رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطاعين الطرق.. «الدستور» تخترق عالم مندوبي المبيعات

جريدة الدستور

خرج محمد مرتضى، 33 عامًا، من محطة المترو القريبة لمنزله في منطقة العمرانية، أوقفه شابًا في طريقه للخروج، قائلًا له "مبروك أنت كسبت معانا زجاجة عطر مجانًا" وأعطاه الزجاجة وابتعد عنه قليلًا.

وسط استغراب من «مرتضي» مما حدث، لم تمضٍ سوى لحظات قليلة وعاد له الشاب قائلًا: "إحنا معانا جوايز كتير وأجهزة كهربائية بتاخدها بـ50 جنيه بس، وهتخربش كارت قيمته 50 جنيه فيه جوايز كتير، والجايزة إلى هتطلع في الكارت هتاخدها ببلاش، مشيرًا بإصبعه نحو بعض الأجهزة الكهربائية المركونة في جانب الشارع الملاصق للمترو ليؤكد صحة كلامه".

5 دقائق مرت على وقوف "مرتضى" بجانب مندوب المبيعات دفع خلالها أكثر من 500 جنيه مقابل خدش بعض الكروت ولم يخرج سوى بهدايا لايتجاوز ثمنها 50 جنيه.

مرتضي واحدًا من عشرات المواطنين، الذين خدعهم مندوبين مبيعات تخصصوا في النصب على المواطنين وإيهامهم بالفوز بأجهزة إلكترونية، والحصول على أموال منهم عن طريق بعض الحيل الكاذبة، دون إعطائهم شيء.

"جذبني شكل الأجهزة الإلكترونية الموضوعة في جانب الشارع والتي أشار مندوب المبيعات عليّ بمكان تواجدها، ووجدتها فرصه جيدة لأحصل على ميكروويف مقابل 50 جنيه"، استكمل مرتضي حديثه: "قلت في نفسي أكيد والدتي هتفرح بيه أوي، وقررت المجازفة خاصة أن 50 جنيه مبلغ قليل".

وتابع: "بالفعل دفعت أول 50 جنيه، وخدشت الكارت وربحت طقم توزيع خشب، فقررت الاستمرار في المحاولة مع ضغط غير واضح من الشاب، ولكن لم يحالفني الحظ هذه المرة، وظل الشاب يعطيني كروتًا أخري وأخدشها، دون أن ألحظ ما أقوم به أو كمية الأموال التي دفعتها".

استطرد: "حتى وجدت محفظتي لم يعد بها سوى 30 جنيهًا، وكنت قد خرجت من المنزل وبها ما يقرب من 600 جنيه، ولم أحصل سوى على زجاجة عطر لا يتعدى ثمنها 20 جنيه، وطقهم معالق خشب للطهي ثمنه 30 جنيه".

سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لحماية المستهلك، قالت إن المواطنين في حاجه إلى حملات توعية، بطبيعة الشركات والمنظمات المسموح لها تنظيم مسابقات بجوائز وهدايا عينية، وعدم الانجراف إلى الخداع الذي تقوم به بعض الشركات أو الشباب، الذين يخدعون المواطنين بالحصول على هدايا وفي النهاية ينتهي الأمر بجمع أموال طائلة من المواطنين مقابل هدايا رمزية أو تالفة.

وأوضحت أن الجوائز والهدايا يتم توزيعها، تحت رعاية القانون، ولا يسمح لأي شركة بتنظيم مسابقة مقابلة جوائز إلا بتصاريح من وزارة التضامن الاجتماعي، موضحة أن انجذاب المواطنين إلى الدعاية المضلة التى يقوم بها مندوبين المبيعات دليل على قلة وعيهم.

أمنية إبراهيم، 30 عامًا من محافظة القليوبية ضحية أخرى، لنصب مندوبين المبيعات، قالت: "كان أحد مندوبي المبيعات ينادي في الشارع الذي أسكن فيه على مجات للبيع، فقررت الشراء منه ووقتها صعد إلى شقتنا لأختار من بين المجات".

تابعت: "وبعد شراء اثنين منه قال أنني ربحت معه مكواه ملابس وخلاط، فرحت كثيرًا بالهدية رغم علمي أن ماركتهم غير جيدة ولن يكونوا بكفاءة الأجهزة التى استخدمها، ولكن قٌلت أنها هدية ولن أدفع فيها جنيهًا واحدًا فلن تضر".

وأضافت: "ثم قال لي أن هناك جائزة أخري أكبر ولكنها مقابل 1200 جنيه، وهي ثلاجة وتليفزيون ولاب توب وكتب عقدًا وكتب رقم بطاقته به ووضع بصمته وإمضاءه، وقال أن هناك شرطًا للحصول عليهم وهو عندما تصلني بعد ثلاثة أيام سيأتي مندوبين من الشركة، ويقوموا بعمل دعاية أمام البيت طوال اليوم، ونطلب من الجيران مشاهدة المنتجات التى حصلنا عليها هدية فوافقنا".

واستطرد: "مرت أكثر من شهر وليس ثلاثة أيام كما قال لنا ولم نحصل على شئ، واكتشفنا في النهاية أن الـ1200 جنيه الذين دفعناهم مقابل المكواه والخلاط اللذان أوهمنا أنهم هدية، ولاتوجد أجهزة أخري".

رئيس الاتحاد النوعي لحماية المستهلك، أشارت إلى أن مندوبين المبيعات الذين يكون هدفهم النصب على المواطنين منتشرين في كل الشوارع، ويتعاملون مع أغلب المواطنين لكن لاينجذب لهم إلا قليلي الوعي، ولايستطيع جهاز حماية المستهلك إعادة الحقوق إلى أصحابها، لأن المواطن لا يحصل مقابل الأموال التى يدفعها على فاتورة أو إيصال يثبت أن تعرضه للخداع.

وأضافت جهاز حماية المستهلك لا يستطيع منع تواجد هؤلاء الشباب، ولكن على المواطنين إبلاغ الشرطة عن أماكن تواجدهم حتى لايتعرض غيرهم للنصب.

الهام محمد، طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة، تعرضت ووالدتها للنصب من أحد مندوبي المبيعات، قالت: "في أحد الأيام طرق بابنا أحد مندوبين المبيعات وكان يبيع بعض السلع المنزلية والمنظفات واشترينا منه بعض المنظفات، وقال أننا ربحنا ثلاجة وتليفزيون من الشركة مقابل رفع 2000 جنيه".

أضافت: "أمي أغراها العرض خاصة بعد أن كتب بيننا عقد به، ومضي على استلام 2000 جنيه مقابل ثمن الثلاجة والتليفزيون الهدية، وترك معنا العقد ورحل على وعد بأن يعود بعد إسبوع لتسليم الأجهزة".

وتابعت: "لم نره من يومها وأخذ الـ2000 جنيه مقابل بعض المنظفات التى دفنا ثمنها مسبقًا، واكتشفنا أن رقم بطاقته الذي كتبه في العقد ناقص بعض الأرقام".

خاضت "الدستور" مغامرة الشراء من أحد مندوبي المبيعات والذين يقفون بصورة دائمة أمام محطة مترو الجيزة، على بعد أمتار قليلة من المحطة يقف 5 شباب يختارون بعناية زبائهن الذين سيقومون بخداعهم، فأدعت "معدة التحقيق" أنها تسأل على سعر أحد الأفران الكهربائية الموضوعة على سيارة صغيرة، في أحد جوانب الشارع والتي يخدعون زبائنهم أنها هدايا مجانية.

فاتجهت إليهم معدة التحقيق وسألتهم عن سعر جهاز "الميكروويف"، فقالوا أنه ليس للبيع ولكنه هدية لمن يفوز به، وبالاستفسار منهم أكثر قال أحدهم بأنه مندوب لإحدى شركات الدعاية ومعه مجموعة من الكروت كل كارت به جائزة وسعر الكارت الواحد 50 جنيه، وبعد خدشه يحصل صاحب الكارت على الهدية المكتوبة أسفل الكارت.

وبسؤاله عن نوع الجوائز قال أنها جميعها أجهزة حديثة تتنوع بين ميكروويف وكواه ملابس ومكواه للشعر وخلاط، فتركتهم معدة التحقيق مع ضحية أخري يستوقفوها من أمام محطة المترو.