رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مهدى عفيفى عضو الحزب الديمقراطى: لا أتوقع أحداث عنف واسعة خلال الحفل

مهدى عفيفى
مهدى عفيفى

قال مهدى عفيفى، عضو الحزب الديمقراطى الأمريكى، إن تمسك الديمقراطيين وبعض الجمهوريين بتمرير قرار عزل الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، أو محاكمته يهدف لوضع خط أحمر لكل شخص تسول له نفسه الانقلاب على منظومة الحكم فى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذه الإدانة لن تسمح لـ«ترامب» بالمشاركة فى الحياة السياسية بعد ذلك بأى شكل من الأشكال.
وأضاف «عفيفى» أن إدارة الرئيس الجديد، جو بايدن، تواجه ٣ تحديات أساسية، هى إعادة توحيد الشعب الأمريكى بعد الانقسام الذى تسببت فيه إدارة ترامب، على حد قوله، وكذلك إعادة إطلاق الاقتصاد، ومواجهة جائحة كورونا.
■ بداية.. ما دلالات تصويت «النواب الأمريكى» على عزل دونالد ترامب رغم اقتراب ولايته من نهايتها؟
- تصويت مجلس النواب على عزل ترامب وموافقة عشرة من النواب الجمهوريين على هذا القرار، يعنى أنهم جميعًا متأكدون من أن الرئيس المنتهية ولايته هو السبب فى أحداث اقتحام الكونجرس ووقوع أعمال شغب أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، حتى إن زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس النواب أكد فى خطابه خلال جلسة العزل أن ترامب يتحمل المسئولية عن ذلك بسبب خطابه الذى حرض فيه على الذهاب إلى الكونجرس.
لذلك، كان لا بد من توجيه الاتهامات لـ«ترامب»، لأن مجلس النواب رأى أنه لو ترك هذا الأمر فإن أى شخص سيأتى لاحقًا سيتصرف مثل الرئيس المنتهية ولايته، وينقلب على السلطة ويثير الفتنة وأعمال العنف والفوضى بالمجتمع الأمريكى.
■ لماذا يتمسك الديمقراطيون بالعزل؟
- ليس الديمقراطيون فقط، بل هناك جمهوريون اشتركوا فى التصويت على عزل ترامب داخل الكونجرس، وهى سابقة لم تحدث من قبل، والهدف منها كما قلت هو أن يكون هناك خط أحمر لأى شخص تسول له نفسه الانقلاب على منظومة الحكم الأمريكى.
وكلام ترامب بشأن تزوير الانتخابات شق المجتمع الأمريكى، وكان دون دليل باعتراف أفراد من إدارته وأشخاص عملوا معه، منهم ويليام بار، وزير العدل، الذى نفى وجود عمليات تزوير فى الانتخابات الرئاسية، لذا كان لا بد من عقابه على الفتنة التى خلقها.
■ هل تتوقع أن يؤيد مجلس الشيوخ قرار العزل بعد إحالة الأمر إليه من مجلس النواب؟
- مجلس الشيوخ سيجتمع يوم ١٩ يناير الجارى من أجل التصويت على عزل ترامب، لذا فقرار العزل لن يمر لأن ترامب سيترك البيت الأبيض فى ٢٠ يناير، وسيتولى الرئيس جو بايدن السلطة.
وحتى يعزل مجلس الشيوخ ترامب، فإنه يحتاج إلى ثلثى الأصوات أى ٦٧ عضوًا بالمجلس، ما يعنى تصويت جميع الديمقراطيين و١٧ جمهوريًا لصالح العزل أو المحاكمة، وحتى الآن لم ينضم هذا العدد من الجمهوريين إلى القرار، والانضمام لن يحدث إلا إذا قرر ريتش ماكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية بالمجلس، إقناع بعض الجمهوريين بالتصويت على إدانة ترامب.
وبوضوح، فإن القضية ليست قضية العزل، فقد سبقت محاكمة رؤساء أمريكيين سابقين دون عزلهم، ومنهم ريتشارد نيكسون وبيل كلينتون، لكن ترامب سيكون أول رئيس أمريكى يوجه له الاتهام مرتين فى ولاية واحدة وهى سابقة تاريخية، والإدانة لن تسمح له بالمشاركة فى الحياة السياسية بعد ذلك بأى شكل من الأشكال.
■ فى تقديرك.. ما أبرز التحديات التى ستواجهها إدارة الرئيس بايدن؟
- داخليًا، هناك تحدٍ طويل الأمد يتمثل فى إعادة توحيد الشعب الأمريكى، بعد الفتنة التى حدثت فى عهد ترامب بين الشرطة والمواطنين، وبين البيض والسود والديمقراطيين والجمهوريين، وهذا أمر ليس من السهل إصلاحه، ويحتاج لوقت طويل من أجل تجاوزه، وسيكون أول عائق أمام إدارة بايدن، الذى استطاع بدء طريق الإصلاح بخطابه واختيارات العاملين معه فى إدارته.
التحدى الثانى سيكون الاقتصاد، فالولايات المتحدة تعانى من مشكلة اقتصادية حادة، والعديد من الأفراد فقدوا وظائفهم، وهناك كثيرون من غير القادرين على دفع إيجارات السكن، وبايدن أعلن عن أنه سيعمل مع الكونجرس على حل هذه الأزمة، وسيطلب دعم خطة تمويل بقيمة ١.٩ تريليون دولار لدعم ومساعدة المواطنين وإعادة الأعمال المتوقفة، ودعم الولايات التى تحتاج للمساعدة.
التحدى الثالث هو مواجهة فيروس كورونا، فإدارة ترامب لم تعمل عليها منذ البداية ولم تتبع قرارات الإغلاق أو تبدأ الإجراءات الاحترازية فى يناير ٢٠٢٠، ولو حدث ذلك لما كنا نشهد تخطى الوفيات فى الولايات المتحدة لعدد ٤ آلاف وفاة يوميًا، وهذه المسألة يجب أن يعمل عليها بايدن بكل قوته.
■ تبدو مسألة انقسام الشعب الأمريكى الأكثر إثارة للقلق لدى كثير من المحللين.. فهل تعتقد أن إدارة بايدن قادرة على تجاوزها؟
- بايدن بدأ مواجهة حالة الانقسام التى أوجدها ترامب عبر خطاباته العقلانية، وأكد أنه رئيس لكل الأمريكيين وليس من انتخبوه فقط، وعندما حدث هجوم الكونجرس نأى بنفسه وترك الأمر للمجلس، بأعضائه الديمقراطيين والجمهوريين.
كما أعلن بايدن عن أن إدارته ستكون ممثلة للشعب الأمريكى كله، وجمع فيها أشخاصًا من كل الخلفيات والعقائد، وضم فيها البيض والسود والسكان الأصليين من الهنود الحمر، لذا فهو يسعى مع إدارته إلى إعادة اللُّحمة إلى الشعب الأمريكى، وهذا ليس سهلًا، لأن الفتنة ربما تحتاج لوقت طويل لإصلاحها.
■ هل تتوقع اندلاع أحداث عنف الفترة المقبلة بعد تنصيب الإدارة الجديدة؟
- ليس من الوارد حدوث ذلك، ربما يقع بعض الأحداث الطفيفة، لكن ليس بالشكل الذى يروج له كثيرون، فهناك احتياطات أمنية على أعلى مستوى، والحرس الوطنى والمباحث الفيدرالية والمؤسسات الأمنية الأخرى فى كل ولاية على أهبة الاستعداد، وأعتقد أن مسألة العنف ستنحصر فى مناطق قليلة، ولن تندلع أعمال كبيرة كما يجرى الترويج لذلك.