رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلاقات المصرية - الصينية مع بداية عام جديد



مع استقبال عام جديد تحرص جمهورية الصين الشعبية على استمرار التعاون مع دول العالم، مع المزيد من التعاون ونمو وتطوير علاقاتها بالدول الإفريقية والدول العربية، وفى القلب منها مصر والدول الخليجية.
فى إطار التعاون لمواجهة فيروس كورونا صرحت وزيرة الصحة والسكان المصرية فى مؤتمر صحفى فى ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠ بأن لقاح سينوفارم الصينى أُجريت عليه ٩ تجارب بحثية واعتُمِد فى دول مصر والإمارات والصين، وأن اختيار مصر لقاح سينوفارم الصينى، والذى جاءت أول دفعة منه فى ١٠ ديسمبر تم من خلال لجنة تضم ممثلين من الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ووزارة التعليم العالى وهيئة الدواء المصرية ومنظمة الصحة العالمية، ويخضع اللقاح لـ٤ أنواع من التحاليل بعد تسلمه، كما صرحت بأن اللقاح سيتم توزيعه من خلال توفير مراكز صحية بكل محافظات مصر.
ومن الجدير بالذكر أن مصر أول دولة فى قارة إفريقيا تحصل على اللقاح الصينى المنتج من شركة سينوفارم الصينية وثانى دولة عربية بعد الإمارات، وأنه جار العمل لبدء تصنيع لقاح فيروس «كوفيد- ١٩» فى مصر خلال الأشهر المقبلة فى إطار سعى مصر، لأن تكون مركزًا لتصنيع اللقاحات فى إفريقيا والشرق الأوسط «لقاح سينوفارم الصينى ولقاح سبوتنيك ٧ الروسى» وذلك بالشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الطبية فاكسيرا.
وجاء اختيار مصر والعديد من الدول «ومنها السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين»، جاء الاختيار والاعتماد على اللقاح الصينى لعدة أسباب، منها أن التكنولوجيا المعمول بها سبق وتم استخدامها فى تطعيمات كثيرة، وهى عبارة عن أخذ فيروس ميت يتم حقنه فى جسم الإنسان بشكل جزئى على مرتين أو كلى، مما يؤدى إلى تنبيه جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة للفيروس.
كما أن من أسباب اختيار لقاح سينوفارم الصينى أيضًا أنه ناجح حتى الآن بنسبة ٧٩٪، وأن آثاره الجانبية ليست كبيرة حتى الآن، كما أنه يمكن وصوله دون تكلفة عالية وتخزينه وتسليمه عبر نظام سلسلة التبريد الموجودة وهى ٤ درجات مئوية.
ولقد أشارت مجلة «الصين اليوم» فى عددها الصادر فى يناير ٢٠٢١ إلى أن مصر تسلمت أولى شحنات اللقاح الصينى «سينوفارم» فى ١٠ ديسمبر، وكان فى استقبال الشحنة والتى تضم ٥٠ ألف جرعة كل من وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، وسفير الصين لدى مصر لياو تشانج، والسفيرة مريم الكعبى القائم بأعمال سفير الإمارات لدى جمهورية مصر العربية.
كما أشارت مجلة «الصين اليوم» فى مقال كتبه كل من ووسى كه «المبعوث الصينى الخاص الأسبق لدى الشرق الأوسط»، وهو يوى شيانج «رئيس معهد الشرق الأوسط فى جامعة الدراسات الدولية ببكين»، تحت عنوان «العلاقات الصينية- العربية فى ٢٠٢٠ تضامن فى مواجهة التحديات ومزيد من الإنجازات». أشار الكاتبان إلى أن الصين تتمتع والدول العربية بصداقة وثيقة بين شعوبها، ولم يتمكن الوباء من قطع التبادلات بين الأحزاب السياسية والفئات الاجتماعية والشباب من الجانبين الصينى والعربى، وصارت التقنيات الحديثة، مثل الإنترنت واسطة التبادل بينهما، وتم أكثر من اجتماع عبر الفيديو كونفرانس بين الأحزاب اليسارية العربية والحزب الشيوعى الصينى تحت عنوان «التضامن معًا لبناء رابطة المصير المشترك للصين والدول العربية فى العصر الجديد».
وقبل أن أنهى مقالى أود أن أشير إلى أنه حتى يصل اللقاح إلى الدول الفقيرة وقَّعت ١٨٩ دولة على «مبادرة كوفاكس» المشتركة بين منظمة الصحة العالمية وتحالف اللقاحات «غافى» والتحالف من أجل ابتكارات الاستعداد للأوبئة التى تهدف إلى توفير مليارى جرعة من اللقاحات المعتمدة تفى لتحصين ٢٠٪ من سكان الدول المشاركة قبل نهاية عام ٢٠٢١.
مع بداية عام جديد نتمنى أن يسود التعاون بين الباحثين والعلماء من أجل مواجهة فيروس كورونا اللعين والتعاون بين الدول لمواجهة تداعيات كورونا الاقتصادية والاجتماعية من أجل خير الإنسانية.