رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كورونا ورزق اليومية.. كيف واجه عمال التراحيل تفشي الفيروس؟

عمال التراحيل
عمال التراحيل

فئة من العمالة غير المنتظمة، تعيش على رزق اليومية، تعتبر من أكبر المتضررين من انتشار فيروس كورونا المستجد والإجراءات الاحترازية التي طبقت لمواجهته، واقتضت تعليق بعض الأعمال ووقف حركة السير جزئيا، يعرف معظمهم أن عليه البقاء بالمنزل لحماية نفسه والآخرين، لكنهم مضطرين للخروج إلى ساحة العمل، لكسب قوت يومه ولأسرته.

اهتمت الدولة المصرية في مواجهة ظروف هذه الشريحة بدعم العمالة غير المنتظمة، كما قامت بعض النقابات والجمعيات بتقديم إعانات مالية لهم، وسعى المجتمع المدني لإعانة هؤلاء على الإقامة في منزلهم وعدم الخروج للعمل حماية لهم ولكل المجتمع، وتقديم لهم كافة الدعم، وتحاور "الدستور" عمال التراحيل بعد انتشار فيروس كورونا، للتعرف على طبيعة حياتهم معها، أيضا معاناتهم وسبل دعمهم.

في السادسة صباحا، يخرج "عبدالناصر وهبة"، 63 عاما من منزله بالفيوم باحثا عن قوت يومه وأسرته، يقول: "فيروس كورونا أثر عليا جامد في الشغل، مشتغلتش من شهرين غير يومين بس والحالة المادية صعبة قوي بصرف دلوقت من الفلوس اللي بتيجي من أهل الخير وبس لكن شغل مفيش"، ثانيا لقضاء الحاجة لأولاده الخمسة.

لم يستغني "عبدالناصر"، عامل التراحيل عن الكمامة والجوانتي في عمله خوفا من أن يصيب أسرته وحفاظا عليهم، ويغسل يديه باستمرار بالمياه والصابون، منوها: "يجب على المواطنين الالتزام بالمنزل وعدم الخروج إلى للضرورة، والبعد عن التجمعات والأماكن المزدحمة"، متمنيا أن يحفظ الله مصر وشعبها.

يروي أحمد، عامل التراحيل بالمقطم، أنه قبل حدوث الأزمة، وانتشار الوباء كان العملاء يطلبونه من وقت لأخر، لتصليح بعض المقتنيات الخشبية أو الأثاث الخشبي مثل غرف النوم، الأبواب والشبابيك، وكان يتقاضى مقابل عمله بعد الانتهاء منه في نفس الوقت، ولكن مع تفشي الوباء أصبح الأهالي يخافون دخول الغرباء إليهم، التزاما بتعليمات الدولة بعدم الاختلاط.

أصبح "أحمد"، يخاف على أولاده من الاختلاط ما جعله يلتزم وجوده بالمنزل مثل الجميع، وكانت الأزمة في أنه لا يتقاضي أجرا ثابتا مثل الموظفين، ولكن أجره متعلقا بالعمل باليومية المطلوب منه.

بينما "قطب الكومي"، يعمل مع مقاول بناء في مدينة بدر، يتقاضى أجره بشكل يومي أو أسبوعي طبقا لطبيعة العميل الذي يتعامل معه، وما حدث بعد انتشار الوباء أثر عليه بعدما جاءت تعليمات الدولة بتوقف التجمعات، فتوقف العمل إجباري على الجميع، ومن حينها منذ أكثر من شهر ولم يتقاضى أجرا.

لم يكن لدى "قطب" ما يكفي من الادخار اليومي، إذ أن ما يتقاضاه يعادل المصروفات اليومية، متمنيا أن تمر هذه الأزمة بخير على مصر ويعودوا سريعا للعمل والتشييد والتعمير.