«إلغاء مشاهد القبلات».. كيف أثَّر وباء الكوليرا على السينما المصرية؟
تقدم الطبيب كمال الجوجري باقتراح للبرلمان المصري بإلغاء القبلات من الأفلام السينمائية المصرية، وذلك حسبما جاء في مجلة "المصور" عام 1972.
ونشرت مجلة المصور أن الجوجري كان عضوًا في البرلمان المصري، ورئيس اللجنة الصحية، وطالب وقتها بإلغاء القبلات بين الممثلين في الأفلام، إلا أن الاقتراح صدر ضده هجوم كبير من فناني السينما المصرية، وقوبل بالرفض.
وكان الجوجري هو أول طبيب مصري يكتشف وباء الكوليرا عام 1947 وعندما علم الملك فاروق، بنبوغ هذا الطبيب الشاب، كرمه بمنحه الوسام الذهبي تقديرا لنبوغه العلمي.
وولد الدكتور كمال الجوجري في فبراير 1912 بمدينة بلبيس بالشرقية، وتلقى تعليمه الأساسي هناك، ثم انتقل لمدينة الزقازيق للحصول على الثانوية العامة، وبعدها التحق بكلية طب قصر العيني، وكان ترتيبه الثانى على دفعته، وكرمته الدولة وقتها لتفوقه العلمي.
عيّن الجوجري مفتش للصحة بقرية بهتيم من قبل القصر الملكي، وظل يعمل بها فترة كمفتش للصحة، وأثناء عمله ببلدة بهتيم 1947، كان يتردد عليه الوحدة المرضى ويعانون من الإسهال الشديد، وكانت تنهى بحياة المصاب بها في غضون ساعات، حيث كانت تنقل عن طريق الطعام والماء الملوث إذ تناوله الإنسان، اكتشف الدكتور كمال وباء الكوليرا الذي أودى بحياة الكثيرين من المصريين.
ظهرت أول مراحل هذا الوباء فى روسيا عام 1817، وتسبب فى وفاة نحو مليون شخص، وكان السبب الرئيس لانتشاره هو اختلاط مياه الشرب بفضلات البشر، وانتقل هذا الوباء من آسيا إلى أوروبا عبر الجنود البريطانيين المقيمين فى الهند، ثم انتقل من بريطانيا إلى إسبانيا وأفريقيا وإندونيسيا والصين واليابان وألمانيا وأمريكا. ورغم اكتشاف لقاحٍ له في عام 1885، إلَّا أنَّ وباء الكوليرا استمر بعدها في الظهور، إذ انتشر وباء الكوليرا السابع فى إندونيسيا، وسُمى بوباء كوليرا الطور على اسم سلالة الفيروس، ووصل إلى باكستان الشرقية وبنغلاديش فى عام 1963، ثم وصل إلى الهند فى عام 1964، والاتحاد السوفيتى فى عام 1966. ثم انتشر الوباء من شمال إفريقيا، إلى إيطاليا بحلول عام 1973. فى أواخر سبعينيات القرن الماضي، كان هناك تفشٍّ صغير فى اليابان وجنوب المحيط الهادئ.