الأنبا إنجيلوس يكتب: لماذا نُكرم العذراء؟
في إيماننا الأرثوذكسي نحن نُكرم القديسة العذراء مريم، ونُكرس صومًا باسمها يمتد لمدة أسبوعين نصلي فيهما صلوات يومية، من رفع بخورعشية مع مدائح وتماجيد للعذراء وقداسات يومية.
فلماذا نُكرم العذراء؟؟
هل فقط لأننا نُحبها؟
أم هل لأنها أطهر نساء العالمين؟
في الحقيقة ليس لذلك فقط ولكن نحن نكرم العذراء لأسباب كثيرة منها:
1-لكي لا نفقد تاريخية التجسد الإلهي:
فالعذراء دليل حقيقي على انتماء الله للإنسانية من جهة ولادته العذراوية منها واحتضانها له كوليد صغير نما قليلا قليلا بشبه البشر.
2-لكي لانفقد الدليل على تواضع الله وتنازله:
تنازل إلهي لايوصف دليله العذراء، إذ ان الله الكلمة الأزلي صار جنينا في أحشاءها وحُبل بهع في البطن البتولى وصار حامل الكل بكلمة قدرته يُحمل على ذراعيها، ومغذي الكل بنعمته يرضع من ثدييها..هناك الكثيرين الذين لا يستطيعون تصور هذا التنازل.
3-معاملة المرأة واعطاؤها كرامتها:
عندما نكرم العذراء نحن نتذكر ما صنعه التجسد الإلهي منها في المرأة، بأنه أعاد إليها كرامتها التي فقدت على مدى أجيال كثيرة منذ أمنا حواء إلى العذراء مريم، فقد كانت المرأة في القديم مثال للنقصان وللإهانات ولكن عندما اختار الله العذراء وأرسل ابنه ليولد منها رفع شأن المرأة وأعاد إليها كرامتها العظمى.
لذلك نحن نكرم العذراء لتذكر هذه الأمور، بالإضافة إلى شفاعتها القوية عن جنسنا أمام الله، بركة أمنا العذراء تكون معنا جميعا وتبارك شعب مصرنا الحبيبة وكل عام وانتم بخير.
الأنبا إنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية
