رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوصفة السحرية لمواجهة "كسل الشتاء" في موسم الامتحانات

جريدة الدستور

يعاني الطلاب في المراحل العُمرية المختلفة من الشعور بحالة خمول وعدم القدرة على أداء الفروض والواجبات؛ الأمر الذي يجعل ذويهم يوصفهم بالكسل، وقد يصل الأمر إلى الاتهام بالكسل المتعمد خاصة خلال فترة الامتحانات.

ويتحدث الجميع عن هذه الظاهرة ويتبادلون أطراف الحديث عن مواقف وتجارب سلوكيات الأبناء خلال فترة الامتحانات، وما يظهر من عدم الرغبة في القيام بالواجبات وأداء الفروض، وذلك دون أن يتعرض أحدهم إلي أسباب ظهور هذه الظاهرة، مقارنة بحالة النشاط والحيوية التي يكون عليها الطلاب على مدار العام الدراسي أو حتى في فترة الإجازة الصيفية.

نشرت مجلة العربي الشهرية الثقافية-الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت- في عددها 733 ديسمبر 2019، تقريرًا عن دراسة أجريت في الصين حول أسباب الكسل، تقول:" أن أحد أسبابه هو تحولًا جينيًا يؤثر في نظام الدوبامين-وهي مادة كيمائية، وناقل عصبي يمنح شعورًا طيبًا عند ممارسة، مما يؤدي إلي تراجع النشاط البدني".

وأوضحت الدراسة الصينية، أن الفئران قليلة النشاط بسبب الإصابة بهذا التحول الجيني المسمى بجين بطاطس الأريكية، فهي- الفئران- لديها عدد محدود منمستقبلات الدوبامين علي سطح الخلايا الدماغية.

وأشارت الدراسة إلي أن بعض التجارب الجينية الأخري أثبتت أنه يمكن أن نرث جينات أسلافانا الكسولة والمسوفة أو المنجزة والمفرطة في النشاط.

فيما نقلت "العربي" رأي ديفون برايس أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة لويولا شيكاغو:" أن هناك طلابًا من جميع الأعمار يسوفون ويفشلون في أداء واجباتهم، ويغيبون عن دروسهم، وطلابًا متفوقين ومرشحين للدكتوراة لا يستطيعون تسليم أوراقهم البحثية وأطروحاته في الموعد المحدد".

وتجد "ديفون برايس" أنه بدلًا اتهامهم بالكسل، من الأفضل أن البحث عن العوامل الملموسة وغير الملموسة التي اعاقتهم ومنعتهم من أداء واجباتهم كما ينبغي، والتفكير في كيفية مساعدتهم.

وتري أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة شيكاغو، أنه لا وجود للكسل وكل ما في الأمر، جملة عوائق تساعد على الفشل وتشجيع التسويف، كأن يكون المسوف مشغولًا بشئ أخر، أهم وأكثر متعة بالنسبة له، أو يكون غير قادر علي استيعاب تعقيد المهمة المطلوب انجازها، أو أنه لا يعرف كيف يبدأ.

كسل الشتاء
عرض تقرير مجلة العربي الكويتية إلى أحد الظواهر حدوثًا مع حلول فصل الشتاء، والتي تعرف بـ"كسل الشتاء"، إذ يقول الدكتور نيل بورتون أستاذ الطب النفسي، أن كثيرًا من الناس لا يبذلون جهدًا، ليس لأنهم كسالي، لكن لأنهم لم يتمكنوا من فعل ما يودون، أو لأن أعمالهم لا تمنحهم ما يكفي من الرضا والتحفيز، فلا يجدون مبررًا للتعب.

وهو ما يظهر بشدة مع حلول فصل الشتاء عندما نظل في أماكننا ولا نمتلك شجاعة رفع الغطاء الدافئ، والنهوض لعمل ما علينا من واجبات.

ويرى المتخصصون أن أبرز أسباب كسل الشتاء هو التغير المزاجي لدى البعض بسبب الشعور بغياب الشمس، الذي يؤثر على الساعة الباطنية للإنسان.

مفهوم الكسل
أشارت ورقة بحثية لـ"تومس ماديسون" حول مفهوم الكسل، إلى نموذج يوضح العوامل المؤلفة لتعريف الكسل عمومًا، وهي عبار عن مثلث متساوي الأضلاع، في أحد زاويتي:
1- القدرات والمتطلبات، وصعوبة المهمة.

2- الدافعية وبذل الجهد.

وفي زاوية القمة: الأداء، وهكذا يكون الشخص الذي يمتلك ما يكفي من القدرات والمتطلبات ولا يقوم بمهامه أو لا يقوم بها كما ينبغي حتى لا يزعج نفسه أو يبذل مجهودًا فيكون وفقًا للمفهوم العام كسولًا.

مقترح: يجب إسناد المهام الصعبة إلي الكسول لأنه يعرف كيف يقوم بها بأقل مجهود.