رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كورونا» يحكم قبضته على أوروبا وأمريكا.. وإفريقيا بين الاحتواء والكارثة

كورونا
كورونا

تسبب وباء كورونا المستجد (كوفيد 19) بعد انحراف عائلة كورونا عن مسارها في عام 2003، في حصد آلاف الأرواح، وإصابة أكثر من مليون و700 ألف شخص حول العالم، قرابة النصف في قارة أوروبا وحدها، وذلك لبطء وعشوائية الاستجابة للإجراءات الاحترازية الطارئة التي كان يتحتم اتخاذها؛ مما أدى إلى تفشي الفيروس الذي بنى انتشاره على أخطاء البشر ولا مبالاتهم وعدم اعتدادهم بالتدابير الاحترازية اللازمة.

وفيما لاتزال أوروبا هي أكثر قارات العالم تضررا من انتشار فيروس كورونا المستجد، أصبحت الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم تضررا من انتشار الفيروس على أراضيها، حيث قرب عدد الإصابات المؤكدة من نصف مليون حالة، كما تجاوزت 20 ألف حالة وفاة، بحسب إحصائيات خريطة جامعة جونز هوبكنز.

وبعدما أحكم الفيروس قبضته على الولايات المتحدة الأمريكية وقارة أوروبا، وصل متأخرا إلى القارة السمراء فوقفت بين الاحتواء والكارثة، حيث تخطى عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد في أفريقيا، حتى الآن، حاجز 10 آلاف إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات عدة مئات وفقا لمصادر أفريقية إقليمية ومحلية.

ووفقا للتقارير، فإن الفيروس انتشر في كل دول القارة تقريبا، حيث ظهرت إصابات بمرض كوفيد -19 في 52 دولة من أصل 54 دولة أفريقية، وقالت دراسة إحصائية إن عدة دول أفريقية شهدت مؤخرا زيادة في عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، وفي حالة وصول مستويات الإصابة إلى نفس المعدلات التي شهدتها الصين والولايات المتحدة وأوروبا، فمن المتوقع أن تحل حالة من الذعر والفوضى والارتباك.

وحيث خصصت الدول الأفريقية جزءا من مواردها المحدودة للإنفاق على الأجهزة والفرق الأمنية اللازمة لمكافحة الإرهاب، فإنها تواجه الآن تحديا مزدوجا مع ظهور جائحة كورونا، حيث يتعين عليها حشد الموارد المالية اللازمة لتقديم الخدمات الصحية للمصابين، وكذلك إمدادات إنسانية للمواطنين الذين تضرروا اقتصاديا جراء هذه الأزمة الصحية.

وما يدعو للقلق هو ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير دون معرفة الأسباب، على الرغم من أن إشكاليات وتحول الوضع الجيوديسي فى دول إفريقيا كشف أنه كانت لديها فرصة للتعامل مع الفيروس بصورة أمثل في ظل تجارب الدول الأخرى، إلا أن الوضع الحالي يرشحها للسيناريو الأسوأ، وذلك بحسب التحذير الذي وجهه المدير العام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس.

وفي تغريده عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة (توتير)، قال أدهانوم إن انتشار فيروس كورونا المستجد، يتسارع بشدة في إفريقيا، مشيرا إلى أن الأمر استغرق 67 يوما فقط من ظهور أول حالة تم الإبلاغ عنها للوصول إلى أول 100 ألف حالة، ثم استغرق 11 يوما لوصول الحالات إلى 200 ألف، و4 أيام فقط لوصول عدد الحالات 300 ألف، مطالبا إفريقيا بـ "الإستفاقة" لمواجهة الخطر، وقال "إن النصيحة الأفضل التي يمكن تقديمها لأفريقيا هي الاستعداد للأسوأ والاستعداد من الآن".

عدم جاهزية النظام الصحي في العديد من الدول، والنقص الهائل فى كواشف المرض وضعف معامل التحليل إلى جانب ضغط الفقر الذى يضطر شريحة واسعة من الأفارقة للخروج للبحث عن لقمة العيش، ونقص المياه النظيفة الذي يحول دون غسل الأيدي باستمرار، وضعف القدرة الشرائية التي تمنعهم من شراء المطهرات اللازمة فضلا عن إصابة الكثيرين بأمراض نقص المناعة والأمراض المعدية، جميعها عوامل ستدفع قارة إفريقيا إلى الوصول لمرحلة الانتشار التي تنذر بكارثة حقيقية، خاصة إذا انتشر الفيروس في المدن والقرى الإفريقية المكتظة بالسكان، والضواحي وأحزمة البؤس ومخيمات اللاجئين.