في ذكرى رحيله الأولى.. تعرف على قصة اسم النحات آدم حنين
عام واحد مر على وفاة النحات والرسام المصري آدم حنين، إذ توفي في 22 مايو 2020، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز الـ91 عاما.
استطاع آدم حنين أن يحقق نجاحا كبيرا في مصر، وحقق مكانة متميزة بين نحاتيها قبل أن يسافر إلى باريس عام 1971، وقضى هناك 25 عاما مع زوجته، وكرس نفسه لفنه في محترفه الواقع في الدائرة الخامسة عشرة في باريس قرب بورت دو سيفر، وعاد إلى مصر عام 1996، بعد أن أصبح فنانا معروفا على المستوى الدولي.
لم يعلم الكثيرون أن الاسم الحقيقي لـ آدم حنين هو صموئيل هنري، وفي مقال للناقد صبحي الشاروني بمجلة "الدوحة" بعددها رقم 3 الصادر بتاريخ 1 مارس 1985، كشف عن سبب تغيير اسمه، موضحا أن صموئيل هنري هاجر إلى النوبة محاولا الهروب، بعد أن حقق نجاحا كبيرا وأقام عدة معارض لأعماله، وتابع التيارات الحديثة التي كانت تندفع في مجرى الحياة الفنية بعنف، ووقع في صراع مع نفسه وبدأ يلتقط بعض القيم التجريدية ويهضمها ليمزجها بفنه، إلا أنه قرر أن يترك أضواء القاهرة وزحامها وصراعاتها ليعيش بين سكان النوبة القديمة نفس حياتهم، واشترى منزلا وراح ينحت "عصافيره" ويرسم لوحاته هناك.
ولم تكن هذه أول مرة يتجه فيها الفنان إلى منطقة بكر بعيدا عن الأضواء وجو الريبة الذي يحيط دوما بالمثقفين، فقد سبقه "جوجان" الذي هجر باريس وسافر إلى جزر "تاهيتي" ليعيش بين أهلها نفس حياتهم، ويسجل في لوحاته حياة الفطرة والبداوة، وكذلك فعل فان جوخ عندما عاش بين الفلاحين وعمال المناجم، وهناك أمثلة أخرى لفنانين هجروا بيئاتهم ليعايشوا بيئات أكثر أصالة، ولكن في كل حالة تختلف الدوافع.
وفي النوبة؛ أعلن الفنان أن صموئيل هنري قد مات، ولم يتبق منه سوى برعم صغير بالكاد يتنفس ويعيش، إن هذا البرعم الضعيف الهش من الممكن أن ينمو ويترعرع، واختار اسمه الجديد "آدم حنين"، وفي تلك الفترة تعرف على شريكة حياته التي ارتبطت بهذا البرعم وأيقنت أنه سيكون دوحة شامخة، فكرست حياتها من أجله ورافقته في أعصب مراحل حياته مخففة عنه ومشجعة إياه.
ولم يكف آدم عن النحت، ولكن في محاولة للهروب ليعيش في سكينة بين أحضان الفطرة، مستغرقا في صياغة تماثيله التي اعتبرها بداية جديدة لمرحلة فنية قطعت كل علاقة لها بالمراحل السابقة.
وفي عام 1965 غادر النوبة مع أهلها عند تهجيرهم قبل أن تغطي المنطقة مياه بجيرة ناصر، وانتقل إلى الإقامة في جزيزة "الفنتين" بأسوان متابعا خطته في الابتعاد بأقصى ما يستطيع عن ضوضاء القاهرة وقسوتها.
ولكنه عاد إلى القاهرة، حيث عين مستشارا فنيا بدار التحرير للطبع والنشر (دار جريدة الجمهورية) لمدة 10 أشهر عام 1971، ثم سافر إلى باريس مع معرض مصري أقيم هناك وكان مشاركا فيه، وقد باع أحد تماثيله التي شارك بها في هذا المعرض، فقرر الإقامة في باريس كفنان محترف.