رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روبير الفارس: الأدب الصادق متعدد الأوجه يتجاوز الزمن والأحداث

روبير الفارس
روبير الفارس

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بكورونا، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد كورونا.

وبعيدا عن روايات أو عالم الـ"ديستوبيا"، استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد كورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

يقول الكاتب "روبير الفارس": في رأيي أن الأدب قد يتأثر بصورة أو بأخرى بهذا الوباء، وإن كان هذا التأثير قد تتعدد أشكاله ولن يكون مجرد توثيق لحدث عالمي مثل التوثيق الصحفي وحتى روايات الديستوبيا لن تكون الشكل الوحيد للتعبير عن رعب اجتاح العالم وحول البيوت إلي ملاجئ ومعسكرات بل وقبور، فالتعبير عن حالات من العالم الرديء أجده في روايات لطه حسين مثل "المعذبون في الأرض" و"شجرة البؤس" وعبر عنه نجيب محفوظ أيضا في "زقاق المدق" بتعدد الشخصيات القاسية والتي كان أكثرها قسوة شخصية زيطة صانع العاهات الذي يقطع من أعضاء الكائن الحي ليجد قوت يومه ويخلق من الإعاقة حياة.

إلا أننا نجد في هذه الشخصية معنى بشكل ما عن إعاقة الحياة التي صنعها كورونا لنحيا أن الأدب الصادق والمتعدد الأوجه يتجاوز الزمن والأحداث.

أما أنا فقد سبق وكتبت رواية "صلاة القتلة" على إثر حادث مقتل الأنبا أبيفانيوس أسقف دير أبو مقار ولكن كان الحادث مجرد إطار للرواية، أما المتن الأعمق فتناولت خلاله فكرة القتل المقدس لذلك إذا كتبت عن كورونا سوف يكون ذلك مجرد إطار لفكرة أعمق.