"أقباط مصر" تشارك فى احتفالية "المولد النبوى" بملتقى الهناجر
وسط حضور جماهيرى كبير وأجواء من المحبة والسلام، شارك القس بولا فؤاد رياض، كاهن كنيسة مارجرجس بالمطرية، أمس الجمعة، في احتفال ملتقى الهناجر الثقافي بالمولد النبوي الشريف، الذي يقيمه قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا، وبدأت الاحتفالية بالسلام الجمهوري أعقبه تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم من القارئ الدكتور إيهاب البدري.
وقالت الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد، مدير ومؤسس الملتقى، إن الله وصف سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم) بأنه على خلق عظيم وأرسله رحمة للعالمين، فجمع بين الرحمة والأخلاق فالرحمة هي أنبل وأرقى المشاعر الإنسانية، ورسولنا الكريم أخلاقه هي النموذج الوحيد القدوة والمثل الأعلى لكل بشر، وفى هذه الذكرى العطرة للحبيب المصطفى نتذكر كل القصائد التى قيلت فى مديح سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم) ونتذكر معا السيرة العطرة لنتخذها أسوة حسنه وقدوة ونتعلم ونتدبر كل ما فيها، ونتذكر اليوم معا ونحن فى أمس الحاجة إليها، ما قاله الرسول الكريم فى خطبة الوداع "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنتي".
"بسم الله الواحد" كانت بداية كلمة القس بولا فؤاد رياض، وقال بسم الله الذى نعبده جميعًا، ونحن نجتمع فى هذه المناسبة بروح الحب، فالمحبة هى أساس كل بنيان، المحبة طريقنا إلى معرفة الله "الله محبة" من هذا المنطلق جئت إلى أخوتى فى الإنسانية والوطن، كى أشاركم احتفالكم بالمولد النبوى، كل سنة وأنتم طيبين، واختتم كلمته بتوجيه التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، ولفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ولكل شعب مصر.
وقدم الشيخ الدكتور مظهر شاهين، من علماء الأزهر الشريف، التهنئة أيضا للقس بولا وللأخوة المسيحيين، بمناسبة مرور خمسين سنة على إنشاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مشيرًا إلى أن قداسة البابا تواضروس رفض أن يقيم أى احتفالية من أجل حداد الكنيسة على أرواح شهداء المنيا، وقال شاهين إننا نقدر هذا الموقف ونحن كمصريين نتقدم لأخوتنا المصريين بأسمى آيات التهانى بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وتابع شاهين، اليوم نحتفل بالمولد النبى (صل الله عليه وسلم) وبهذه المناسبة العطرة يحتار الفرد منا عن أى شىء يتحدث، فالموضوعات كثيرة التى تتناسب مع هذه الليلة ولا تحصى ولا تعد، هل نتحدث عن رحمة رسول الله، ولا إنسانيته، ولا اعتداله، ولا رحلته والمشقة التى رأها فى هذه الرحلة، فدعونى أخطف من كل بستان زهرة، قال الله "واعلموا أن فيكم رسول الله" اعلموا أن بين أظهركم رسول الله فعظموه ووقروه، وتأدبوا معه، وانقادوا لأمره، فإنه أعلم بمصالحكم، وأشفق عليكم منكم، ورأيه فيكم أتم من رأيكم لأنفسكم، فالقرآن صالح لكل زمان ومكان، رسول الله جوانا وفينا ومعانا رغم أنه متوفى ولكن فيكم بمعنى بأخلاقه، وذكر شاهين أحاديث نبوية وآيات من القرآن الكريم تشير إلى الحب والمودة والإنسانيه والرحمة، ومنها ما تشير أيضًا إلى أخلاق سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم) التى نتعلم منها كيفية تعامل أفراد المجتمع مع بعضهم.
وأكد الدكتور إبراهيم رضا، من علماء الأزهر الشريف على ضورة اتخاذ كتاب الله وسنة حبيبنا محمد (صل الله عليه وسلم) نبراسا وقدوة، ولقد احتفل الرسول الكريم بمولده من قبل، فعندما سئل الرسول (صل الله عليه وسلم) عن سبب صيام الإثنين فقال ذاك يومًا ولدت فيه، وعندما ذهب رسول الله إلى المدينة وجد اليهود يحترموا ويجلوا يوم عشوراء ويصوموه، فسأل عن سبب الصيام، فقالوا هذا اليوم الذى نجى فيه موسى من فرعون، فقال الحبيب محمد نحن أولى بموسى منهم وصام (صل الله عليه وسلم)، ونحن اليوم نحتفل بمولد الحبيب أفضل ما نقدمه الليلة، هو الدعوة للعودة إلى أخلاق رسول الله، لو عدنا إلى أخلاق النبى وتواضعه واستقامته وعفوه وأدبه وحواره لتحولت الدنيا إلى جنة.
وألقى الشاعر الكبير عبدالعزيز جويدة، إحدى روائعه الشعرية، وكانت قصيدة فى حب المصطفى تحمل عنوان "أحبك يا رسول الله"، التى نالت إعجاب السادة الحضور وبكى جويدة فى كل لحظة كان ينطق فيها بحب الرسول واشتياقه له.
وتخلل الملتقى مجموعة من الأغانى الدينية والابتهالات قدمها المنشد محمود التهامى نقيب المنشدين، بمصاحبة بطانته وفرقته الموسيقية، منها "قمرٌ سيدنا النبى، الحب دينى"، كما تغنى منشد دار الأوبرا مصطفى النجدى، بباقة من الأغانى الدينية منها "ولد الهدى، أدعوك يا سمع دعائى".