رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

30 عامًا من التطبيع.. تفاصيل العلاقات السرية والزيارات الخفية بين تل أبيب والدوحة

تميم ونتنياهو
تميم ونتنياهو

علاقات سرية وزيارات خفية بين تل أبيب والدوحة لم تتوقف منذ حكم الأمير السابق لقطر خليفة بن حمد المنقلب على أبيه، وصولًا إلى نجله الأمير الحالي تميم بن حمد، علاقات استطاع الدوحة إخفائها مرات، بينما فضحها الإعلام الدولي مرات كثيرة.

30 عام من العلاقات الوطيدة بين تل أبيب والدوحة
بدأت العلاقات الرسمية بين قطر وإسرائيل بعد مؤتمر مدريد في عام 1991، وظلت بين شد وجذب حتى انقلب حمد بن خليفة على أبيه عام 1995، واحتاجت حينها الدوحة إلى قوة مساندة أمام دول الخليج التي اعترضت على الانقلاب على الشيخ خليفة بن حمد، فارتمت في أحضان إسرائيل.

وسعيًا من عراب العلاقات الإسرائيلية القطرية حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر الأسبق، والقطر الثاني نظام الحمدين، اتفق مع حكومة إسرائيل على الإعلان الجزئي عن العلاقات بينهما أو كما أطلق عليه «التطبيع الناعم».

وبدعوة من حمد بن خليفة، وتنسيق من حمد بن جاسم، كان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996، وافتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.

تطور العلاقات التجارية
تطورت العلاقات التجارية بينهما في 1996، بافتتاح المكتب التجاري لإسرائيل في الدوحة، وعلى الرغم من ذلك لم تظهر العلاقات على العلن، ولكن هذا لم ينفي الاجتماعات السرية بين الجانبين.

كما صارحت قطر وعلاقتها بإسرائيل في معاهدة التجارة الحرة «الجات»، فهذه الاتفاقية لها شروطها، ومنها أنه لا توجد مقاطعة، والعلاقات القطرية الإسرائيلية جيدة والعلاقات مع الولايات المتحدة ممتازة، وإن كانت هناك إشكاليات في الرأي بين الطرفين.

كتاب «قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية» يفضح الأسرار
وأفصح كتاب «قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية»، للمؤلف الإسرائيلي سامي ريفيل، الذي شغل منصب الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية، والذي عمل في السابق مديرًا لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل ومديرًا لمكتب المصالح بين البلدين في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، عن العلاقات بين البلدين، وأشار إلى أنه من الصعوبة بمكان ترتيب العلاقات القطرية الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه لولا حكومة قطر التي ذللت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسؤولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى.

قطر لعبت دورًا في دعوة الدول للتطبيع مع إسرائيل
وحول التطبيع التجاري مع إسرائيل، قال ريفيل: «إن الشيء الرئيسي لعلو شأن دولة قطر يعود إلى الدور التي تلعبه كجسر معلق بينها وبين إسرائيل»، ملمحًا إلى الدور الذي لعبته قطر في دعوة الكثير من الدول العربية، ولا سيما دول المغرب العربي، على فتح العلاقات تجاه دولة الاحتلال تحت مسميات تجارية علنية وسرية.

زيارات سرية متبادلة تفضحها الصحافة الأمريكية
وكانت الكاتبة الأمريكية باتيا سارجون قد ذكرت فى مقال سابق لها فى صحيفة «فورورد» الأمريكية، أن هناك زيارات متبادلة بين الدبلوماسيين الإسرائيليين وتميم، تميم بن حمد، وبيّنت سارجون أن قائمة الزوار الأخيرة، التي كشفت عنها صحيفة «هآرتس» لأول مرة، تتكون من أنصار الجالية اليهودية الأمريكية الأكثر شراسة في إسرائيل، وتضمنت القائمة أشخاصًا مثل الرئيس التنفيذى لجمعية كوشر الأرثوذكسية الحاخام مناحيم جيناك، والمدافع الصاخب عن إسرائيل البروفيسور الآن ديرشويتز.

وأضافت أن قطر تحاول منذ أن فرضت عليها المقاطعة، بشكل يائس أن تحقق تقدمًا في الولايات المتحدة وفي الخارج، وتضع حدًا للمقاطعة من خلال الوسائل الدبلوماسية، وهو جهد عقدته علاقات قطر مع حماس، والآن وضعت قطر رؤية لتغيير صورتها بين اليهود، والصهاينة فى وقت واحد.

العلاقات العسكرية
كشف تقرير لمنظمة العدل والتنمية لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، العام الماضي، عن وجود مفاوضات سرية بين أمير قطر تميم بن حمد ومسئولين إسرائيليين لإنشاء أول قاعدة عسكرية بدول الخليج داخل قطر.

وأكد المتحدث الرسمي للمنظمة زيدان القنائي، أن مفاوضات سرية بين الدوحة وتل أبيب جرت لإنشاء قاعدة إسرائيلية عسكرية بقطر على غرار قاعدة العُديد الأمريكية الجوية التي تعتبر أكبر القواعد الأمريكية.

أضاف، أن قطر تستغل العلاقات السرية مع إسرائيل في ملف القضية الفلسطينية والعلاقة مع حركة حماس، حيث ترتبط قطر وحماس وتركيا بعلاقات كبيرة.

التطبيع الإعلامي
لا ينسى أي عربي حين قرأ تغريدة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه بـ«تويتر» و«فيسبوك»، والتي قال فيها: «لأول مرة ضابط في جيش الدفاع يشارك في برنامج الاتجاه المعاكس على شاشة الجزيرة، حيث سأخبر المشاهدين أنه في كل مكان في الشرق الأوسط، حيث يسود الشر والفساد نجد أيادي فيلق القدس الإيراني، وسأتحدث عن التفوق الجوي الإسرائيلي رغم الاحتفالات المضحكة التي شاهدناها في دمشق».

وشن ناشطون على مواقع التواصل، هجومًا عنيفًا على قناة «الجزيرة» وبرنامج «الاتجاه المعاكس»، بعد استضافة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في حلقة تحت عنوان «هيبة إسرائيل العسكرية» على شاشاتها، بعد إسقاط إحدى طائراتها بصواريخ سورية.

برقيات سرية تفضح عمق العلاقات
فيما كشفت برقيات سرية كتبها دبلوماسيون أمريكيون، أن قطر سعت إلى الحصول على أي شيء من الإسرائيليين لتبرير حفاظها على علاقاتها مع تل أبيب.

وتنقل برقية كتبها السفير الأمريكي الأسبق جوزيف لابارون في 8 فبراير 2010، عن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني «حينها»، إنه بحفاظهم على سياستهم بالإبقاء على علاقات جيدة مع إسرائيل، فإن القطريين يأملون في مبادرة من قبل الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين تسمح للدوحة باستعادة الكرامة لنفسها، وأن تسمح للدبلوماسيين الإسرائيليين بالعودة، وفقًا لموقع «العين» الإماراتي.

السفير الأمريكي كشف في البرقية ذاتها، أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، طلبت من أمير قطر المساعدة في إقناع حماس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006، وهو ما وافقت عليه الحركة للمرة الأولى منذ إقامة السلطة الفلسطينية عام 1994.