من السينما للحجاب.. محطات فى حياة مديحة كامل
يحل اليوم 3 أغسطس ذكرى ميلاد مديحة كامل، إحدى أبرز ممثلات السينما المصرية، وفتاة أحلام الشباب لجيلين، والتي خطفت قلوب المشاهدين بخفتها وحضورها وجاذبيتها، بنت الإسكندرية صاحبة الوجه المميز والأدوار التي لم تفارق ذاكرة المشاهدين إلى يومنا هذا، فعند سماع أسمها تُرسم الابتسامة على الوجه.
ولدت مديحة في الإسكندرية "عروس البحر المتوسط" عام 1946، وغادرتها عام 1962م في عمر السادسة عشرة، إلى القاهرة، بحثا عن أحلام النجومية، وذلك بعد أن نجحت في أول أدوارها "رابعة العدوية" والذي حصلت من خلاله على لقب أحسن ممثلة مدرسية.
كانت البداية في القاهرة فكانت بعدة أدوار صغيرة لعبتها وجسدتها في السينما والمسرح، قدمت العديد من عروض الأزياء، قررت مديحة الالتحاق بكلية الآداب في جامعة عين شمس، لم تنس مديحة حلم النجومية بانشغالها بالدراسة ولكنها اهتمت بالدراسة مع المحاولات المستمرة لصعود سلم النجومية، والتي كللت بالنجاح أمام وحش الشاشة فريد شوقي، عندما شاركت في بطولة فيلم "30 يوم في السجن".
أجبرت ركود صناعة السينما المصرية في بداية السبعينيات مديحة على الاختفاء عن أنظار المشاهدين بعد مشاركتها مع وحش الشاشة، ولكنها لم تفقد الأمل وشاركت في بولة الأفلام اللبنانية؛ فكانت من إنتاج مصري لبناني مشترك، ولم تحظ تلك الأفلام بنقد لكنها حظيت بمشاهدات عالية وبنت لها قاعدة جماهيرية كبيرة عند المشاهدين، وأصبحت مديحة كامل معروفة لدى الجماهير، والذين أصبحوا منتظرين أعمالها الفنية؛ لتهل عليهم بـ"صعود إلى الهاوية" من بطولتها مع الفنان محمود ياسين لتؤكد للمشاهدين أنها ليست مجرد وجه جميل لافت للأنظار لكنها ممثلة من العيار الثقيل تتجسد بأي دور تؤديه، فهي كانت مزيجا من البراءة والإثارة، فلم تكن تحب وضع المكياج معتمدة على طبيعتها، قدمت ما يزيد على 70 فيلما كان آخرهم "بوابة إبليس" عام 1993.
عانت مديحة من أمراض كثيرة في شبابها وفي عز أضواء الشهرة، منها جلطة بالقلب أثناء تصويرها مسلسل "الأفاعي"عام 1975، وأصيبت بسرطان الثدي وصولا إلى نهاية حياتها، فلم تفارق الفراش لما يقارب من 10 شهور بمستشفى "مصطفى محمود" كان أقرب أصدقائها النجمتين ميرفت أمين وسهير رمزي، تزوجت مديحة ثلاث مرات، الأولى كانت من رجل الأعمال محمود الريس وأنجبا ابنتهما الوحيدة "ميرهان"، ثم تزوجت بعد ذلك من المخرج شريف حمودة، أما زواجها الأخير فكان من المحامي جلال الديب.
ارتدت مديحة كامل الحجاب في السنوات الأخيرة من عمرها، وتوفيت في منزلها صباح الرابع من شهر رمضان عن عمر يناهز 51 عاما عام 1997، بعد أن صلت الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم خلدت للنوم الدائم تاركة بصمتها الجميلة في ذاكرة جمهورها وابتسامتها الساحرة.