«قال إنه عانى العنصرية بسبب لونه».. هل أصبح محمد منير ملكًا بالصدفة؟
ظهر المطرب الشاب صاحب البشرة السمراء، والشعر المنكوش، والقميص المفتوح في برنامج تليفزيوني وقفت المذيعة تتفحصه وسألته هل الوسامة تتدخل في صنع شهرة المطرب؟ رد بمنتهي الثقة قائلا: "الوسامة من وجهة نظري ليست تفاصيل وإكسسوارات إنما مظهر الوسامة قبول وإذا شعرت بالقبول تلقائيا سوف أشعر أني وسيم بل أوسم رجل في العالم" المطرب الشاب كان محمد منير.
محمد منير بدأ وتألق في الاختلاف ودائما ما كان صاحب مدرسة خاصة به والتي أبدع فيها وأصبح الكينج، ترك لكل المغنين وقتها أغاني الحب والشوق والفراق والعذاب، وغنى هو عن الشمس والشبابيك والمريلة الكحلي والسلام والأرض.
منير هو المتميز دائما بالكاريزما المختلفة في الكلمة واللحن والصوت وهو صاحب ذوق رفيع جدا ومتخصص في الغناء، وتأكيدا على ذلك من منا يستطيع أن يقاوم حركات أصابع وحركة رقبة منير بمجرد أن يسمع إحدى أغانيه أو مزيكته الفريدة.
اعتبر محمد منير سفير الأغنية المصرية في أوروبا، وكان من الغريب أن حفلاته في الخارج دائما كاملة العدد وكأنها حفلة للكينج في مصر، وبذلك وصل منير للعالمية دون حتى أن يغني لهجتهم.
44 سنة غنا، و24 ألبوما و1000 أغنية، و3 مسرحيات، و3 مسلسلات و12 فيلما، منها 3 ليوسف شاهين الذي كان يعتبر محمد منير حنجرته التي تعبر عنه.
شكل محمد منير المختلف لم يكن الشيء الوحيد الذى نقف أمامه، لأن منير كان عنده أفكار جديدة ومتحررة للأغنية غير التي تقدم، ويرى أن عصر الأغنية الطربية انتهى وأن هذا وقت الأغاني التي تلتحم مع الشباب وتعبر عنهم، وقال "مش معقوله اللى يفتح الراديو من سنة 30 ويفتحه بعد خمسين سنة يلاقي الراديو هو هو"
تفاءل منير بعد إيمان الموسيقار الكبير هاني شنودة بموهبته وشعر أن الدنيا ضحكت له، ونفذا أول ألبوم معا "بنتولد" والمفاجأة أن الألبوم لم ينجح، ورغم ذلك صمم منير على أن يأخذ الأغنية على أنها معركة كفاح ويقدم نفس اللون، رغم أن المضمون أن يقدم نفس الأغاني التي تقدم على الساحة، ولكن شعر وقتها أنه سيكون موظف غنا يغني ما يعجب الناس وهذا يتناقض مع شخصيته التي ترى أن الأغنية إحساس وتجربة ومعاناة وليست مجرد كلام على لحن.
استمر ذلك إلى أن أصدر منير ألبوم "شبابيك" الذى كسر الدنيا وقتها وأثبت أن الجمهور فعلا يحتاج التغيير وبدأ منير يشعر أنه بدأ يأخذ خطوة جيدة في مشواره، لكن للأسف رغم حب الناس له عانى منير من تجاهل الإعلام له الذى كان يحصره على أنه مغني النوبة وليس مغنيًا مصريًا يقدم كل الأشكال ومنها الفن النوبي، وهذا دفعه سنة 99 لأن يأخذ قرارا بالهجرة لألمانيا بعد رأى أنه بذل مجهودا كبيرا في الحفاظ على التراث ولم يجد الاهتمام في بلده مثلما يحدث في ألمانيا التي تستقبله بعاصفة إعلامية لا يصدقها عقل على حسب تعبيره.
وقراره هذا وقف أمامه ملايين من معجبيه الذين قرر بسببهم ألا يهاجر ويكمل حياته في مصر وهو مراهن على أن الإنسان سينحاز للفن الجيد في الأخير، وهذا ما حدث وأخذ الكينج مكانته الحقيقية في الإعلام كما في الشارع.