نعاه السيسي ووصفه بـ «صاحب اليد البيضاء».. الجنزوري وزير الفقراء وراعي محدودي الدخل

"فقدت مصر اليوم رجل دولة من طراز فريد، كان الراحل بارًا بمصر، وفيًا لترابها وأهلها، وصاحب يدٍ بيضاء في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية، وكانت له مكانته العلمية، ورؤيته الحكيمة، وقدراته القيادية المتميزة والناجحة، فضلًا عن أخلاقه الرفيعة العالية، وتفانيه وصدقه وإخلاصه في مراحل مصيرية وحاسمة من تاريخ هذا الوطن" بهذه الكلمات نعى الرئيس عبد الفتاح السيسي الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، الذي وافته المنية اليوم.

وزير الفقراء
رحل وزير الفقراء كما وصفه المصريون والساسة عن عمر يناهز 88 عامًا أفناها في خدمة وطنه ونهضته، ونال الجنزوري هذا الوصف لاهتمامه طوال فترة توليه برعاية محدودي الدخل، حيث تولى رئاسة وزراء مصر في فترتين، الأولى من عام 1996 حتى 1999، والثانية بعد ثورة يناير 2011.

نشأته
يمكن القول أن لولادته عام 1933 ونشأته في قرية جروان بمركز الباجور في محافظة المنوفية الدافع الأساسي وراء اهتمامه بهذه الطبقة الكادحة عندما وصل إلى مناصبه العليا، وكانت البداية في تخرجه من كلية الزراعة عام 1957، بعد قدومه إلى القاهرة في الثانية عشر من عمره وترك حياته في القرية ثم عمل خبير الغلال في فرع الائتمان الزراعي بمدينة المحلة الكبرى بالغربية عقب تخرجه، وحصل على دكتوراة في الاقتصاد من جامعة ميتشجان الأمريكية.

مناصبه
شغل وزير الفقراء العديد من المناصب القيادية من الناحية الأكاديمية أولًا بداية من عضو مجلس إدارة أكاديمية السادات للعلوم الإدارية، ثم عضو مجلس إدارة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومنصب مستشار اقتصادي بالبنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، وشغل منصب عضو هيئة مستشاري رئيس الجمهورية ثم عضو المجالس القومية المتخصصة للإنتاج والتعليم والخدمات، وقام بالتدريس في الجامعات المصرية ومعاهد التدريب ومنها أستاذ بمعهد التخطيط القومي عام 1973.

وعقب هذا التدرج في المناصب بدأ توجهه وعمله إلى الحكومة المصرية وكان بدايتها في عمله وكيل وزارة التخطيط لعام كامل، وفي العام التالي تم تكليفه محافظ الوادي الجديد، وبعدها بعام أصبح محافظًا لبني سويف وفي نفس العام تولى إدارة معهد التخطيط.

وفي عام 1982 تولى رئاسة وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وبعد أربع أعوام أي في عام 1986 أصبح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي، إلى أن تولى رئاسة مجلس الوزراء منذ يناير 1996 وحتى أكتوبر 1999، والفترة الثانية كانت بعد ثورة 25 يناير 2011 إلى عام 2012، ثم تم تعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية عدلي منصور للشئون الاقتصادية يوليو 2013.

انجازاته
حقق الجنزوري العديد من الإنجازات خلال فترة رئاسته لمجلس الوزراء في الفتاتين بداية من العمل على تنفيذ الخط الثاني لمترو الأنفاق بين شبرا الخيمة بالقليوبية والمنيب بالجيزة، مشروع مفيض توشكى وشرق العوينات، وتوصيل المياه إلى سيناء عبر ترعة السلام، ومشروع غرب خليج السويس، وأقر مجموعة من القوانين والخطوات الجريئة من بينها قانون الاستئجار الجديد محدود المدة، كما ساهم في تحسين علاقة مصر بصندوق النقد الدولي وكذلك بالبنك الدولي.