رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد الشهاوي: الأدب بعد كورونا سيكون محمولا على روح الغرابة والتصوف

أحمد الشهاوي
أحمد الشهاوي

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بكورونا، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا، وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، وعليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها في محاولة لاستشراف عالم الغد.

قال الشاعر أحمد الشهاوي: "نحن نعيش عصر المعرفة، لكن ما بعد صمت الكون وتوقف قلبه بسبب فيروس كورونا ستزداد المعرفة أكثر، سينتقم البشر من الرأسمالية العالمية المتوحشة، وسيتكاتفون ضد لصوص العالم، والعائلات المتحكمة في حركة الإنسان ومصيره، وسينتقم أكثر من تخطوا عقدهم الخامس، حيث كانت الرغبة في التخلص منهم باعتبارهم زائدين على الحاجة.

وأردف: "أن التغيير الذي سيلحق بالإنسان أولا على المستويين الأخلاقي والمعرفي سينسحب بالتالي على الأدب، دون أن ننسى المعاناة التي ستلحق بالبشر من جراء توقف ساعة الأرض وانتظار الموت الغامض، هناك لغة جديدة تتشكل الآن ستفرض نفسها على طرائق الكتابة، وسيذهب الشعراء والروائيون نحو موضوعات وعوالم مختلفة وجديدة؛ لأن المبدع لم يصادف شيئا كهذا من قبل".

تابع: "أنا شخصيا من عائلة موت لكن لم أكن أتخيل يوم أن أعيش زمنا ينام المرء فيها على سرير الموت كل ليلة، على الرغم من أنني على يقين أن هذا الموت صنعه كارهو الإنسان، الذين لا يشغلهم إلا المال، وسيادة دولتهم السرية على العالم، لكن للأسف صار الموت محققا في كل ثانية تمر على الدنيا".

وأشار: "كتبت الموت كثيرا في شعري ولي ديوان صدر سنة 1997 (كتاب الموت)، لكنني لدي يقين أن كتابة هذا (الموت الجديد) ستكون مختلفة عن أية كتابة سابقة أنجزتها، أعطاني هذا الموت الملحاح فرصة أن أعيد حساباتي مع نفسي وأن أرتب وأجهز كتبي المخطوطة وهي كثيرة التي قيد النشر وقد أخذت مني سنوات طويلة من عمري، هناك قيم أخرى ستضاف إلى روحي كأنني كنت أحتاجها من سنوات مضت".

وأوضح: "المحن تلد أدبا جديدا على مستوى الشكل والمضمون وهذه محنة جمعية وفردية أي تخص العالم كله، والإنسان في قلبه، وستترك المحنة نفوسا مقهورة ومرهقة نفسيا، هذا الوجع غير المسبوق ستنعكس على مرآة من عاشه صور غرائبية وعجائبية، وأتصور أن النص القادم سيكون محمولا على روح الغرابة والتصوف والثقافة السحرية الطقسية القديمة، وسيكون للنصوص المقدسة في الحضارات مكان وأثر فيما هو منتظر".