رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالطريقة الأوربية.. عجوز يبيع المناديل بالعتبة باستخدام الدف

جريدة الدستور


بضحكة تملأ ميدان العتبة يجلس رجل عجوز، محاولًا جذب الانتباه، بأنغام الدف أثناء بيعه للمناديل، ليكسر رتابة السؤال عند المارة والقادمين من شتى أنحاء المحافظة للتبضع من أسواق العتبة.

يبلغ، عبدالمنعم محمد، من العمر الثلاث والستون عامًا، جاء من المحلة بعد أن ترك عمله، في أحدى ورش صناعة الكراسي، جاء من مسقط رأسه عندما ضاقت عليه سبل الحياة، ليسعى في شوارع العاصمة باحثا عن لقمة عيش يترزق منها ربه.

يقول عبدالمنعم أنه أشترى الدف ليغني للمارة ليشترون منه المناديل، بعد أن شاهدها في احد الأفلام الأجنبية، والتي وجد فيها كرامة على حد قوله أثناء البيع، وليبعد نفسه عن دائرة التسول العالقة في الأذهان لبيعه للمناديل.

يبيت عبدالمنعم في شوارع ميدان الأوبرا تاركًا ميدان العتبة بعد إنتهاء فترة عمله التي يبدأها صباح كل يوم وحتى منتصف الليل، يشير عبدالمنعم لعدم نومه بميدان العتبة لوجود بلطجية كثر بالميدان يأخذون ما تحصيل عليه طيلة اليوم ويتركونه حتى بدون طعام.

يرى الرجل العجوز نفسه شبابًا بالمزيكا ويرى بها ونسًا له، يقول عبدالمنعم انه منذ صغره كان عاشقًا لآلات الإيقاع "الدف والطبلة" وكان كثيرًا يذهب إلى الموالد من وراء أبيه ليتسمع الموسيقى والعزف ويستمتع بها.

روى عبدالمنعم أنه في أحد المرات أثناء وجوده بميدان العتبه، نزل له من سيارة شرطة ضابط، واستمع لغناءه المتواضع، فكلف أحد العساكر الموجودة معه لشراء وجبة كفته فاخرة له.