رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أنبوبة الأوكسجين والعزل المنزلي».. أنت تسأل والأطباء يجيبون

العزل المنزلي
العزل المنزلي

منذ خمسة ايّام تبين إصابة فتحية صاحبة الـ ٦٣ عامًا بفيروس كورونا المستجد، لكن بعد تشخيص مستشفى إسنا العام تبين أن حالتها متوسطة، وتبعًا البروتوكول الجديد لوزارة الصحة، فإن هناك شريحة كبيرة من الحالات لا تحتاج للتواجد داخل المستشفيات، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتعافى 80% من المصابين بمرض "كوفيد – 19" - الذي يسببه فيروس كورونا - من دون الحاجة إلى العلاج في المستشفى وبالعزل المنزلي يتمكن من الشفاء التام دون الاحتياج لرعاية طبية، ولحسن حظ الحاجة فتحية أن ابنها الأكبر "آدم" طَبيب أسنان وحاصل على دبلوم في مكافحة العدوى لذا يقدر على رعاية والدته.

يذكر آدم علي لـ"الدستور" أنه في الأيام الأولى، استطاع تخفيف الأعراض عن أمه من درجة الحرارة والسعال، لكن ظل الشيق في التنفس، وازداد الأمر سوءًا في اليوم السادس، حيث ازرقت وجنتاها من قلة الأوكسجين وصعوبة الحصول عليه، كان الابن في حالة رعب لا سيما أن لديها مشكلة قديمة في الحويصلات الهوائية كانت تتناول عقار الڤنتولين والميثوهيلر لحلها قديمًا، بالتدريج بدأ يشعر أنه سيحتاج لوسيلة للتنفس الصناعي، وأنبوبة أوكسجين.

بدأت رحلة " آدم" في البحث عن أنبوبة الأوكسجين داخل جميع مستشفيات وصيدليات الأقصر، لكن باء كل ذلك بالفشل خاصة بتواجد أكثر من مستشفى عزل في المحيط استنفذت كل المخزون، وما كان منه إلا أن كتب منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي لالستغاثة بأماكن بيعها أو تأجيرها، في المقابل وجد عشرات يطرحون عليه أنابيب أكسجين استعمال منزلي سابق، تردد في البداية خشية أن تتسبب لوالدته في ضرر.

بالفعل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منصات واسعة لتبادل أو تأجير أجهزة التنفس وأنابيب الأكسجين الأيام الماضية، خاصة مع زيادة العزل لمنزلي المعتمد على الحالات المستقرة والتي لا تحتاج إلى العلاج بالمستشفى، ويجيب المختصون على سؤال هل يجوز استخدام الأنابيب المستعملة سلفًا للمرضى مرة أخرى؟ يقول الدكتور خالد زمزم أستاذ الأمراض الصدرية بالأكاديمية العسكرية، إن اعتماد المريض على أجهزة التنفس في المنزل دون إشراف طبيب مختص أمر في منتهى الخطورة خاصة لمصابي كورونا عند الإحساس بضيق النفس، فالأمر يتطلب أولا قياس نسبة الأكسجين ويجب ألا تقل عن 92% من خلال جهاز مخصص لقياس نسبة الأكسجين للشخص المريض، والكورونا تؤثر بشكل متغير على نسبته في الدم بشكل متغير كما تؤثر على درجة سيلان الدم لذا تتغير المتطلبات من لحظة لأخرى، فيحتاج المريض لإشراف لحظي. ويبشر زمزم المواطنين أن الاحتياج للتنفس الصناعي يكون لواحد من بين كل ستة أشخاص تتفاقم حالته ويمكن أن يعاني من صعوبة بالغة في التنفس.

ويوضح الدكتور حاتم الملاح مسؤول الرعاية الحرجة في مستشفى عزل ١٥ مايو أن الأعراض البسيطة فقط هي التي يمكنها العلاج من خلال العزل المنزلي، أما في حالات ضيق التنفس يجب الاتصال بالأرقام المخصصة من الصحة والتوجه إلى أقرب مستشفى حميات، وبحسب قوله فإن توفير وحدة رعاية بالمنزل وهو أمر يستحيل تطبيقه على أرض الواقع لعدم توافر المستلزمات والأجهزة، لذا لا يفضل تمامًا استخدام أنبوبة الأكسجين في المنزل دون استشارة الطبيب وذلك لأنه هناك أنواع مختلفة من الأكسجين منه فيس ماسك وقسطرة أنفية وكل مريض له درجات مختلفة من الأكسجين حسب حالته الصحية.

وحذر الملاح من عدم الوعي الكافي بكيفية استخدام أنبوبة الأكسجين، إذا تركها المريض مفتوحة وإذا تعرضت الأنبوبة لتسريب أكسجين، خاصة مع وجود مدخن في المنزل فإذا شعل سيجارة في المكان قد تؤدي إلى كارثة ولذلك يجب متابعة الطبيب قبل الإقدام على تلك الخطوة.

يوضح الملاح أهمية جهاز التنفس في علاج مريض الكورونا حيث يذكر ببساطة، أنه يتولى عملية التنفس في الجسم، عندما يتسبب مرض كوفيد-19 في الفشل التنفسي إثر التهاب حاد في الرئتين.

ويمنح ذلك، المريض، وقتًا لمكافحة العدوى والتعافي، ومن ثم تنقذ تلك الأجهزة أرواح المصابين الذين يعانون من مضاعفات خطيرة بسبب الفيروس.

وفي هذه الحالات الصعبة، يتسبب الفيروس في تلف الرئتين، ويكتشف الجهاز المناعي للجسم ذلك ويوسع الأوعية الدموية حتى تدخل المزيد من خلايا الدم البيضاء.

في المقابل، يمكن لذلك أن يتسبب بدخول السوائل إلى الرئتين، مما يعقّد عملية التنفس، ويسبب انخفاضًا في مستويات الأكسجين في الجسم لذا السبيل الوحيد توفير الجهاز.