان والقوة": القوة شعار الإسلام في كل نظمه وتشريعاته، فالقرآن الكريم ينادي في وضوح وجلاء "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم".
ويبرر "البنا" لفكرة استخدام العنف بما أسماه نظرية "السيف في الإسلام"، والتي يوضح فيها أن الإسلام انتشر بالقوة من أجل هداية البشرية الضالة، ويقول: "وما كانت القوة إلا كالدواء المر الذي تحمل عليه الإنسانية العابثة المتهالكة حملاً ليرد جماحها ويكسر جبروتها وطغيانها، وهكذا نظرية السيف في الإسلام، فلم يكن السيف في يد المسلم إلا كالمشرط في يد الجراح لحسم الداء الاجتماعي".
ــ سيد قطب والتأصيل للعنف والحاكمية
ويتابع الباحث عمرو فاروق: بينما يؤصل سيد قطب للعنف والجاهلية فيقول: "إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله و الفقه الإسلامي". ويقول في كتابه "معالم في الطريق": "نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية، تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية وفلسفة إسلامية وتفكيرًاً إسلاميًا هو كذلك من صنع هذه الجاهلية".
وقد كانت هذه النصوص ملهمة لأجيال عديدة تبنت استراتيجية العنف المسلح، وتوظيف الإسلام في الوصول للسلطة، ليسوا عابئين بما تخلف أعمالهم تجاه الأمة العربية والإسلامية من جرائم ودماء سالت تجاه المدنيين، ورجال الدولة منذ ثلاثينات القرن الماضي.
فخرج من رحم الفكر التكفيري، لكل من؛ حسن البنا، وسيد قطب، تنظيم "65"، الذي كان بمثابة الامتداد الحقيقي للتنظيم الخاص المسلح، ثم تنظيم "التكفير والهجرة"، وتنظيم "الناجون من النار"، وجماعة "التوقف والتبين"، وتنظيم "الشوقيون"، وتنظيم "الجهاد المصري"، ثم "الجماعة الإسلامية"وتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش.