رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التعليم الهجين».. كورونا يغيّر النظام في الجامعات

خالد عبدالغفار
خالد عبدالغفار

استطاعت كورونا أن تٌغير الكثير من المعتقدات الراسخة في وجدان الشعوب والأمم، لاسيما فيما يتعلق بالتعليم، بعد أن دفعت عدد من الدول إلى الدخول بقوة في قلب تجربة التعليم عن بعد، بل واكتشاف مدى فاعلية هذه التجربة التي خشي الكثيرون المضي فيها خوفًا من ردود الفعل أو الفشل.

مصر كانت واحدة من الدول إلتي خاضت بقوة تجربة التعليم الإلكتروني، بعد أن بدأها وزير التربية والتعليم في بالتابلت، هذه التجربة القائمة مع طلاب الصف الأول والثاني الثانوي، حتى دفعت كورونا وزير التعليم العالي إلى تطبيق فكرة مماثلة في طريق تطوير العملية التعليمية وهي التعليم عن بٌعد.

وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي خالد أبوبكر، قال خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن شكل العملية التعليمية تغير جذريًا بعد أزمة كورونا، وسيتم استغلال ما حدث إيجابيا، حيث تم اعتماد نماذج التعليم الهجين، وتم الاتفاق على تعديل اللوائح الداخلية بالكليات والمعاهد، بحيث يمكن لطلاب الكليات النظرية الذهاب للجامعة يومين في الأسبوع وباقي الأيام يكون التعليم أون لاين.

لم يتوقف التطوير الذي عهدت به كورونا إلى العالم إلى حد تقليص عدد أيام الدراسة الأسبوعية، وإنما يحصل الطلاب من خلال هذه التجربة على تطوير كامل في العملية التعليمية متمثلًا في تحويل الكليات إلى كيانات ذكية ببنية معلوماتية على أعلى مستوى، على أن يكون ذلك خلال العامين القادمين، فبحسب وزير التعليم العالي "التعليم بعد عصر الكورونا يختلف عن ما قبله".

"التعليم الهجين".. هذا هو المصطلح الذي أطلقه المختصون على نظام التعليم الجديد، الذي هو مزج بين الحضور بواقع يومين في الأسبوع والتعليم عن بُعد، في ذلك أقوال مختلفة للأساتذة والطلاب والمتخصصين في العملية التعلمية نرصدها في السطور التالية:

سارة طاهر، طالبة بالفرقة الثالثة من كلية التجارة الشعبة الإنجليزية، تسكن في مدينة المنزلة، وتقطع مسافة كبيرة إلى مدينة المنصورة، حيث توجد كليتها، الأمر الذي دفعها إلى استئجار شقة برفقة عدد من زميلاتها تكون قريبة من حي الجامعة وتدفع عنها شقاء السفر كل يوم.

تقول طاهر، إن هذه التجربة سوف توفر عليها الكثير من الوقت والجهد، وتمنحها فرصة أكبر للبقاء إلى جوار أسرتها التي حرمت مشاركتهم في العديد من المناسبات على مدار السنتين الماضيتين، لأنها في هذه الحالة لن تكون مضطرة إلى استئجار مسكن، وسوف تقصد كليتها في اليومين المحددين لها وتعود إلى مدينتها فور انتهاء المحاضرات من كل يوم.

الدكتور أحمد سامي، مدرس مساعد بكلية الأداب، يرى أن تطبيق هذه التجربة سوف يبرز الطلاب الذين يرغبون في تلقي المادة العلمية ممن يقصدون الجامعة للهو واللعب، فالكثير يعتمد في المقام الأول على ما تقدمه الطلاب وتكون الكلية بعد ذلك مرتع للطلاب الذي يصدون عن حضور المحاضرات، فالأون لاين سوف يساعد الأساتذة على الشرح وتوصيل المعلومة في جو من الراحة؛ لأنه لن يتواصل من الطلاب غير الراغبين منهم في الحصول على معلومة علمية.

وأضاف أن عدد كبير من الأساتذة وهو منهم لا يبخل في توضيح المعلومات للطلاب إلى ما قصدوه إليها عبر وسائل الاتصال المختلفة، مؤكدًا أن ما يحدث من تطوير ما هو إلا توثيق لهذه الفكرة ووضعها في إطار أعم وأشمل.

خبيرة تعليم: "التعليم عن بعد في الجامعات أقرب إلى النجاح من تجربة المدارس"
قالت إيمان عدلي، خبرة التعليم، إن تجربة التعليم عن بعد والتي بصدد تنفيذها في الجامعات، من المنتظر أن تتلقى ناجحًا أكبر من المتوقع حدوثه إذا ما طبقت هذه التجربة مع الأطفال في المدارس، ذلك لأن الطالب الجامعي هو في مرحلة البحث والحصول على المعلومات بنفسه أكبر من انتظار تلقين من معلم، بل وترى أن هذه التجربة تأخرت كثيرًا للتطبيق مع الشباب الجامعي.

وأكدت أن هناك عدد من الكليات في مختلف الجامعات المصرية تحاول بالفعل تطبيق تجربة التعليم عن بعد، والامتحانات الإلكترونية قبل جائحة كورونا، وما حدث هو توسيع للفكرة وجعلها أقرب إلى التطبيق بصورة صحيحة، بعد أن تشمل جميع الكليات النظرية في مختلف الجامعات المصرية.