رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منشدون ومبتهلون يواجهون «عزل كورونا» بـ«البث المباشر»: «ربنا ما يقطعلنا عادة»

النقشبندي
النقشبندي

«رمضان أهلًا مرحبًا رمضان.. الذكر فيك يطيب والقرآن».. بهذه الكلمات أنشد المبتهل الكبير سيد النقشبندى متغنيًا بقدوم الشهر الكريم، الذى تتعدد «نفحاته الربانية» طوال ٣٠ يومًا، وعلى رأسها علو الحناجر بذكر الله والتضرع له وطلب عفوه ورضاه وكرمه، من خلال ابتهالات وأناشيد دينية ارتبط بها المصريون وربطوا بينها وبين شهر الصوم.
هذه الأناشيد والابتهالات كانت تُقدم بأكثر من طريقة، بداية من إذاعة «القرآن الكريم» ونقلها للجميع عبر مكبرات الصوت فى المساجد، أو من خلال الحفلات والأمسيات الدينية، لكن هذا العام سبق رمضان حلول فيروس «كورونا المستجد» الذى أغلقت لمواجهته المساجد ومنعت التجمعات والحفلات.
ولأن المصريين طوال تاريخهم يؤمنون بأن قطع العادة «نذير شؤم»، ودائمًا ما يدعون لبعضهم البعض قائلين: «ربنا ما يقطعلكم عادة»، أصروا على استمرار هذه «النفحة الرمضانية»، وحرص عدد من المنشدين والمبتهلين على تقديم إبداعاتهم عبر «البث المباشر» على مواقع التواصل الاجتماعى، أو نشر تسجيلات معدة سلفًا على تلك المواقع.
«الدستور» تحاور فى السطور التالية عددًا منهم، للتعرف على تفاصيل لجوئهم إلى تلك الطريقة، ومدى تفاعل الجمهور معها.

أحمد الشاذلى: أبث ما يطلبه المتابعون «لايف» على «فيسبوك»
منطلقًا من حب رسول الله، قرر المنشد الشاب أحمد الشاذلى التفاعل مع جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعى بطريقة خاصة، داعيًا إياهم إلى اقتراح ما يريدونه من تواشيح وأناشيد، ليتدرب عليه لعدة أيام قبل بثه فى مقطع مباشر على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك».
وقال «الشاذلى»: «فى شهر رمضان أكون مهتمًا بالتفاعل مع الجمهور بشكل أكبر، وهذا العام قررت بث مقاطع لختم القرآن مع الجمهور، إلى جانب ترك من يتابعنى يختار لى النشيد الذى يحبه، لتحضيره والتدرب عليه، ثم بثه فى مقطع مباشر، من أجل إرضاء جميع المتابعين». وأضاف: «جهزت مع فريق نغم للإنشاد الدينى عددًا من المقاطع الجديدة، لبثها طوال الشهر الكريم، خاصة قبل أذان المغرب ووقت السحور، على أن نقدم فيها عددًا من التواشيح الشهيرة لبعض كبار المنشدين الذين تربينا على أصواتهم».
وأشار إلى أن هدفه من ذلك هو أن يشعر كل من يتابعه بـ«حلاوة ذكر الله»، فى ظل انتشار «كورونا»، خاصة أن القرب من الله وسماع التواشيح والإنشاد وقراءة القرآن يمنح صاحبه الشعور بالأمان، وهو عنصر مهم من عناصر مواجهة الوباء العالمى، مختتمًا: «ربنا ما يقطعلنا عادة فى رمضان»

محمود هلال: قرآن وتواشيح «أون لاين» قبل الفطار
بدأ المنشد محمود هلال تحضيراته للشهر الكريم مبكرًا، عبر التدرب على الأناشيد والأغانى الرمضانية، وتسجيلها لبثها على مواقع التواصل الاجتماعى وقناته على موقع «يوتيوب»، طوال أيام الشهر.
البداية كانت بتحميل «هلال» أكثر من أغنية رمضانية بصوته على قناته فى «يوتيوب»، وهناك رصد تزايد الإقبال بشكل كبير من الجمهور مقارنة بالأعوام الماضية، مرجعًا ذلك إلى أن «رمضان هذا العام يختلف عن غيره، وحفلات الإنشاد فيه ستكون مقصورة على الإنترنت فى ظل إلغاء التجمعات بسبب فيروس كورونا». وقرر «هلال» أن يكون مع جمهوره على مدار اليوم خلال رمضان، عبر بث جلسات قراءة القرآن الكريم قبل الإفطار ثم أداء مجموعة من الأناشيد والتواشيح الدينية بعد الإفطار، انتهاءً بتكرار الأمر الأخير مجددًا فى وقت السحور، وذلك عبر البث المباشر «اللايف» على مواقع التواصل الاجتماعى. واعتبر أن هذه الطريقة تمثل حلًا لإقامة التجمعات المعتادة «أون لاين»، وتنظيم الاحتفالات الدينية الرمضانية كما هو معتاد فى كل عام، والتفاعل بين المنشدين وجمهورهم دون تكلف عناء الخروج من المنزل، خاصة مع قدرة مواقع التواصل الاجتماعى على الوصول لجميع المسلمين فى بقاع العالم، ما يعنى زيادة عدد المتابعين والمتفاعلين معها.
وأضاف: «كلنا نشعر بالحزن لصعوبة التجمع فى المساجد، لكن الحفاظ على النفس أولى، كما أن المكوث فى المنازل يتيح فرصًا أكبر للتفاعل مع المقرئين والاستماع للتواشيح والإنشاد عبر الإنترنت، فى ظل ما يتسم به المصريون من حس دينى ورغبة فى الشعور بروحانيات الشهر الكريم».
وإلى جانب مواقع التواصل الاجتماعى، كشف «هلال» عن ظهوره بشكل أسبوعى على بعض القنوات الفضائية والتليفزيون المصرى، بهدف أداء بعض الأناشيد والابتهالات، من أجل الوصول لقطاع عريض من الجمهور، خاصة أن الظروف هذا العام لا تسمح بالتجمع فى صلاة التراويح بالمساجد وإقامة حفلات الإنشاد والابتهالات وقراءة القرآن، حفاظًا على الأرواح من عدوى «كورونا».


مصطفى الشجرى: طرح «أهلًا رمضان» و«قمر سيدنا النبى» على حسابى
بدأت رحلة مصطفى الشجرى مع قراءة القرآن والإنشاد منذ العاشرة من عمره، وقت أن كان طالبًا فى الصف الرابع الابتدائى، فحينها كان يؤدى مقاطع بسيطة، على رأسها أنشودة «قمر.. سيدنا النبى»، حتى قرر الاستمرار فى هذا الطريق مع العمل على تطوير نفسه وإمكانياته.
لتحقيق ذلك تعلم «الشجرى» الإنشاد والمقامات الموسيقية على يد المنشد السورى المعروف محمد ياسين المرعشلى، الذى كان داعمًا ومساندًا كبيرًا له على مدار مشواره فى الإنشاد والابتهالات، حتى رشحه للإنشاد فى إحدى القنوات الفضائية، الأمر الذى مثل انطلاقته فى هذا المجال الواسع. وقال المنشد الشاب: «بعدما تعلمت المقامات ودرستها جيدًا، بدأت أعلمها لأصدقائى فى جامعة الأزهر ممن يرغبون فى الإنشاد الدينى، وكنت حينها فى الفرقة الثالثة بكلية التربية، وبالفعل شكلنا فريقًا صغيرًا استمر وجوده إلى أن تخرجت وانشغلت فى تأدية الواجب العسكرى والبحث عن وظيفة».
وأشار إلى أن حلم الإنشاد الدينى والابتهال فى إذاعة «القرآن الكريم» يراوده منذ عام ٢٠١٤، وبالفعل خطى أولى خطواته فى التقديم وخوض الاختبارات أمام لجان الإذاعة المتخصصة، إلى أن وصل مرحلة التسجيلات بالفعل، مضيفًا: «ليس أمامى سوى خطوات بسيطة لأكون منشدًا ومبتهلًا مُعتَمدًا فى الإذاعة، لكن مع الأسف توقفت جميع التسجيلات والاختبارات بسبب كورونا».
وبسبب اختفاء بعض مظاهر رمضان التى تضفى الفرحة على الأجواء العامة والناس فى الشارع هذا العام، سجل «الشجرى» أغنية «أهلًا رمضان» للمطرب الكبير محمد عبدالمطلب بصوته، ونشرها على صفحته بموقع «فيسبوك»، فى أول يوم رمضان. وأضاف: «قررت أن أنشر ابتهالًا وإنشادًا دينيًا بصوتى على صفحتى، طوال أيام الشهر الكريم، وأتوقع تفاعلًا كبيرًا من المتابعين»، لافتًا إلى أن الأنشودة الأحب إلى قلبه هى «قمر.. سيدنا النبى» ونشرها على صفحته، بعد النجاح الكبير الذى حققه فى أغنية «أهلًا رمضان».
ويعمل «الشجرى» حاليًا إمامًا لأحد المساجد فى منطقة المعادى، ويفتقد بصورة كبيرة طقوس شهر رمضان، وأهمها صلاة التراويح «اللى بنروّح بيها عن النفس»، إلى جانب حلقات تحفيظ القرآن، وبث صوت إذاعة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت فى المساجد، خاصة قبل رفع أذان المغرب.

محمد القاضى:فيديوهاتى بجودات مختلفة لملائمة «الباقات»
مثل سابقيه، اعتاد محمد جمال القاضى على أداء الإنشاد الدينى وقراءة القرآن فى حلقات الذكر خلال شهر رمضان، لكن «كورونا» حرمه وحرم الجميع من الاستمتاع بروحانيات الشهر الكريم هذا العام.
وقال «القاضى» عن ذلك: «الروحانيات كانت تملأ الأجواء طوال الـ٣٠ يومًا، لكن هذا العام أُغلقت المساجد ومُنعت التجمعات، وبالتبعية تم إلغاء كل الأمسيات الرمضانية التى كانت تُنظم فى شهر رمضان، وعلى رأسها المتعلقة بالإنشاد الدينى والابتهالات». ولمواجهة ذلك، بدأ المنشد الشاب منذ فترة فى تجهيز بعض مقاطع الذكر والأناشيد الدينية، وبحث عن «أكثر الأشياء المطلوبة فى السوق»، التى يفضلها الناس، وحرص على تسجيلها وإذاعتها عبر صفحاته وحساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، التزامًا بكل قرارات الدولة وإجراءاتها الاحترازية للحد من انتشار الفيروس القاتل. وأوضح «القاضى» أن «المصريين بطبيعتهم يحبون التنزه وقضاء الأمسيات الرمضانية فى مختلف الأماكن، وبسبب صعوبة تحقيق ذلك فى الوقت الحالى سجلت أكثر من مقطع ونشرته على مواقع التواصل، ليكون متاحًا للمواطنين داخل المنازل، وحاولت الحفاظ على طريقتى المعتادة فى الإلقاء، حتى لا يشعر الناس بوجود اختلاف كبير بين حضور الفعاليات أو الاستماع إليها أونلاين». وأضاف: «حرصت على بث المقاطع بجودات مختلفة سواء فى الصوت أو الفيديو، حرصًا على عدم انقطاع البث، خاصة لبعض المواطنين الذين لا يمتلكون سرعات إنترنت عالية، وسجلت المقاطع فى استديوهات متخصصة لضمان الجودة العالية».
كما كلف «القاضى» إحدى شركات الدعاية والإعلانات المعروفة، لزيادة عدد المتابعين لصفحته الشخصية على «فيسبوك»، لتصبح إدارة الصفحة مسئولية الشركة، وذلك بهدف وصول المحتوى لأكبر عدد من المواطنين.

أحمد مقلد: أقدم ابتهالات «قديمة ومودرن»
على مدار السنوات الماضية ومن قبل ظهور فيروس «كورونا المستجد»، يحرص المنشد أحمد مقلد على تقديم الابتهالات والأناشيد الدينية «أونلاين» خلال شهر رمضان الكريم، ليجد هذا العام كل من حوله يلجأون إلى نفس الطريقة بعدما اضطرتهم ظروف الحظر المفروضة حاليًا إلى ذلك.
كما كان يقيم بشكل يومى حفلة إنشاد دينى أو ابتهال فى نوادى الشرطة والقوات المسلحة والصالات المغطاة، إلى جانب الحفلات الرمضانية فى المنازل لمن يطلب ذلك، حيث كان يجتمع الأصدقاء للاستماع إلى الإنشاد الدينى الذى تعزفه الفرقة الموسيقية الخاصة به.
وعن العام الحالى، قال «مقلد»: «السوشيال ميديا أصبحت وسيلة التواصل الوحيدة مع المواطنين فى رمضان، والكل أقبل على إذاعة وبث حفلات الإنشاد الدينى من خلالها، ولاقى الأمر تفاعلًا كبيرًا من جانب المتابعين، وأتوقع أن يكون الإقبال على هذه الحفلات (اللايف) كبيرًا جدًا، خلال الأيام المقبلة من شهر رمضان المبارك، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعى مفتوحة على العالم والجميع فى شتى بقاع الأرض».
وذكر أنه يبث حفلات الإنشاد الدينى الخاصة به على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، وقناته على موقع «يوتيوب» التى وصل عدد المشتركين فيها إلى ٤٠ ألف متابع، يحرصون جميعًا على متابعة ما يبثه باستمرار، كما أن هناك فرقة موسيقية ستشارك فى كل حفلاته هذه.
وأضاف: «ولأننى أتعرض لجمهور مختلف، سيكون هناك نوعان من الإنشاد هذا العام، الغناء القديم المطلوب مثل ابتهالات النقشبندى، إلى جانب الابتهالات المودرن المحببة للشباب، وبالتالى عملنا يكون موجهًا لفئتى الشباب وكبار السن»، معتبرًا أن أفضل الأوقات التى يتم فيها بث الابتهالات والاستماع إلى القرآن الكريم هو عقب الإفطار، حيث يكون الجميع داخل المنزل.