رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ارتفع بمعدل 85%».. ضحايا العنف الأسرى جراء العزل الصحى يتحدثون

العنف الأسري
العنف الأسري

منذ تفشي جائحة "كوفيد 19" في مصر، طبقت الدولة الحظر الكامل والعزل المنزلي على كثير من القطاعات الاقتصادية والفئات الأكثر عرضة لخطورة الإصابة بالمرض، ومع استمرار فترة العزل المنزلي منذ شهر مارس الماضي، تأجج العنف الأسري والمشاحنات بين أفراد الأسرة، الأمر الذي أرجعه الخبراء إلى سيطرة الضغوط النفسية على العلاقات والأسرة في المجتمع.

كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة عن أنه تضاعف العنف الأسري منذ تفشي فيروس كورونا المستجد، جراء تطبيق الدول للعديد من الإجراءات التي تقتضي بالغلق والحجر المنزلي، إذ خضع نحو 58% من سكان العالم إلى الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي.


زيادة كبيرة في الشكاوى
أوضحت أمل عبدالمنعم، مديرة مكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومى للمرأة، أنه مع ازدياد تعرض السيدات للمشكلات إثر فيروس كورونا والعزل المنزلي، فإن المجلس القومي ومكتب الشكاوى يقدم الدعم الكامل لهؤلاء السيدات مجانًا.

وتضيف مديرة مكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة، أن المكتب ينظم برنامج للمساعدة القضائية للسيدات بشأن الشكاوى التي تتطلب اتخاذ إجراءات قانونية مع المحاكم من خلال إحالة الشكاوى إلى محامين متطوعين مع المكتب.

ارتفعت معدلات العنف الأسري إلى ما يقرب من الضعف خلال أسابيع العزل الماضية إلى حوالي 85 % عن معدلات الشكوى العادية، وذلك بحسب المركز المصري لحقوق المرأة.


نماذج
"لا يمر يوم دن أن أتعرض إلى الإهانة من زوجي" هكذا بدأت سماح عطية، ربة منزل حديثها عن معاناتها اليومية منذ اليوم الأول من عقد قرانها على زوجها، قائلة: " تزوجنا زواجًا تقليديًا ولم أكن أعلم بمدى حقيقة شخصيته، والتي تجلت مع الأسابيع الأولى من الزواج، حتى أصبحت الإهانة أمرًا طبيعيًا، وحينما طلبت الطلاق جاءني مولودي الأول فرجعت عن القرار".

تضيف عطية: " اعتقدت أن إنجاب الأولاد يمكن أن يصلح من هذا الزواج، وأن يهدأ زوجي ويتحسن حاله وينشغل بمستقبل أولادنا، ولكن كنت مخطأة تمامًا لأنه لم يتغير أي شىء، بل أصبح أولادي يعانون هم أيضًا من معاملة والدهم لهم بطريقة قاسية".

ذكرت السيدة أن ازداد الأمر سوءًا مع العزل المنزلي وتطبيق الحظر على إثر فيروس كورونا "كوفيد-19"؛ مرجعة أسبابها أن زوجها يبقى في المنزل مدة طويلة، وهذا ما يثير المشاجرات بينهم على مدار اليوم ومع الأولاد.

سماح ليست الحالة الوحيدة لضحايا العنف الأسري الذي خلفه الحجر الصحي، هناك أمل حسن، موظفة، والتي توضح أنها تزوجت منذ قرابة 20 عامًا وتراودها يوميًا فكرة الانفصال عن زوجها، جراء المعاملة السيئة وعدم الاحترام الذي يحكم علاقتهم سويًا، مؤكدة أنه يظل في البيت بلا عمل ولا يحاول حتى أن يبحث وعندما تأتيه بعض الفرص والعروض يرفضها، "اعتمد على أني أنا موظفة وأنا اللي بصرف دايمًا، يعتبر أنا اللي متحملة عبء مسئولية البيت كله والأولاد، وكمان مش عاجب".

أكدت أمل أن فترة وباء كورونا كانت الأصعب على الإطلاق؛ لأنه قبل ذلك كان زوجها يتسكع مع أصحابه على المقاهي وهذا يعطيها هدنة من المشاجرات معه ويريحها بعض الشىء، ولكن بعد إجراءات الحظر وغلق المقاهي والمطاعم، أصبح لا يغادر المنزل نهائيًا، "يعني لا شغلة ولا مشغلة غير الخناق معايا ومع الأولاد، ومش عارفة إزاي ممكن أرتاح من الوضع دا".

زينب علي، شابة ثلاثينية، تقول إنها عندما طلبت الطلاق من زوجها بسبب معاملته الوحشية معها لامتها أسرتها وأسرته، واعتبروها هي المخطئة؛ على اعتبار أنها هي من تتحكم في إنجاح الزواج وعلاقتها مع زوجها.

وتابعت «علي»، أن نظرة المجتمع للمرأة المطلقة قاسية، وتجد نفسها هي من تتحمل مسئولية فشل العلاقة وحدها، على الرغم من أن الزواج هو حياة بين شريكين يتقاسمان ويتحملان نتيجة اختيارتهم سويًا، "يعني أنا مكنتش غلطانة في أي حاجة وبمجرد طلبي الطلاق وجدت نظرات ولوم كبير من جميع من حولي، وبردو مكنش عندي الشجاعة على تنفيذ قرار زي دا وأنا لسه في السن دا".

تضيف: "حاولت في فترة العزل الصحي ومكوثنا في المنزل فترات طويلة من الوقت، أن نتفاهم ونصلح من حال زواجنا، وبعد مرور ساعات قليلة من الهدوء والسعادة، سرعان ما ينقلب الحال وتشب المشاحنات بيننا، " كان نفسي أنتهز فرصة العزل في فهم بعضنا والوصول إلى أسباب الخلاف وحلها، ولكن كانت الفترة سبب في اتساع الفجوة بيننا، وشعرت بالإرهاق..تعبت من المحاولة مرارًا.. بمفردي".

تجدر الإشارة إلى أن مكتب الشكاوى بالمجلس القومى للمرأة يتلقى جميع قضايا العنف الأسري وشكاوى السيدات، من أجل تقديم الاستشارات القانونية والاجتماعية، على الخط المختصر للمكتب 15115، وعبر الرسائل على تطبيق الواتس اب على رقم 01007525600 وعبر رسائل الصفحة الرسمية الخاصة باالمجلس على موقع الفيس بوك.