رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يرى أهالى الشرابية مسلسل «البرنس»؟

البرنس
البرنس

سكان المنطقة: «رضوان» شبهنا.. ومستحيل تلاقى بيننا «فتحى»

منذ بداية عرضه فى الموسم الرمضانى الحالى، انشغل سكان حى «الشرابية» فى محافظة القاهرة بحلقات مسلسل «البرنس»، الذى تدور أحداثه فى الحى، وتتناول قصة الصراع بين عدد من الإخوة على الميراث.
ومع توالى الأحداث، تفاعل سكان الشرابية مع العمل الدرامى، الذى يخوض بطولته الفنان محمد رمضان، ومنهم من أشاد به باعتباره تجسيدًا لحياة المواطنين فى الحى، فيما انتقد آخرون ما قدمه من شخصيات تتسم بالتآمر والظلم والبطش، بعكس ما يتمتع به سكان الحى الحقيقيون.
«الدستور» زارت الحى، ورصدت آراء سكانه حول المسلسل، وقدرة أبطاله على تجسيد الحياة الحقيقية فى الحى من عدمه.

حمدى: «مبالغ فيه».. و«أم أحمد»: عشت عدة وقائع مشابهة
قال محمد حمدى، أحد سكان شارع «السد العالى» فى حى «الشرابية»، إنه يتابع حلقات «البرنس» منذ بداية عرضه، واصفًا العمل بأنه «الأعلى متابعة» فى المنطقة.
وكشف عن أنه يتعاطف مثل غيره من السكان مع البطل، ويتفاعل مع الأحداث المثيرة للمسلسل، مضيفًا وهو يضحك: «سكان حى الشرابية مش هيسيبوا حق رضوان».
ووصف تطور الصراع والمشاكل الأسرية بين الأشقاء فى العمل بـ«المبالغ فيه»، معقبًا: «لا يوجد بين أبناء الشرابية مثل هذا الكم من الحقد والكره الذى ظهر فى العمل»، كما أنه كان يفضل تصوير المسلسل فى الحى لا مدينة الإنتاج الإعلامى.
أما محمد أحمد، أحد سكان المنطقة، فرأى أن النجم محمد رمضان يجسد شخصية حقيقية لأحد أبناء «الشرابية»، معتبرًا أن رفض بعض الأهالى لما يصوره المسلسل، يرجع إلى رفضهم نظرة المسلسل للمنطقة وتصويرها كمقر للبلطجة والمخدرات.
وأضاف: «كان من المفترض أن تدور أحداث المسلسل بعيدًا عن أى حى حقيقى، حتى لا تكون سببًا فى الإساءة لسمعة سكان هذا الحى، مع مراعاة السكان الحقيقيين واستطلاع آرائهم قبل تنفيذ هذا العمل».
من جانبها، قالت «هدى»، الشهيرة بـ«أم أحمد»، القاطنة بشارع «المستوقد» وسط «الشرابية»: «منذ الليلة الأولى لشهر رمضان كنت حريصة على متابعة مسلسل (البرنس) لظهور اسم (الشرابية) على تتر المقدمة، وشعرت منذ الحلقة الأولى بأن العمل والشوارع تشبه ما أعيشه فى الحى منذ ٢٢ عامًا».
ورأت «أم أحمد» أن الصورة التى قدمها المسلسل عن سكان المنطقة لم يكن فيها أى «مبالغة»، حتى فى الجزء الخاص بتجارة المخدرات، الذى يجسده «فتحى» (أحمد زاهر)، وهو الشخص الجشع سيئ السمعة.
وأوضحت أن عددًا من الصيدليات فى المنطقة يمارس أنشطة مشبوهة، وهو ما جسده العمل فى صيدلية زوجة «فتحى»، مشيرة إلى أن ذلك أسهم فى زيادة عدد المجرمين والمدمنين على نواصى حارات الحى، خاصة خلال فترة الفوضى التى أعقبت ثورة ٢٥ يناير.
وأضافت: «الحال تغير بعد استقرار البلد وعودة الشرطة للسيطرة على جميع المناطق ومتابعة المخالفات فيها، ما قلل من تجارة المخدرات بشكل ملحوظ، وزاد من معدلات الأمان بها»، معتبرة أن تسليط الضوء على دور تاجر المخدرات فى المسلسل لا يسىء لسمعة الحى بين المناطق المجاورة.
وواصلت: «الواقعية التى جسدها المسلسل فى شكل البيوت والشوارع زادت من شعبيته ورفعت نسب مشاهدته، لأنها جاءت بعكس باقى المسلسلات التى يجرى تصويرها فى فيلات وشقق فارهة».
واعتبرت أن الجزء الدرامى الخاص بالصراع بين الإخوة على الميراث والقتل بسببه «واقعى»، وسبق أن عايشته لدى أكثر من أسرة، وإن كان العمل لا يخلو من «المبالغة».

عباس: «عندنا الحلو والوحش».. وطفل: سعداء بالعمل
أعرب «عباس»، أحد أهالى الحى، عن سعادته بتجسيد النجم محمد رمضان شخصية «رضوان»، الذى يشبه أبناء الحى، وإن كان يرفض شخصيات أشقائه، التى يمكنها أن تصور للمشاهدين بأن أهالى حى «الشرابية» بهذه القسوة، وقال: «المنطقة دى فيها ناس جدعة وزى كل المناطق فيها الحلو والوحش».
واتفق سعيد مصطفى، أحد أبناء الحى، الذى قال إنه يتابع أحداث المسلسل جيدًا منذ الحلقة الأولى، ويرى أن المنطقة لا توجد بها أمثال شخصية «فتحى»، شقيق البطل، ولا يمكن أن تشهد تطور خلافات بين الأشقاء إلى هذه الدرجة.
وأشاد بدور الفنانة نور، التى استطاعت أن تتقن دور الفتاة الشعبية، وتكون «بنت بـ ١٠٠ راجل».
وأعرب الطفل عمرو خالد، ١٠ سنوات، عن سعادته بالمسلسل وأحداثه، لأنها تدور فى الحى الذى ولد به، إلى جانب كونه أحد المحبين للنجم محمد رمضان.
فى المقابل، رفض «رجب»، سائق توكتوك، أحداث المسلسل، التى جعلت الجميع لا يثقون فى أهالى المنطقة، مضيفًا: «نحن فى حى الشرابية نرفض بعض الأحداث، خاصة مشهد الطفلة مريم وبكائها، الذى هزّ القلوب وتسبب فى الإساءة لسكان الحى بشكل كبير، كما أن شخصية فتحى لا توجد فى الشرابية بالكامل، فلا يوجد بيننا شخص يمتلئ بكل هذا الكره والحقد».
الأمر ذاته أشارت إليه الحاجة سعاد، من سكان المنطقة، التى قالت إنها تتابع المسلسل لكنها لا ترى أنه يعبر عن أهالى «الشرابية»، خاصة أن تجارة المخدرات غير منتشرة بالحى، وفق ما صوره المسلسل.

«السمكرية»: محمد رمضان أتقن الدور وأعاد الاعتبار لمهنتنا
جسد محمد رمضان ضمن أحداث المسلسل شخصية «رضوان»، الذى يعمل «سمكرى سيارات»، لذلك سألت «الدستور» متابعى المسلسل فى «الشرابية» عن الشخصية الأقرب لبطل العمل، فدلنا سكان المنطقة على تامر «بوشكاش»، الذى مر بظروف صعبة فى حياته تشبه بطل العمل بشكل ما، إلى أن احترف هذه المهنة، وذلك داخل ورشة أبيه، الذى يملكها منذ ٦٥ عامًا.
واعتبر «بوشكاش» أنه لم يجد من يمثل دور «السمكرى» أو «صنايعى الدوكو» بنفس الكفاءة التى أداها محمد رمضان، قائلًا: «محمد رمضان اتدرب كويس ع الدوكو».
وكشف عن أن «شغل ورش الدوكو قل كتير، بسبب اعتماد أصحاب السيارات فى الرش على التوكيلات بدل الورش فى المناطق الشعبية، وكمان ممكن يروحوا الورش فى الحرفيين».
ورأى أن الجزء الوحيد الذى كان مبالغًا فيه بمسلسل «البرنس» هو حساب تكلفة الصيانة، وطلب «رضوان» أجرًا يفوق ٢٥ ألف جنيه، وهو أمر لا يمكن أن يحدث فى الواقع.
وعن مشهد تغيير «ماركة» سيارة أحد العملاء بعد صيانتها بالورشة التى يعمل بها «رضوان»، وما دار حوله من جدل على مواقع التواصل الاجتماعى، قال: «كل ما يقوم به حرفى الدوكو هو تغيير اللون وتصليح الخدوش دون المساس بنوع السيارة نفسه».
كما أشاد محمد «صنعة»، سمكرى سيارات فى «الشرابية»، بأداء الفنان محمد رمضان، مشيرًا إلى أنه كان يتمنى تصوير مشاهد العمل داخل الحى نفسه لا مدينة الإنتاج الإعلامى.
واعتبر سيد حسن، صاحب إحدى ورش السيارات، أن تجسيد نجم مثل محمد رمضان شخصية «السمكرى» أمر يعيد لمهنتهم شيئًا من التقدير بين الناس، خاصة أنه أدى دورًا مميزًا وظهر وهو يجيد عمله بشكل جعل الجميع يحترمه ويقدره ويطلبه بالاسم.