رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد إسماعيل: كورونا أثبت أن «الأسرة العالمية الكبرى» كذبة

خالد إسماعيل
خالد إسماعيل

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بــ "الكورونا" وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا. وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه علي الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه علي الكتابة فيما بعد، أو حتي تداعياته والتأثير الذي تركه علي العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

يقول الكاتب "خالد إسماعيل": الكتابة الأدبية ليست خيالا كما يظن البعض٬ إنما هى تقطيرالخبرة الإنسانية الذى يستقر فى ذات الأديب الكاتبة ـ حسب قول إدوارد سعيد ـ ولو تأملنا روايات الأدباء الروس قبل الثورة الشيوعية ـ تولستوى مثلا ـ لاكتشفنا أنها كانت رؤى انسانية طامحة لتخليص البشرمن الاستغلال والقهر، وفى عصر ما قبل الحرب العالمية الثانية سنجد أن مقدمات الحرب التى أبادت ملايين البشركانت موجودة فى صرخات الأدباء التى هى رواياتهم وقصصهم وقصائد الشعراء أيضا٬ بصيغة أخرى٬ لو راجعنا المنتج الأدبى خلال السنوات العشر الماضية سوف نجد "كورونا " لكن ليس باسمها الذى نعرفه٬ بل بصيغ أخرى٬ لقد رفض الأدباء القهر والهيمنة والعولمة الثقافية التى حاولت دول الغرب فى أمريكا وأوربا فرضها على العالم،وكورونا هى القشة التى قصمت ظهر تلك المنظومة العالمية الكاذبة المتشدقة بحقوق الإنسان والديمقراطية والأخوة الإنسانية، وهاهى إيطاليا تبكى على ضحايا كورونا والاتحاد الاوربى لايفعل شيئا٬ كل دولة اعتمدت على مواردها الذاتية٬ وبذلك تكون أكذوبة الأممية الإنسانية والأسرة العالمية كذبة كبرى.

اختتم صاحب "قهوة الصحافة": لذلك أتوقع ازدهار الأدب الروائى الواقعى وسوف تتحول كورونا إلى حدث محورى ترصد من خلاله الروايات تفاصيل اللحظة الرهيبة التى واجهت فيها البشرية الفناء بذات الدرجة من الخطورة التى عاشت بها الدنيا لحظة مواجهة الطاعون فى القرن الرابع عشر، الذى أفنى الملايين فى العالم الأوربى والإسلامى على حد سواء.