رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حزب الكنبة".. حكايات خاصة لـ"سيدات" شاهدن الثورة من منازلهن

جريدة الدستور

"توسطت الكنبة الميدان وجلست عليها سيدتان قاربا الستين من عمرهما يهتفون وسط الشباب إرحل.. إرحل.. يسقط حكم الإخوان"، تردد معهما زينب ربة منزل 55 عامًا، الهتافات وهي تجلس على كنبة تشبه مثيلتها في الميدان ولكنها أمام شاشة التليفزيون في منزلها".

"كنت أعيش نفس حالتهما لكنني لا أستطيع النزول إلي الميدان"، أوضحت زينب من مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، قائلة: "زوجي وأبنائي يخشون علي من الازدحام فحالتي الصحية لا تسمح بالوقوف تحت حرارة الشمس، بالإضافة إلى أنهم كانوا يخشون رد فعل قاسي من الإخوان ضد المتظاهرين، لكنني كنت أردد مع المتظاهرين الهتاف وأصلي وأدعو الله أن تمر هذه الأيام على خير ونحقق هدفنا برحيل مرسي".

زينب كانت واحدة من سيدات حزب الكنبة اللآتي قررن المشاركة في الثورة لكن من منازلهن؛ لأسباب كثيرة، "الدستور" في الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو، والتي أطاحت بحكم الإخوان عام 2013 تحدثت مع سيدات حزب الكنبة الذين عايشوا الثورة في منازلهن وكيف يرون التغييرات التي حدثت في مصر مؤخرًا.

زينب: رددت الهتافات من الثوار وكنت أصلي وأدعو لهم
"يسقط يسقط حكم الإخوان ظللت أرددها كلما جلست أمام شاشة التليفزيون أشاهد فيها الثوار في مختلف ميادين مصر" استكملت زينب حديثها، كنت أتمني أن أكون معهم بالميدان فمشاهدتهم بالميدان كان تسعدني وفي نفس الوقت كنت أخشى عليهم من الإخوان الذين كانوا يظهرون في كل القنوات يهددونهم بالعنف.

تضيف: "وقت إعلان الرئيس السيسي والذي كان وقتها وزيرًا للدفاع مهلة للإخوان للرحيل وتعطيل الدستور، أحسست بأن وقت الفرج قد حان وعلمت بأن الجيش لن يخذل المصريين أبدًا رغم أكاذيب الإخوان وقتها بأن الجيش سيقف معهم ضد الثوار".

وتابعت زينب: "بلدتي كان بها الكثير من الإخوان الذين عاشوا معنا عشرات السنوات، لكنهم في فترة تولي مرسي الحكم تغيروا في المعاملة معنا فكانت كلمتهم الدائمة لنا البلد ده بتاعتنا احنا ومحدش يقدر يشيل مرسي من مكانة، الحمد لله إننا خلصنا منه ومنهم".

رشا: خشيت النزول وقتها وندمت بعد نجاح الثورة
"رغم أنه كان عام واحد ولكنه مر كأنه العشرات فوضع البلد انقلب رأسًا على عقب وكنت أخشى النزول في الشارع فكم من مرة أوقفني أحد الرجال ونهرني على طيقة لبسي وهو مالم يحدث معي أبدًا من قبل ووقتها علمت أنهم إذا ظلوا بالحكم سيأخذوا مصر إلى الخلف"، تقولها رشا محمد 35 عامًا، التي كانت تخشى النزول من الإخوان.

تابعت: "كل ما يحدث من التليفزيون وملأت إستمارة تمرد قبلها وطلبت من أهلي الإنضمام للحركة لأنني كنت أرفض وجود الإخوان في الحكم، ويوم نجاح الثورة ندمت على عدم المشاركة".

واستطردت رشا: "عندما أتذكر وقتها ما كان يحدث وقت حكم الأخوان أحمد الله على وقوف الجيش بجانب الشعب لأنه لولاه ماكنا تخلصنا من هذه العصابة" موضحة أن الوضع الآن فى مصر لا نستطيع أن نقارنه بفترة حكم الإخوان لأنه لايجوز المقارنة بين الثواب والخطأ.

وأضافت إذا كانت الأسعار مرتفعة قليلًا فأنا واثقة أنها مع الوقت ستعود لطبيعتها، وأشاهد المشروعات الضخمة التى تبنيها الدولة الآن وأنا أشعر بالفخر، فهذه المشروعات ستقود مصر إلى الأمام.

مني: مصر منتظرة الآن من جميع أبناءها الوقوف بجانبها
"كنت بدعي لمصر وأنا في البيت"، بهذه الكلمات عبرت منى فتحي، ذات الأربعين عامًا، ربة منزل، عن حبها الكبير لمصر، والذي امتزج خوفها على الوطن بالدعاء له، تقول: "التزمت المنزل أثناء ثورة يونيو، ولكن كنت بدعم الشباب من بيتي بالصلاة والدعاء لهم ولمصر؛ وذلك من شدة خوفي عليهم من تبعات الثورة، أو من رد فعل جماعة الإخوان في هذه الأثناء".

تضيف السيدة: "أنا كنت من اللي بيتقال عليهم "حزب الكنبة"، ولكن كنت متابعة جيدة بأحداث الساعة، وما يحدث في الشارع، وإلى أين وصلت نتائج الثورة، كما أني لست غافلة عن الأعداء الذين يتمنون السوء لمصر؛ ولأجل هذا كنت دائمة الدعاء، وربنا استجاب لدعاءي أنا وبقية المصريين وحفظلنا مصر، وأصبحنا من أفضل البلاد".

واختتمت: "مصر منتظرة الآن من جميع أبناءها الوقوف بجانبها، بالكد وبالعمل والصبر، فضلًا عن أن أهمية عدم تصديق أي شائعات أو فتن كاذبة في الوقت الراهن؛ لأنها قد تؤدي إلى تضليل المصريين عن تحقيق مجدهم".

صباح: مصر تخلصت من غمة الإخوان والسيسي قادر على النهوض بالدولة
لم يختلف رأي "صباح"، خمسينية، موظفة، عن بقية السيدات اللاتي التزمن المنزل، وتفضيلهن متابعة ما يجري في الثورة والبلد عن طريق شاشة التليفزيون فقط دون المشاركة في هذه لأحداث.

"مصر عرفت طعم الفرحة بجد بعد ثورة يونيو"، هكذا ترى "صباح" الوضع في مصر بعد انتهاء الثورة، خاصة بعدما شاهد الجميع نتاج ثورة 30 يونيو، وطفرة المشروعات القومية العظيمة التي لم ترها البلاد منذ زمن.

تضيف صباح: "الفرح لم يسع قلوب المصريين بعد نجاح ثورة يونيو، الجميع كان يتمنى هذه اللحظة بفارغ الصبر، وانتظرنا كثيرًا لزوال الغمة عن مصر، والتخلص من أعداء الوطن الذين كانوا يسيرون بنا في طريق مظلم، لولا قدوم الرئيس السيسي الذي أنقذ البلاد من هذا السيناريو المخيف".

واختتمت السيدة مشيدة بالمشروعات القومية، قائلة: "مصر الآن لديها شبكة طرق وكباري ليس لها مثيل، ومدن جديدة وعمران بهيج يتحدث العالم أجمع عنه، فضلًا عن الاستثمارات التي سيجني ثمارها أولادي ويهنئون بها".