رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيناريست بشير الديك: انتهيت من كتابة فيلم شبابى باسم «تيك تاك توك»

 بشير الديك
بشير الديك

قال الكاتب والسيناريست بشير الديك إن مشواره فى عالم الفن بدأ بمعالجة خاصة لإحدى روايات الأديب الروسى فيودور دوستويفسكى، تم تقديمها فى فيلم «مع سبق الإصرار»، مشيرًا إلى أن دخول الوسط الفنى بدأ عن طريق تمرير قصته عبر أحد أقربائه إلى «حماة» السيناريست مصطفى محرم، الذى رحب بالفكرة وكتب السيناريو لها. وأشار، فى حواره مع «الدستور»، إلى أنه شعر باليتم بعد وفاة صديقيه المخرجين عاطف الطيب ومحمد خان، ما جعله يبتعد كثيرًا عن السينما، خاصة أنه لا يفضل «أفلام أكل العيش»، ولا يستطيع العمل إلا مع من يحب، منوهًا بأنه انتهى مؤخرًا من كتابة فيلم جديد عن حياة الشباب فى العصر الحالى، يحمل اسم «تيك تاك توك»، وسيجرى تنفيذه فى الفترة المقبلة.

 

■ بداية.. لماذا اتجهت للكتابة للسينما رغم دراستك فى كلية التجارة؟

- كنت أكتب فى مجال القصة القصيرة قبل دخولى كلية التجارة، ونشرت لى عدة قصص قصيرة فى عدد من المجلات المصرية والعربية، وكان حلم حياتى أن أصبح كاتبًا روائيًا، لكن السينما جذبتنى أكثر.

ففى إحدى المرات شاهدت فيلمًا ووجدت أن طريقتى فى الكتابة مناسبة أكثر للسينما لا الرواية، لذلك قررت دخول هذا العالم، وكتبت قصة قصيرة أسميتها «قصة سينمائية»، وكانت مستوحاة من قصة بعنوان «الزوج الأبدى»، للروائى الروسى العالمى فيودور دوستويفسكى، التى أثرت فىّ فكتبت معالجة لها، وكنت سعيدًا جدًا بها وقررت تحويلها إلى فيلم.

وفى يوم علمت أن فيلمًا يصور فى مسقط رأسى بدمياط، وهو «أغنية على الممر»، وعلمت بوجود عدد من الممثلين، منهم صلاح السعدنى، بالإضافة إلى المخرج على عبدالخالق، وكاتب السيناريو مصطفى محرم، وسألت وعلمت أنهم يجلسون على أحد المقاهى لمناقشة بعض الأمور الخاصة بالفيلم، فأخذت رواية «قصة سينمائية»، وذهبت إليهم لأعطيها لهم، لكنهم كانوا مشغولين بمشكلات خاصة بالفيلم، وساعتها شعرت بأننى أتطفل عليهم، وأخذت روايتى وخرجت.

■ هل انتهى مشروع فيلمك الأول عند هذه النقطة؟

- لا، فبعدها بفترة وجيزة كنت فى القاهرة، ولحسن حظى كان أحد أقاربى يمتلك «سوبر ماركت» صغيرًا بجوار منزل حماة الكاتب الأستاذ مصطفى محرم، وقال لى قريبى: الأستاذ مصطفى بييجى هنا مع زوجته، فطلبت منه أن يعطى القصة لحماة الأستاذ لتمررها إليه، وفعلًا، قرأها الأستاذ مصطفى وكان سعيدًا جدًا بها، وطلبنى فى التليفون، ثم جلسنا وتحدثنا، وكانت هذه هى بداية فيلم «مع سبق الإصرار»، فقد كتبت أنا القصة والحوار، والأستاذ مصطفى كتب السيناريو، والأستاذ أشرف فهمى كان المخرج، وخرج الفيلم من بطولة نور الشريف ومحمود ياسين وميرفت أمين.

وكان الفيلم نقطة تحول لى، وكان نور الشريف معجبًا جدًا بالدور ومتحمسًا له، وأذكر أنى اشتريت «جاكيت» جديدًا لأقابل محمود ياسين، الذى كان رافضًا نهاية القصة وطلب تغييرها، لكنى أصررت على موقفى وحاولت الاعتذار عن الفيلم، رغم أنى كنت فى بدايتى، ولما وجدونى مصرًا على النهاية وافقوا عليها وتم تنفيذ الفيلم.

■ هل واجهت اعتراضات من الأسرة على دخول المجال الفنى؟

- على العكس، كان هناك تشجيع كبير من أسرتى، فهى أسرة بسيطة، كما أنى كنت أحب القراءة والكتابة بشكل لا يمكن تخيله، وأقرأ فى كل المجالات، فى الأدب والفلسفة والتاريخ وعلم النفس، وهذه القراءة هى ما زودتنى بالمعلومات والأفكار، ووسعت مداركى، لأنها تجعل الإنسان قادرًا على التخيل والإبداع.

وكنت أحب طه حسين ومحمد تيمور ومحمود تيمور وعبدالحليم عبدالله ونجيب محفوظ، خاصة فى الثلاثية، وكنت أحلم بأن أكون مثله، إلى أن خطفتنى السينما وابتعدت عن الرواية.

■ جمعتك تجارب عديدة مع المخرجين محمد خان وعاطف الطيب.. فلماذا ارتبطت بهما فى كثير من أعمالك السينمائية.. وما الفارق بينهما فى العمل؟

- عملت مع «خان» و«الطيب» وعاطف سالم ونادر جلال، لأنهم كانوا أصحابى وكنت أحبهم كثيرًا، وكنا قريبين من بعضنا فى الواقع، وجمعتنى بهم صداقة وطيدة.

أما فى العمل، فمحمد خان كانت تغلب عليه روح المغامرة، أما عاطف الطيب فيغلب عليه طابع التأمل، وكنت أعشق المغامرة فى الأول، وأقرب إلى التأمل عند الثانى، لذا جمعتنى الصداقة الوطيدة بهما، ومعهما «كنت نفسى إلى أبعد حد»، وأقول ما أريد أن أقوله.

ولذلك تعاونت مع «الطيب» فى ثانى أعماله «سواق الأتوبيس»، بعدما قدم أول أفلامه بعنوان «الغيرة القاتلة»، وكان مدير التصوير معه هو سعيد الشيمى، وكان صديقًا مشتركًا بيننا، وهو من عرفنى عليه، وكان «سواق الأتوبيس» خطوة فارقة فى مشواره، وبداية حقيقية له، وبدأ نجمه فى العلو بعد هذا الفيلم، لما به من عمق.

وهذا الفيلم كان من المفترض أن يخرجه محمد خان، لأنه هو من طلب منى كتابة فيلم عن سواق تاكسى «بيتخانق ومخنوق ويوقف التاكسى ويحرقه»، لكنى أخذت الفكرة وكتبت لها معالجة مختلفة لا علاقة لها بفكرة «خان»، وعندما قرأها قال لى: «دى مش فكرتى»، وذهب دون أن أعرف وأعطاها لعاطف الطيب، وكنا قد تعرفنا من قبل عن طريق سعيد الشيمى، وبدأنا تنفيذ الفيلم.

وفى «سواق الأتوبيس» سردت جزءًا من تاريخى الشخصى، وكتبت ما أشعر به، لأن الأحداث تدور فى دمياط، ولم أرض بحذف اسم «خان» من القصة، لأنها فكرته، رغم أن المعالجة لم تكن لها أى علاقة بقصته، وفرح عاطف الطيب بالفيلم، الذى حصد الجائزة الثانية فى مهرجان الإسكندرية السينمائى.

■ وكيف تعرفت على محمد خان؟

- تعرفت على «خان» عن طريق نور الشريف، الذى كان بطل أول أفلامى «مع سبق الإصرار»، ونشأت بيننا علاقة صداقة منذ ذلك الوقت، كما أن نور الشريف كان أيضًا بطل «ضربة شمس»، وهو أول فيلم من إخراج «خان»، وحكى لى كثيرًا عن المخرج الشاب الذى يحب التصوير فى الشارع ولا يقيد نفسه بالبلاتوهات، وهو ما كان مختلفًا فى هذه الفترة.

وبالفعل تعرفت عليه، وقدمنا أولى تجاربنا معًا، وهى فيلم «الرغبة»، وتكرر التعاون بيننا فى فيلم «موعد على العشاء»، الذى أعتبره فيلمًا استثنائيًا للغاية.

■ تعاونت مع نور الشريف فى فيلم «ناجى العلى».. فكيف بدأ هذا المشروع؟

- كنت أحلم مثل كل كاتب عربى بتقديم فيلم عن القضية الفلسطينية، وتلقيت مكالمة من نور الشريف يقترح علىّ تنفيذ فيلم عن رسام الكاريكاتير ناجى العلى، ولم أكن أعرفه سوى من خلال رسمه فى إحدى المجلات العربية.

وكان من المقرر أن يخرج صلاح أبوسيف هذا الفيلم، وتحدثت معه عن تصورى للعمل، لكنه كان بعيدًا عن تصوره، ووجدنا وقتها أن عاطف الطيب أقرب لرؤيتنا عن المشروع، فاعتذرنا لصلاح أبوسيف.

ووقتها قال نور الشريف إنه سيعطينى كل المعلومات عن الفنان الراحل، وصورًا من لوحاته التى عرضها فى معرضه الأخير الذى أقامه فى لندن قبل مقتله هناك، لكنى كنت حريصًا على تضمين كل خطوات ناجى العلى فى الفيلم.

وحينها ذهبت إلى الكويت لزيارة المجلة التى كان يعمل بها، وتحدثت مع زملائه وأصدقائه ورئيس التحرير عنه، ثم ذهبت إلى تونس وتحدثت مع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية الذين كانوا موجودين هناك بعد رحيلهم عن لبنان، للإلمام بكل التفاصيل والأبعاد الخاصة بشخصيته، كما أنى ذهبت إلى مقر عمله فى لندن، وزرت المنزل الذى كان يقيم به، وكذلك منزله فى عين الحلوة بلبنان، وعرفت عنه معلومات لم تكن تعرفها عائلته نفسها، ونفذنا الفيلم.

■ ماذا عن علاقتك بالراحل أحمد زكى؟

- علاقتى بأحمد زكى بدأت مباشرة بعدما قدم مسلسل «الأيام»، عن قصة حياة طه حسين، وكان دورًا عظيمًا جعل كثيرًا من المخرجين، مثل رأفت الميهى ومحمد خان وعاطف الطيب، وتقريبًا كل جيل الثمانينيات، يعتبرونه فتى هذه المرحلة، ويسعون وراء العمل معه.

وبعدها كتبت فيلم «طائر على الطريق»، واخترنا أحمد زكى للعب دور السائق، وكان لا يجيد السواقة، لكنه تعلمها مخصوص من أجل الفيلم، وتألق فيه، لأنه كان مخلصًا جدًا فى عمله، وبدأت علاقتنا منذ هذه اللحظة.

■ ما أقرب أعمالك لقلبك، وما الأعمال التى ندمت عليها؟

- أقربها «سواق الأتوبيس» و«الحريف» و«ضد الحكومة»، و«موعد على العشاء» و«ليلة ساخرة»، أما الأعمال التى ندمت عليها فهى عملان فقط، لا داعى لذكرهما، لأنى لم أكن أحب أفلام أكل العيش، ولا أقدم عليها، وقد أقدم بعض الأفلام لبعض من يثقون بى ويحبون العمل معى، لكنى كنت أحب الأفلام المجنونة الخاصة بعالم بشير الديك.

■ ما آخر مشروعاتك فى الفترة الحالية؟

- انتهيت من كتابة فيلم عن الشباب فى العصر الحالى، واسمه «تيك تاك توك»، وسيكون من بطولة مجموعة من الوجوه الجديدة، مع مشاركة عدد من النجوم، مثل حسين فهمى وشيرين رضا.