رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع نهاية عام2018 (2)


مع نهاية عام 2018 تتصاعد الحركات اليمينية المتطرفة (والتى لا تقبل الآخر وتعتمد على التمييز والتعصب والعنصرية والنازية والفاشية) على مستوى العالم ضد المهجرين والسود الزنوج من أصل إفريقى وخاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية ازدادت هذه الظاهرة مع صعود ترامب للرئاسة كما ازدادت فى البلدان الأوروبية ومنها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والنمسا وهولندا بجانب انتشار الجماعات الأصولية المتشددة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"والذى هو صناعة أمريكية بامتياز بجانب بعض الدول التابعة لأمريكا والتى تساند التنظيم بالعدة والعتاد والأفراد المدربين على أعمال إرهابية وتوحشية وتمده بالتمويل ومنها دول تركيا وقطر.
وفى الفترة الأخيرة تبنى هذا التنظيم عددا من أعمال القتل والتفجير والتدمير فى البلدان الأوروبية. وهاهى أمريكا بعد ترؤسها تحالفا دوليا من 72 دولة للقضاء على داعش فى سوريا والعراق يعلن رئيسها قرارا فرديا بانسحاب قواته من سوريا (أكثر من 2200 جندى من القوات الخاصة) بزعم أنه انتصر على التنظيم.مما أدى إلى غضب فرنسا والدول المتحالفة معه من الانسحاب المفاجىء. كما أدى هذا القرار المفاجىء إلى تساؤلات حول إعطاء ضوءا أخضر لإسرائيل للتصرف بحرية على الساحتين السورية واللبنانية. ولابد من الإشارة إلى أنه مع نهاية العام ستبدأ أمريكا فى الخروج من أفغانستان وسوريا بعد صرف 700 مليار دولار دون أى مكسب وهزمت المقاومة والصمود السورى المشروع العدوانى الأمريكى فى الشرق الأوسط.
وفى نفس الوقت تمتد الحركات المتطرفة فى دولنا العربية (جبهة النصرة وداعش والقاعدة) وتستمر فى ارتكاب أعمالها الإرهابية هذا غير التنظيمات التابعة للإخوان المسلمين والسلفيين الجهاديين والجماعة الإسلامية والتى يحرض أعضاؤها فى مصر على التمييز دينيا ومذهبيا وعدم قبول الآخر وتكفيره وقتله مما يهدد قيام دولة مدنية يسودها مبدا الدين لله والوطن للجميع دولة تقوم على المواطنة والمساواة أمام القانون.وتستمر تلك الجماعات فى ارتكاب جرائمها واعتداءتها فى البلدان العربية فى تونس والجزائر والعراق وليبيا وسوريا بجانب الحرب المشتعلة فى اليمن والتى أدت لقتل الآلاف من الشعب اليمنى الرجال والنساء والأطفال جراء الحرب والمجاعات والأوبئة مع نقص الغذاء والدواء.
مع نهاية عام 2018 تتضح المخططات الأمريكية الصهيونية التى تسعى على قدم وساق لتصفية القضية الفلسطينية وتصفية قضية عودة اللاجئين إلى ديارهم وذلك بصدور قانون "القومية اليهودية" والذى ينص على قيام دولة لليهود فقط على أرض فلسطين المحتلة وعاصمتها القدس مع صدور قرار أمريكى يعترف بالقدس العاصمة الأبدية لإسرائيل ونقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس.وكل هذه القرارات غير المشروعة بجانب ارتكاب العدو الصهيونى لجرائم حرب يومية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل الذى ينتفض منذ 30 مارس 2018 كل جمعة فى مسيرات العودة الكبرى.وتستمر مقاومة الشعب الفلسطينى وتسيل دماؤه الطاهرة لشهدائه حماية للأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية بالتوازى مع عار هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيونى ومع استمرار الانقسام الفلسطينى فى الداخل الذى يُضعف المواجهة الباسلة ضد العدو الغاصب.
ومع نهاية العام تزداد إسرائيل توحشا بمزيد من قتل الأطفال واعتقالهم حيث يوجد أكثر من 400 طفل فى سجون الاحتلال بجانب آلاف الأسرى من النساء والرجال مع استمرار هدم منازل أصحاب الأرض الفلسطينيين وعمل حواجز على الطرق وزيادة البناء والتوسع للمستوطنات الصهيونية
ومع ازدياد المشاكل والأزمات الداخلية لحكومة نتنياهومع استقالة عدد من الوزراء ومع الاتهامات الموجهة بالفساد له وفشل استقرار الحكومة الائتلافية يلجأ نتنياهو إلى حل الكينيست وإجراء انتخابات مبكرة مع اتخاذ سياسات لإنقاذ حزبه وضمان النجاح فى المرحلة القادمة منها عملية درع الشمال باكتشاف نفقين على الحدود مع لبنان وتصعيد الاتهامات ضد حزب الله وإعلانه مدينة رام الله منطقة عسكرية مغلقة ونشر حواجز عسكرية على مداخل القرى واقتحام المنازل واعتقال الفلسطينيين واغتيال عدد منهم برصاص العدو وسقوط مزيد من الشهداء مع نهاية عام 2018 ومرور سبعين عاما على النكبة واستمرار مقاومة شعب الجبارين.
مع نهاية عام 2018 وبداية عام جديد الأمل فى الشعوب الرافضة للتطبيع مع العدو الصهيونى والمساندة والداعمة للمقاومة الفلسطينية والمساندة للشعوب الحرة ضد المخطط الأمريكى الصهيونى الرجعى العربى لإضعاف بلداننا وجيوشنا وتفتيتها وضمها فى أحلاف مشبوهة تعمل لصالح مصالح الدول الرأسمالية المتوحشة وعلى رأسها أمريكا ولصالح أمن الكيان الصهيونى. الأمل فى جبهة شعبية عربية ضد أعداء الوطن.