على الجميع
محجبات وسافرات: حكايات من «دفتر العنصرية» مع المرأة المصرية
واقعتان حدثتا في توقيت واحد وفرضتا نفسيهما على المجتمع المصري خلال الفترة الأخيرة، اتضح خلالهما أن المرأة المصرية بكافة أشكالها يُمارس ضدها نوعًا من العنصرية والتنمر سواء كانت محجبة أو غير محجبة.
الواقعة الأولى عرفت إعلاميًا باسم «فتاة الفستان»، والتي ترصد تعرض إحدى طالبات كلية الآداب بجامعة طنطا للتنمر من قبل بعض المراقبين على لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي بسبب ارتدائها فستان.
الواقعة الثانية التي لم تمر سوى ساعات وحدثت، كانت لإحدى الفتيات التي قالت أنه تعرضت للعنصرية داخل حمام السباحة بأحد النوادى الكبرى، لرفضهم نزولها حمام السباحة بمايوه المحجبات والسماح فقط بالمايوه «البكيني».
الواقعتان بالرغم من أن ضحاياهم فتاة محجبة وآخرى غير محجبة، إلا إنهما لم يكونا فردتين، إذ أن هناك شركات وكافيهات وشواطئ ترفض قبوا الفتيات المحجبات بأي صورة، وفي المقابل تتعرض غير المحجبات لأشكال متعددة من التنمر والعنصرية.
(نهى.ز)، فتاة في آواخر العشرينيات، ترتدي الحجاب منذ كانت في الثانوية العامة، ولم تتخيل يومًا أن يتم مساومتها عليه مقابل تعيينها في إحدى شركات الدعاية والإعلان والتي لا تعين سوى غير المحجبات فقط: "مكنش عندي فكرة أن فيه شركات بتعين على حسب الشكل مش الكفاءة".
كانت وظيفة نهى إدارية ورغم ذلك اشترط عليها مسؤول الأتش آر بالشركة عدم ارتداء الحجاب كشرط أساسي لتلك الوظيفة: "أنا مكنتش هبقى واجهة للشركة أنا وظيفتي محاسبة يعني إدارية داخل الإدارة، لكن وقتها الإدارة صممت فاضطريت للتنازل عن الوظيفة".
تضيف: "عرفت وقتها أن فيه شركات كتير بيكون شرط أساسي للتعيين هو أن الفتاة تكون غير محجبة، حتى لو الوظيفة ليس لها بواجهة الشركة زي ما بيقولوا، لكن ده تقسيم فئوي جدًا وغير عادل، لأن معيار التوظيف في الشركات لازم يكون الكفاءة وليس الشكل لأنه حرية شخصية".
لم يختلف الأمر مع زينة.ع، ثلاثينية، غير محجبة، والتي تعرضت للعنصرية، حين نقلت مكان سكنها برفقة أسرتها إلى منطقة مدينة نصر، وهناك طافت كثيرًا حتى تجد صالون تجميل يقبل دخول غير المحجبات لكون ما يحتاجونه يعتبر حرام ولم تفهم وقتها زينة معنى ذلك.
تقول: "مسؤولة الصالون قالتلي أن إحنا بنعمل حاجات حرام واللي بنطلبه منها بيكون حرام زي الحواجب وغيرها، عشان كدة بنرفض قبول غير المحجبات، ولاقيت كذا صالون تجميل رافض دخول غير المحجبات وكلهم كانوا نفس التبرير أن إحنا سافرات ومينفعش ندخل المكان".
تؤكد زينة أنها تتعرض طوال الوقت للعنصرية والسخرية من ملابسها وهيئتها، بالرغم من أن لديها صديقات محجبات يتعرضن أيضًا للعنصرية في بعض الأماكن: "الشركات والنوادي والأماكن جميعها تصنف النساء على حسب شكلهم محجبة وعير محجبة وهكذا".
في مارس الماضي، أثير الجدل بسبب ظهور فتاة غير محجبة تؤدي الامتحانات داخل جامعة الأزهر، وظهرت الفتاة بدون حجاب داخل لجنة الامتحان في جامعة الأزهر فرع البنات، ووقتها أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج "احتشموا" لمنع دخول عير المحجبات جامعة الأزهر الإسلامية على حد وصفهم.
ومن قبلها خلال مطلع يونيو الجاري، آثارت قصة منع فتاة محجبة من دخول أحد الأماكن العامة لحضور اجتماع مع زميلاتها بسبب ارتداءها عباءة، غضبًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتهامات بالعنصرية ومطالبات بإغلاق المكان، بسبب منعه دخول الفتاه لكونها محجبة.