رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير الفيل: 30 يونيو أنقذت مصر قبل الدخول في كهف مظلم

سمير الفيل
سمير الفيل

يحل شهر يونيو من كل عام ومعه تحل ذكرى الثلاثين من يونيو 2013، ذكرى ثورة شعب استعاد هويته ومصره المختطفة من أنياب جماعة الإخوان الإرهابية.. «الدستور»، حاورت المثقفين حول ثورة 30 يونيو، ذكرياتهم معها، أثرها عليهم وعلى إبداعاتهم، والأهم ماذا لو كان استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن؟

يقول القاص والروائي سمير الفيل: في السنة التي حكم فيها الإخوان، تصادف أن عقد مؤتمر أدبي بمدينة دمياط، فأعددنا وقفة احتجاجية على ما كان يحدث في مصر وقتها من أخونة الوظائف القيادية وهي الوقفة التي شارك فيها من الكتاب: قاسم مسعد عليوة، محمد عبدالله الهادي، تقى المرسي، سيف بدوي، سمير الفيل، وحاتم البياع، وآخرين.
قلنا خلال الوقفة أنه من الخطر تسييد ثقافة أحادية مع تهميش بقية الثقافات الأكثر ارتباطا بجموع الناس.

وكانت كتاباتنا خلال هذه الفترة، وما قلبها تؤكد على معنى المواطنة والحفاظ على الدستور، وعدم تسليم القيادات العليا لجماعات لها مرجعية دينية، ضيقة الرؤية، تنظر للماضي أكثر مما تنظر للمستقبل، والدعوة إلى كتابة تنويرية.

تابع "الفيل": أتصور أن جموع الناس الذين خرجوا يوم 30 يونيو، كانوا يريدون استرجاع وطنهم العالي بعد أن أوشك على الدخول في "كهف" مظلم، لا يرى النور. وطن سجل جمال حمدان ملامحه في سفره العظيم" شخصية مصر". وطن عمارته تحدث عنها حسن فتحي، وأغنياته لحنها سيد درويش، وتماثيله نحتها محمود مختار.

وقد تأكد لي هذا عندما رأيت بنفسي جموع الفلاحين قادمين من القرى وكانوا متحمسين وزحفهم لم أر مثله أبدا، رافعين صور: جمال عبدالناصر، والفريق عبدالمنعم رياض، والشهيد أحمد حمدي، وغيرهم من أبطال، مطلقين شعارات رفض هذا القصيل السياسي الذي اتسم بالعنجهية والوصولية وقلة الخبرة، والضحك على عقول الناس عير طريقتهم لترسيخ معنى" المظلومية". وكون رئيس البلاد غير منتبه لأولويات الحكم، فبدا رغم عملية التمويه خاضعا لمكتب الإرشاد.

وأرى أن نلك الهبة الجماهيرية قد أتاحت للعالم كله، رؤية المشهد بشكل صحيح بعد أن اعتقد الإخوان أنهم قد أحكموا سيطرتهم على البلاد كلها ربما لمئات السنين القادمة، وقد كان للمرأة المصرية وجود ملموس وحي في هذا الحراك.
لا أنسى الابتسامات الصفراء في مؤتمراتهم حيث أجتمع: خيرت الشاطر، ومحمد بديع، ومحمد مرسي، وعصام العريان، وسعد الكتاتني الذي من فرط سعادته راح يطلق النكات حول لبان" هويلز " تحت قبة البرلمان.

وعن أثرها في إبداعه قال: أنا ككاتب لي توجهاتي التي تتسق مع قناعاتي الفكرية، في أهمية سيادة القانون، واحترام الدستور، وتحقيق العدالة الاجتماعية وإطلاق الحرية، ومنع " الكاهن" من قيادة " السياسي والاقتصادي، والاجتماعي. وقد كنبت عن ثورة 25 يناير 2011، روايتين نشرت فصولا منهما، وهما: نظارة ميدان٬ ابتسامة يناير الحزينة. وفي اعتقدي أن ماحدث في 30 يوليو هو استكمال لثورة يناير مع وجود ملاحظات حول فكرة الثورة ذاتها.

وحول ماذا لو ظل الإخوان في الحكم؟ أكد: لسعوا إلى محو الهوية، والانقضاض على المكتسبات الوطنية، والتفريط في أرض سيناء، وإحداث ردة في مختلف نواحي الثقافة مثل المسرح والسينما والنلفزيون والموسيقى والباليه والغناء. ولرأينا أدبا وعظيا، وثقافة تعليمية، وفنون في غاية الرداءة، تخصص لها ميزانيات ضخمة.

لقد رأينا قطاعا واسعا من الناس تخيلوا أن " الأخوان" قد ظلموا تاريخيا، وألصقت بهم تهم غير حقيقية. فما المانع من إعطائهم الفرصة للحكم. وبعد شهور من التجربة، اقتنع الناس أن رجل الجامع غير رجل الدولة. وبناء على هذا الاقتناع كان من الطبيعي الحركة الواسعة والجماهيرية لنزع الحكم من بين أيدي تلك الفئة الطائشة، وردهم لمكانهم الطبيعي الذي لا يفهمون غيره.