رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صورة وتعليق.. العذراء المعزية باليونان

جريدة الدستور

توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου "دغل الفتى" في جبل آثوس، وللأيقونة قصة في التاريخ الكنسي، تنص على أنه في سنة 807 اقتربت عصابة لصوص من الجبل تنوي الدخول إلى الدير عندما يفتح أبوابه في الصباح من أجل نهب ثرواته الكثيرة والفتك برهبانه.

إلا أن السيدة العذراء حارسة الجبل لم تسمح بتحقيق غاية اللصوص، ففي الغد سمع رئيس الدير في الكنيسة صوتًا يقول له: "لا تفتحوا اليوم أبواب الدير بل اصعدوا إلى السور واطردوا اللصوص"، فاضطرب وذهب إلى مصدر الصوت إلى أن اقترب من الأيقونة التـي كانت على الحـائط الخارجي للكنيسة، فأمعن النظر فيها.

فبدت له منها أعجوبة مدهشة ألا وهي أنه رأى رسم والدة الإله ورسم طفلها على يدها قد انتعشا، فبسط الطفل الإلهي يده على فم أمه وأدار وجهه إليها وقال لها: "لا يا أمي لا تقولي لهم هذا بل دعيهم يعاقبون". ولكن والدة الإله، أعادت قولها للرئيس مرتين وهي مجتهدة في إمساك يد ابنها وربها وفي تحويل وجهها عنه إلى الجهة اليمنى.

تخشع الرئيس ونادى الرهبان وقصّ عليهم ما حدث له معيدًا ما قالت والدة الإله، وما قال لها ابنها الرب يسوع بسبب كسلهم وتوانيهم في الحياة الرهبانية، ولاحظ الأخوة أن رسم العذراء ورسم ابنها الإلهي وهيئة الأيقونة بشكل عام قد انقلب عكس ما كانت عليه. فعظموا الرب وتعاهدوا على السلوك حسنًا بجدّ ونشاط في حياتهم الرهبانية. وصعدوا إلى السور فدفعوا هجوم عصابة اللصوص.

بقيّ رسم والدة الإله ورسم ابنها الإلهي حتى الآن على المنظر ذاته الذي تحوّلا إليه عندما تكلّما أمام رئيس الدير. أي بقيّ وجه العذراء محوّلًا إلى كتفها الأيمن ووجه طفلها متجهًا إليها.