رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصل حكاية مسحراتي رمضان: «اصحى يا نايم»

مسحراتي رمضان
مسحراتي رمضان

يشتهر شهر رمضان الكريم بمظاهر عديدة يأتي في مقدمتها المسحراتي الذي يحرص على إيقاظ الناس قبل السحور.

خبير الآثار الإسلامية عبدالعزيز عبدالعظيم يتحدث لـ«الدستور»، عن أصل حكاية المسحراتي.

عندما كان نظام مشايخ المهن قائمًا في مصر حتى أواخر القرن الـ 19، كان شيخ المسحراتيّة يعيّن لكل من أفراد طائفته قسمًا من المدينة يمارس المهنة فيه، ويعين مسحراتية جدد فى الأماكن التى خلت بموت المسحراتية فيها، والمعينون الجدد يكونون فى العادة من أبناء الطائفة؛ لإن نظام الطوائف القديم لم يكن يسمح بأن يدخل على المهنة غريب عنها، لهذا لم يكن كل إنسان يستطيع أن يكون مسحراتيًا.

والمسحراتى قديما كان يسير فى الليل وخلفه مساعدًا يحمل قنديلًا، وهو يسرد الأقاصيص الدينية والعظات النبوية، وكانت النساء يلقين النقود من نوافذ المشربية ملفوفة فى الورق بعد أن تشعل الواحدة طرف الورقة؛ حتى يراها المسحراتي في الظلام، وعند ذلك يتلو عليهن المسحراتي إحدى القصص الطريفة.

ويمتاز المسحراتي بذاكرة حادة تستطيع أن تحفظ أسماء رجال الحى وسيداته كلها، ويمتاز أيضًا، بقدرته على التغيير والتبديل فى المدائح التى يحفظها بحيث يدخل فيها الأسماء المختلفة التى يريد أن يوقظ أصحابها أو يطالبهم بنصيبه من لذائذ رمضان والعيد، على سبيل المثال "شعبان أفندي شمس بالمندرة، الحتة منه كلها منورة، والست حسنة شرفت حيها، حلفت فى الجّود مَاتلقيش زيها، والست كوكب بنتها زيها، وكل حاجة بتِشبه أصلها"، وكان المسحراتى يتمتع بجانب العطايا فى رمضان والعيد بصداقة أهل الحى، وكان يطيل الوقوف أمام أبواب وجهاء الحي، ويسترسل فى مدحهم أملًا في صداقتهم لنيل الكثير من العطايا.

أما في العيد، فكان للمسحراتيّة أناشيد خاصة تتناسب وفرحة العيد، على سبيل المثال "الكحك ده بيني وبينه، من زمان حب وغرام، والبسكويت ده من سنة، طيفه يزورنى فى المنام، والعين جمل هو الأمل، واللوز بقشره أو مقشر، الله يزيد المحسنين، من نعمته أكتر وأكتر".