رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صابرين: استعنت بزوجات شهداء وجارتى الأرملة لتجسيد «رقية» فى «ليالينا ٨٠»

صابرين
صابرين

كشفت النجمة صابرين عن استعانتها بزوجات مصريين استشهدوا فى حرب السادس من أكتوبر، إلى جانب جارتها «الأرملة»، لتجسيد شخصية «رقية» فى مسلسل «ليالينا ٨٠».
وقالت صابرين، فى حوارها مع «الدستور»، إن فريق العمل اعتمد على التمثيل بشكل أساسى، بدون تركيز على الملابس أو شكل الشخصيات، مرجعة النجاح الكبير الذى حققه المسلسل إلى التلقائية والصدق اللذين ظهر بهما كل المشاركين، وعدم تكلفهم فى التمثيل.

بداية.. لماذا وافقتِ على المشاركة فى مسلسل «ليالينا٨٠»؟
- المسلسل بشكل عام «حلو» ومختلف، وأنا من محبى حقبة الثمانينيات وأعشق «النوستالجيا»، لذا وافقت على المشاركة فى العمل بمجرد قراءة السيناريو ومعرفة الأحداث، كما أنه بطولة جماعية وليست مقتصرة على شخص واحد.
■ شخصية «رقية» التى جسدتها تضمنت تفاصيل صعبة.. كيف حضرتِ لها؟
- لكل مشهد طريقته فى إظهار معالم الشخصية، لذا ظهرت «رقية» فى حالة من الشموخ والكبرياء والقوة فى بعض الأحيان، وفى أحيان أخرى العكس تمامًا، وذلك بسبب ما حدث لها من مشاكل نتيجة استشهاد زوجها وبتر ساق نجلها، وهو ما حاولت إظهاره أمام المشاهدين وكأنه مشاهد واقعية وليست تمثيلًا، لأننا باختصار لم نعتمد فى هذا العمل على الملابس أو الملامح الجميلة، بل اعتمدنا على التمثيل فقط، حتى إننى أظهر طوال الأحداث بـ«طقمين» فقط.
■ هل استعنت بشخصيات حقيقية عاشت فترة الثمانينيات؟
- فى الثمانينيات كان لدى أصدقاء كثر، استشهد آباؤهم فى حرب السادس من أكتوبر، وتحدثت مع زوجات بعض الشهداء بالفعل، كما استعنت بجارتى الأرملة «اللى بتجرى على أكل عيشها» لتوفير الاستقرار لأولادها، وعاصرت كيف كانت تتعامل الطبقة الوسطى فى هذه الفترة.
هذا إضافة إلى خبرتى السابقة التى اكتسبتها من خلال تقديم أعمال مشابهة، منها «أبوالعلا البشرى» مع فنانين ونجوم كبار فى هذه الفترة، خاصة القديرة كريمة مختار، وهالة فاخر، والدكتور محمود مرسى، بالإضافة إلى تقديمى أكثر من ٦ أعمال فى السياق ذاته مع الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة.
■ ما المتشابه بين طباع «رقية» وصابرين؟
- الحنية والشدة والقسوة فى وقت واحد، فمن الممكن أن أكون عنيفة فى أوقات معينة فى حياتى الشخصية، لكن داخلى طباع ومشاعر على النقيض تمامًا.
■ شاهدنا عدة مشاهد لكِ مليئة بالشجن مع خالد الصاوى.. كيف جئت بهذا الصدق؟
- المشاهد أمام خالد الصاوى تم تصويرها على الطبيعة وبتلقائية شديدة، مع الحرص الكبير على الواقعية، والاجتهاد فى إظهار قدراتنا التمثيلية جميعًا، لأن الجمهور إذا شعر بأننا نتكلف فى تمثيل الأدوار، لن يشاهد الحلقات، وأعتقد أن نجاح العمل فى مصداقية شخصياته وطريقة ظهورهم.
وأرى أن المسلسل مميز؛ لأنه يلعب على المشاعر والشجن، وهنا كانت صعوبة المشاهد بينى وبين خالد الصاوى، خاصة أنه يظهر فى دور شخص «سيكوباتى» يعانى من اهتزاز نفسى، ما جعل مشاهدنا مختلفة.
■ ما المشهد الأصعب بالنسبة لك فى العمل؟
- العمل كله عبارة عن مشاهد صعبة، ولا يوجد مشهد سهل إطلاقًا، لكن هناك مشهدًا صعبًا للغاية ومليئًا بالمشاعر المتضاربة، وهو أثناء معرفتى ببتر ساق نجلى، فهذا المشهد تحديدًا فيه الكثير من التفاصيل الخاصة، التى تتنوع بين الحنية والشموخ والضعف والثبات، خاصة أن «رقية» اعتبرت ما حدث بمثابة «كسرة ظهر» بعد وفاة زوجها.
■ هل استخدمت «جلسرين» فى مشاهد البكاء؟
- كما ذكرت، فإن المسلسل اعتمد تمامًا على المشاهد الحقيقية والواقعية، ولم اصطنع البكاء ولم أستحضر الدمعة ونزلت تلقائيًا، فعلى الرغم من شدة وقوة شخصية «رقية»، تُظهر فى بعض المشاهد «حنية» كبيرة، وعلى المستوى الشخصى سعيدة بأن دور الأم المصرية الحقيقية ظهر فى هذا المسلسل بعدما افتقدناه كثيرًا، وأرى أن الأم مظلومة جدًا فى الأعمال الحالية، لكن فى هذا المسلسل كان دورها مهمًا ورئيسيًا فى الأحداث.
■ هل واجهتكم أى صعوبات فى تصوير العمل؟
- المسلسل ملىء بالمشاهد الصعبة، لأنه يتم تصويره فى مرحلة زمنية قديمة نسبيًا، وكل تفاصيلها ومعالمها قد انتهت، لذا كان التحدى الأصعب أمام المخرج، لأنه يحتاج إلى التدقيق الشديد فى الوثائق التاريخية عن هذه الفترة، وتفاصيل الشخصيات وطريقة تمثيلها، وشكل «اللوكيشن» نفسه، وصراحة لم أر مخرجين كثرًا يقتحمون هذه المنطقة بسبب صعوبتها، لكن مخرج العمل أحمد صالح تمكن من ذلك.
وهو مخرج عبقرى ولديه حس إخراجى عال للغاية، ويعتمد فى الأساس على إظهار التفاصيل داخل المشهد، ولا يعتمد على أدائنا التمثيلى أو ملابسنا فقط، بل كل تفصيلة صغيرة فى المشهد، سواء السيارات أو المارة فى الشارع، وغيرهم.
■ وماذا عن تأثير أزمة فيروس «كورونا» على تصوير المسلسل؟
- العمل تعطل تصويره مدة أسبوعين كاملين بسبب انتشار «كورونا»، لذا اضطررنا إلى الاستمرار فى تصويره حتى أواخر شهر رمضان الجارى، ومع العودة مرة أخرى للتصوير اتخذنا الإجراءات الاحترازية التى تقى كل فريق العمل، وكان لدينا مستشفى متنقل يوميًا، لقياس درجة حرارة المشاركين، والحمدلله الأمور «عدت بسلام».
■ كيف استقبلت دعوات وقف التصوير بسبب هذه الأزمة؟
- استغربت كثيرًا من ترديدها، خاصة أن هناك أعمالًا كثيرة تسير بشكل عادى، فالبنوك والموظفون يواصلون عملهم، والبعض يصر على ترديد كلمة «اشمعنا؟» وهذه الكلمة تغضبنى جدًا، ولا أعلم لماذا يحرص البعض على ترديدها باستمرار.
الممثلون لا يستطيعون البقاء فى المنزل وإيقاف التصوير، لأن هناك عقودًا، ونحن ملتزمون ببنودها، وقد تُدخلنا السجن حال رفض العمل والامتناع عن الالتزام بها، فضلًا عن وجود أسر تعتمد على الأجر اليومى الذى تتقاضاه من عملنا، وأقصد هنا العاملين فى «لوكيشن» التصوير، وهؤلاء ليس لهم أى ذنب، لذا فإن قرار استكمال التصوير كان موفقًا.
■ ما رؤيتك للمنافسة فى السباق الرمضانى الحالى؟
- يكفينى أننى قدمت عملًا يُحسب لى، وفيه الكثير من الشجن ويظهر الشخصية المصرية التى يبحث عنها الجمهور، وهو مختلف تمامًا عن الأعمال السابقة، وأنا سعيدة لتقديمه، والمنافسة هذا العام كانت مميزة وقوية، وهناك الكثير من الأعمال المختلفة فى الموسم الرمضانى بين الكوميدى والأكشن والسسبنس، وهذا بالتأكيد يعود بالنفع على المشاهد أولا وأخيرًا.
■ أخيرًا.. ماذا عن جديدك خلال الفترة المقبلة؟
- أنتظر أن تعود الحياة لطبيعتها أولًا ثم أقرر عملى المقبل، سواء على مستوى السينما أو التليفزيون.