رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزيز عيد اشترى خس مقابل الإيجار.. فرهن فريد شوقى بدلته لاستكمال المسرحية

فريد شوقي
فريد شوقي

رهن الفنان فريد شوقي بدلته من أجل إكمال مسرحية فرقة "رابطة التمثيل العربي"، ولذلك قصة رواها فريد شوقي بنفسه على صفحات مجلة الكواكب عام 1957.

يقول فريد شوقي: "كان عزيز عيد يستأجر مسرح "دار التمثيل العربي" ومن حقه أن يؤجره من الباطن لمن يشاء، وذهبت إليه ذات يوم لأستأجر المسرح باسم "رابطة التمثيل العربي"، فرحب بي كثيرًا، وأبدى استعداده لأن يعاون بفنه كذلك في سبيل نجاحنا.

وسررت من هذه الروح الفنية الطيبة من أستاذ الفن، وقدمت إليه خمسين قرشا بصفة عربون استئجار للمسرح.

وجاء يوم الحفلة، وكنا قد استطعنا أن نوزع عددًا وافرًا من التذاكر على أننا ما إن وصلنا إلى باب المسرح حتى وجدنا أمامنا مفاجأة مذهلة في استقبالنا.

والذي حدث أن رجال البوليس أغلقوا المسرح لعدم قيامه بالاشتراطات الصحية وما إليها، ووقف على باب المسرح اثنان من الضباط وبعض الجنود يمنعون المتفرجين من الدخول.

وحاولنا بكل وسيلة التفاهم مع رجال البوليس حول هذا الأمر، ولكن دون جدوى، وبحثت عن عزيز عيد فوجدته جالسًا على الرصيف، وهو يتسلى بأكل الخس وعلى فمه ابتسامة ساخرة.

وتقدمت إلى عزيز عيد أطلب معونته في هذه الكارثة ولكنه هز يديه بحركة معناها "هل تنتظر من رجل يأكل الخس أن يعطيك خمسين قرشًا"، واجتمع أفراد الفرقة على الرصيف وتشاورنا في الأمر، وأصررنا على أن نقيم الحفلة، وذهبنا لنستأجر مسرح "برنتانيا" وقابلنا صاحبه المرحوم مصطفى حفني، وأتممنا استئجاره، ولكن كانت هناك مشكلة.. أين قيمة الإيجار؟.

وذهبنا لنجمع القروش الكافية لتأجير المسرح، ونجحنا في أن نجمع 3 جنيهات، وكانت قيمة الإيجار 4 جنيهات، وهنا فكرت وقمت بخلع بدلتي ورهنتها على هذا الجنيه الباقي، وعاد أفراد الفرقة إلى مسرح دار التمثيل العربي يقودون المتفرجين إلى المسرح الجديد.

ولما شرعنا في التمثيل تبين أن دوري في الفصل الأول يقتضي أن أكون ببدلة، وعندئذ شرعنا في جمع المال لاسترداد البدلة، وبلغ ما جمعناه 50 قرشًا دفعناها إلى الموظف المختص وأفرج عن البدلة.