فقه الدولة «2».. حديث الأسرار
د. محمد الباز يكتب: لماذا تكره الجماعة الإرهابية الجيش والشرطة؟
يمكنك أن تتعامل بسخرية شديدة مع ما قاله أحد وجوه التطرف التى نعرفها جيدًا، ونحفظ تاريخها الإرهابى، ويسجل أرشيفها إصرارًا على صناعة الفتن والأزمات وازدراء الأديان الأخرى، واحتقار أبناء الشعب ممن لا ينتمون إلى فكره وجماعته وطريقه.
أحدثكم عن أبوإسلام أحمد عبدالله، الرجل الذى من فرط تطرفه وقف أمام السفارة الأمريكية وحرق الإنجيل، معتقدًا بذلك أنه ينصر الرسول، صلى الله عليه وسلم.
أبوإسلام أحمد عبدالله الذى كان أحد قيادات اعتصام رابعة الإرهابى، وقاد من على منصته حملات تحريض على الجيش والشرطة والشعب، كان يتحدث فى أحد البرامج التليفزيونية بعد أحداث يناير ٢٠١١، فنطق بما لم يتخيله أحد أو يتصور أحد أنه يمكن أن يكون موجودًا فى عقل أحدهم.
فى هذه الفترة كان قيادات الجماعات الإرهابية نجومًا لا يغادرون استديوهات الفضائيات إلا ليعودوا إليها مرة أخرى، كانوا يتحدثون فى كل شىء وأى شىء، بل كان بعضهم يحرص على أن يحصل على أعلى مقابل للظهور، وكانت الفضائيات تستجيب رغبة فى وصل أهل الحكم الجدد، الذين بدا لنا أنهم حولوا كل شىء إلى سبوبة.
كشف أبوإسلام عمَّا تحلم به الجماعات الإرهابية.
وتخيلوا أن هناك شخصًا عاقلًا يمكن أن يقول هذا الكلام، فقد ذهب إلى أنه يحلم بأن تحل جماعة الإخوان المسلمين فى مواقع السلطة السياسية، وتحل الجماعة الإسلامية مكان جهاز الشرطة، وتحل جماعة الجهاد محل الجيش، ولا مانع أن تقوم الجماعة السلفية بشئون الدولة، وبذلك تتم السيطرة الكاملة على الدولة التى ستكون من وجهة نظرهم نواة دولة الخلافة.
لم يكن أبوإسلام عبدالله يتحدث عن حلم، أو حتى يفكر بصوت عالٍ عمَّا يحلم به أو يعبر فى خياله، لكنه كان يتحدث عن خطة ظلت الجماعات الإرهابية تحتفظ بها لسنوات طويلة حتى جاءتها الفرصة بأحداث يناير ٢٠١١، فبادرت إلى تنفيذها.
لقد أدركت عصابة الإخوان ومَن يقفون وراءها ومن تحالفوا معها من التيارات المتطرفة أن السيطرة على الدولة المصرية لن تتم إلا بكسر الجيش والشرطة، حاولوا أن يفعلوا ذلك مبكرًا جدًا بعمليات اختراق واضحة لصفوف المؤسستين الكبريين، لكن المحاولات جميعها باءت بالفشل، اللهم إلا بعض العناصر الضالة التى كان يتم السيطرة عليها فى الوقت المناسب، ودون أن يشعر أحد.
بانتهازية شديدة وجدت جماعة الإخوان الإرهابية الفرصة سانحة أمامها لكسر الجيش والشرطة، دون أن تظهر هى فى الصورة، صحيح أنها لم تكن بعيدة عن مواقع الأحداث لكنها حاولت أن تتخفى.
هنا لدينا بعض ما حدث.. وليس كل ما حدث بالطبع، وأعتقد أن الإشارات تكفى.
المحاولة الأولى لكسر الداخلية كانت من اللحظة التى دعت فيها صفحة «كلنا خالد سعيد» إلى مظاهرات يوم ٢٥ يناير ٢٠١١.
كانت المبررات المعلنة متهافتة، قالوا إنهم اختاروا هذا اليوم الذى يوافق عيد الشرطة حتى يكون تذكرة لمن يتجاوز فى حق الشعب، ولم يكن ما قالوه حتى «حق» يراد به «باطل»، بل كان باطلًا مطلقًا، ولذلك أسباب عديدة.
فقد نسى من حددوا ٢٥ يناير تحديدًا للتظاهر أنه ليس عيدًا لرجال الداخلية المعاصرين الذين يمكن أن يتهموهم بالتجاوز فى حق الشعب المصرى، هو عيد وطنى، أثبت فيه رجال الداخلية فى الإسماعيلية فى يناير ١٩٥٢ أنهم أبطال لا يمكن أن يفرطوا فى أرضهم ولا كرامة بلدهم.
وقتها غاب عن كثيرين أن هناك رغبة فى محو تاريخ جهاز الشرطة نفسه، وتجريده من أى فضل أو كرامة حتى يمكن التغلب عليه دون أن يعترض أحد.. إبعاده عن تاريخه الوطنى حتى لا يتشفع فيه أو له أحد.
وقد تسأل عن علاقة الإخوان بتحديد هذا اليوم لانطلاق مظاهرات ضد نظام مبارك وفى القلب منه وزارة الداخلية؟
سأقول لك راجع من كانوا يعملون فى هذه الصفحة من وراء ستار، ضع جانبًا وائل غنيم، مؤسس الصفحة، الذى رغم انتماءاته السابقة وقربه من التيارات الدينية المتطرفة، إلا أنه ومن واقع مذكراته التى نشرها بعد أشهر من أحداث يناير، لم يكن متواصلًا مع الجماعة بشكل مباشر، لكن أدمن الصفحة الرئيسى عبدالرحمن منصور الذى تسرب إلى وائل بنعومة شديدة كان أحد شباب الجماعة، وأثبتت الأحداث أنه كان على علاقة بمكتب الإرشاد، وحتى لو افترضنا أنه لم يتلق تعليمات من الجماعة عن الصفحة أو ما تقدمه، فإننا لا نستطيع أن نعزل الرغبة الإخوانية العارمة فى تحطيم الشرطة عن التأثير فى تفكير أعضائها.
فى أدبيات التغيير التى درسها عدد كبير من الشباب فى أكاديميات خارج مصر، طوال السنوات التى سبقت أحداث ٢٥ يناير، كانت فلسفة المواجهة تقوم على:
أولًا: شيطنة جهاز الشرطة واستخدام الإعلام بكل أشكاله فى نشر تجاوزات الشرطة حتى لو صغيرة والمبالغة فيها، لوضع المواطنين أمام حقيقة واحدة وهى أن الداخلية تعمل ضد الشعب، وأنها موجودة فقط لتحمى النظام.
ثانيًا: التركيز على وقائع بعينها وتحويلها إلى قضايا رأى عام، وجعل الضحايا فيه أبطالًا، والتوسع فى إجراء حوارات معهم وتحويلهم إلى نجوم تليفزيونيين.
ثالثًا: لا بد أن تكون المواجهة مع رجال الشرطة فقط بهدف كسرهم، على أن يتم تحييد الجيش، ولا مانع من الهتاف له واستقباله بالورد، وذلك حتى لا يقف فى صف الشرطة ليدافع عنها.
عندما نراجع ما جرى قبل أحداث يناير بسنوات قليلة سنتأكد من أن هذا السيناريو تم تطبيقه حرفيًا، ويمكن أن نتذكر سويًا أسماء ضحايا تحولوا فجأة إلى نجوم، بل وصل الأمر إلى أن أصبح بعضهم أيقونات يتجمع الغاضبون حولها.
لن أتوقف عند هذه المحطة كثيرًا، لسبب بسيط أن أرشيف الصحف والمواقع الإلكترونية متاح ويمكن الاطلاع عليه ومراجعته فى أى وقت.
سنتوقف معًا عند ما جرى فى ٢٨ يناير ٢٠١١، وهو اليوم الذى تأكدت فيه المؤامرة بشكل كامل.
لقد تم التعامل فى هذا اليوم مع رجال الشرطة على أنهم أعداء، كانت هناك مبالغة فى تعقبهم وإيذائهم والنيل منهم، رغم أن المنطق يقول إن رجال الشرطة من الشعب فى النهاية، وحتى لو خرج المتظاهرون اعتراضًا على النظام فليس طبيعيًا أن يتم استهداف الرجال والمؤسسات بهذه الصورة.
عندما نراجع الآن صور هذا اليوم والفيديوهات التى سجلت وقائع التعامل العدوانى مع رجال الداخلية سندرك جيدًا أن الهدف لم يكن الاحتجاج على النظام وإعلان التمرد فى وجهه، ولكن كان الهدف الأساسى هو كسر هيبة الداخلية بشكل كامل.
لقد تعامل البعض باستخفاف مع محاولات اقتحام مبنى وزارة الداخلية القديم، كنا نرى ما يحدث على أنه رغبة من المتظاهرين لإثبات وجودهم وأنهم الأقوى، لكن تكرار المحاولة ألقى فى يقينى أننا أمام محاولة لما هو أكثر من إثبات الوجود والتأكيد على النجاح، إننا أمام محاولة هدم كيان بشكل كامل.
ستقول لى: أمرك غريب... فما الذى تريده بالضبط من متظاهرين خرجوا ليغيروا النظام، هل تريدهم أن يتعاملوا برفق مع رجاله، أو يأخذوهم بالأحضان عندما يقابلونهم فى الشوارع؟
السؤال هنا يفارق حقيقة ما جرى على الأرض.
وتعالى نتساءل سويًا: عمن حرق أقسام الشرطة تقريبًا فى عموم الجمهورية بداية من ظهر ٢٨ يناير ٢٠١١؟
ستعتقد أننى سأقول لك إن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية هم من فعلوها، وبالطبع لن أخيب ظنك أو أراوغ اعتقادك، فهم بالفعل من فعلوها.. لكن السؤال كيف فعلوها؟
حتى الآن تنكر الجماعة الإرهابية أن تكون قد تورطت فى حرق أقسام الشرطة واقتحام السجون، لكننى سأقول لك ما تعرفه جيدًا، وأعتقد أنه لا يحتاج دليلًا، فقد كنا جميعًا شهودًا على هذا اليوم وهذه الأحداث.
لقد اتبعت جماعة الإخوان الإرهابية تكنيكًا واضحًا جدًا، وهو «التسخين عن بُعد» يحدث أن يتجمع بعض الأفراد الغاضبين أمام أقسام الشرطة، ينتهى غضبهم عند الهتاف لا أكثر، لكن يندس بينهم من عناصر الجماعة من يزيد الغضب والهتاف، ثم يكون أول من يلقى بالحجارة والنيران على قسم الشرطة، ثم ينصرف ليكمل الغاضبون المهمة.
تحقق للجماعة الإرهابية هدفها دون أن تبذل جهدًا كبيرًا، ضربت بما فعلت عصفورين بحجر واحد.
الأول أنها وجهت ضربة كبيرة لرجال الشرطة ولمؤسسة الداخلية.
والثانى أنها أبعدت عن نفسها التهمة المباشرة فى أن تكون فعلت ذلك.
لا أحد يعرف على وجه التحديد من هو أول من هتف فى ميدان التحرير «الجيش والشعب إيد واحدة».
قد يكون مواطنًا أدرك فى لحظة المواجهة الكبرى والنيران التى تحيط بالجميع أن الجيش هو الوحيد القادر على أن ينقذنا مما نحن فيه، وهى حقيقة لا يستطيع أن يتجاهلها أحد، ثم إن الأحداث المتعاقبة أثبتتها.
لكنى لا أستبعد أبدًا أن هذا الشعار كان مصنوعًا ومعدًا مسبقًا، بل كان من رفعوه وجعلوا الناس يرددونه من بعده يعرفون التوقيت المناسب ليهتفوا به.
ما الذى أعنيه هنا؟
ببساطة شديدة ففى الوقت الذى كان يواجه المتظاهرون فيه- والمتآمرون منهم تحديدًا- الشرطة ويبالغون فى كسرها وإسقاط هيبتها وإيذاء رجالها، لم يرموا بأنفسهم فى أحضان الجيش حبًا فيه، ولكن لقناعتهم بأنهم لا يمكن أن يواجهوا الجيش والشرطة فى وقت واحد، ولذلك فلا بد من المراوغة التى تقوم على ضرورة الاستعانة بالجيش على الشرطة أو على الأقل تحييده، ثم بعد أن تنكسر الشرطة تمامًا، يلتفتون بعد ذلك إلى الجيش.. وهو تقريبًا ما جرى.
لقد صدعونا قبل أحداث يناير وبعدها بكلام كثير لا ينقطع عن هيكلة الداخلية، وهى كلمة كان يقف وراءها الباطل كله، فعندما تمكنت جماعة الإخوان الإرهابية، قامت بالتدخل بما يفيدها، أبعدت الضباط الذين تأكدت أنهم لا يمكن أن يكونوا فى صفها أو يخدموا توجهاتها الجديدة، وقصة الشهيد محمد مبروك ليست بعيدة عنا.
فقد أصرت جماعة الإخوان الإرهابية على نقل محمد مبروك من قطاع الأمن الوطنى إلى مديرية أمن الجيزة، وظل هناك ما يقرب من عامين، لأنها كانت تعرف جيدًا أن وجوده فى الأمن الوطنى لن يكون فى صالحها.
مخطط الجماعة الإرهابية تواصل فى اتجاه الجيش بشكل كامل.. ولم يكن غريبًا أبدًا اتباعهم نفس التكنيك، فهم لا يعرفون غيره، وهو الحرب من وراء ستار.
بعد خروج خيرت الشاطر من سجنه فى مارس ٢٠١١، حضر اجتماعًا موسعًا لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، كان الجميع يتحدثون عن خطتهم فى المستقبل، لكنه توقف بهم عند ما اعتبره الأمر الأهم والأخطر بالنسبة لهم.
فى هذا الاجتماع الموسع قال خيرت الشاطر إن العقبة الأساسية أمام الجماعة هى الجيش، ولا بد من هدم جدار الثقة بينه وبين الشعب فى أسرع وقت.
كانت الخطة التى عرضها الشاطر هى توظيف القوى المدنية وشباب الثورة والإعلاميين الذين يروجون لهم فى مواجهة الجيش بعيدًا عن الجماعة.
قال خيرت الشاطر نصًا: ليس علينا إلا أن ندفع ببعض عناصرنا فى المظاهرات التى تقوم بها القوى المدنية وشباب الثورة، وتبدأ هذه العناصر بترديد هتاف «يسقط حكم العسكر»، ثم يتركون المشتركون فى المظاهرات أو المسيرات يرددون الهتاف، وبعد قليل سنجد كتابًا وإعلاميين يرددون نفس الشعار ويفردون له مساحات من مقالاتهم وبرامجهم.
حدَّد خيرت الشاطر أسماء بعينها، وأشار إلى يسرى فودة وبلال فضل وعلاء الأسوانى، ولم يخيب هؤلاء ظنه فى حقيقة الأمر، فقد فعلوا ربما ما لم تحلم به الجماعة الإرهابية التى من المؤكد أن أعضاءها كانوا يضحكون وبشدة من سذاجة من ابتلعوا الطعم وأصبحوا فى المواجهة مع الجيش، الذى هو فى النهاية العمود الفقرى للشعب وللأرض وللوطن كله.
بعد ٣٠ يونيو كان التركيز أكبر على محاولات كسر الجيش والشرطة.
الاستهداف مر بمرحلتين كبيرتين.
المرحلة الأولى كان الاستهداف فيها صلبًا، حيث قامت مجموعات الإخوان النوعية باستهداف رجال الشرطة فى كل محافظات مصر، ونظرة سريعة على مسلسل «الاختيار ٢» ستضع القصة كاملة أمامنا.
إننا جميعًا نعرف هذه الأحداث جيدًا، عشناها وتابعنا تفاصيلها، لكن فضل المسلسل فى الحقيقة أنه جمع الأحداث جميعها ووضعها فى سياق واحد، مكننا من أن ننعش ذاكرتنا فنذكر ما نسيناه، ونعرف أكثر حجم المؤامرة.
استهداف الجيش كان أعنف وأكثر حدة، وتشهد الحرب على الإرهاب فى سيناء على ضراوة المعركة، فقد خططت التنظميات الإرهابية ومبكرًا جدًا أن تكون سيناء هى نقطة البداية والانطلاق لهم، قرروا أن تكون سيناء الولاية الإسلامية الأولى فى مصر، وبعدها تتساقط الدولة كلها فى أيديهم، ولأن الجيش كان يعرف المخطط جيدًا، فقد بذل الكثير من أرواح أبنائه حتى يطهر هذه الأرض الطاهرة من دنس الإرهاب والإرهابيين.
المرحلة الأخطر فى الاستهداف لرجال الشرطة والجيش كانت مرحلة الاستهداف الناعم، وهى المرحلة التى تم فيها استخدام المنصات الإعلامية المعادية للتشكيك فى كل ما يخص الجيش والشرطة، وكان غرض هذا التشكيك وببساطة شديدة هو زرع الفتنة بين الجيش والشعب من ناحية، وبين الداخلية والشعب من ناحية ثانية.
حاولت المنصات المعادية لمصر خلق ثنائية، فالجيش فى ناحية والشعب فى ناحية، ولا بد من إشعال النار بينهما، وهو ما فطن إليه المصريون مبكرًا، وعرفوا أن هذا فخ كبير.
فلم يكن تحريض المنصات المعادية على الجيش ورجالها والداخلية وجنودها عن موقف أو رغبة فى الدفاع عن الشعب، ولكن لأن من يديرون هذه المنصات يعرفون أن الجيش هو العقبة الأكبر التى تقف أمامهم، لن يحققوا أهدافهم طالما أن القوات المسلحة تقف لهم بالمرصاد، ولن يستطيعوا أن يدخلوا المدينة مرة أخرى طالما أن رجال الداخلية موجودون فى كل مكان.
كانت الخطة وبالمناسبة لا تزال، هى محاولة إزاحة الجيش والشرطة عن المشهد، لأن إزاحتهما تعنى أن الطريق سيكون خاليًا تمامًا، ويمكن لأى أحد أن يفعل أى شىء فى هذا البلد.
هذه هى القصة باختصار.
وربما لأن هناك من كان يعرف القصة ومبكرًا جدًا، فقد كان هناك قرار ألا يمس أحد مؤسسة الجيش ومؤسسة الشرطة، يفسر لنا هذا لحظة التقارب الكبرى التى جرت بين الجيش والشرطة فى عهد محمد مرسى، وأعتقد أنكم تتذكرون جميعًا الصورة الشهيرة التى يمسك فيها الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع بيد اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، وهى الصورة التى تكررت بعد ذلك عندما وقف وزير الدفاع إلى جوار وزير الداخلية محمد إبراهيم.
أرادت الجماعة الإرهابية أن تزرع الفتنة بين الجيش والشرطة، ولم تفلح المحاولة، وحاولوا أن يستبدلوا قوات الشرطة بقوات من أبناء الجماعة الإسلامية، وكانت الحجة أن هذه العناصر ستساعد الداخلية فى عملها، لكن تصدى المجتمع لهم وبشكل كامل، فلم يفلحوا.
لا بد أن نعترف الآن أن الحفاظ على مؤسستى الجيش والشرطة، وعدم نجاح من قادوا المؤامرة علينا فى الاقتراب منهما، ساعدانا على تماسك مؤسسات الدولة الأخرى، وهو ما يجعلنا طوال الوقت نعيش حالة من الاطمئنان، فما دام الجيش قائمًا فلا خوف.. وما دامت الداخلية موجودة فلا خشية.