رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علاج نفسي لـ«بائعة دمياط».. ومحاسبة المسئولين عن إهانتها

جريدة الدستور

- المحافظة: إجراءات رادعة ضد المتورطين.. ورجال أعمال يتبرعون بحمولتى بضائع لمساندتها

أثار مشهد الاعتداء على بائعة خضروات جائلة، وإلقاء محتويات عربتها على الأرض، بسوق شارع ٦٣ بمدينة رأس البر، على يد حملة للإشغالات والمرافق، غضبًا واسعًا فى الشارع الدمياطى، خاصة بعد انتشار صور الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعى.

وشن مجلس مدينة رأس البر حملة لإزالة الإشغالات أمس الإثنين، فى سوق ٦٣ بالمدينة، ووجد أفرادها البائعة «كريمة حمدان سعد»، تقف بعربتها لبيع الخضروات، فقلبوا حمولتها وبعثروها على الأرض.
وطالب مستخدمو «التواصل الاجتماعى»، باتخاذ إجراءات عقابية ضد القائمين على الحملة، لعدم مراعاتهم ظروف البائعة، وتدمير بضاعتها، ما أدخلها فى نوبة بكاء حادة.
من جانبها، قالت كريمة: «أنا واقفة فى السوق بتاع ٦٣ ومعايا عربية زق، وركناها على جنب، وعليها شوية خضار عبارة عن بطاطس وطماطم وغيرها، ولما عرفت إن الحملة جاية، جريت فى الشوارع الجانبية، لكن أفرادها شافونى وقعدوا يجروا ورايا».
وأضافت البائعة فى تصريحات: «رئيس المجلس قال لرجال الحملة، روحوا هاتوها، فجريت ورحت عند بيتى، لكنهم تابعونى ووصلوا عندى، وقلبوا العربية، وألقوا الخضار على الأرض، وجوزى لما عرف حاول يقنعهم بأنهم يوقفوا».
وتابعت: «حاولت أطلع فوق العربية علشان أثبتها لكن قلبوها، فجريت على رئيس المجلس، وقعدت أترجاه قدام الناس كلها يسيب العربية والميزان، وحلّفته يسيب لى العربية، ومش هاقف تانى، فرفض».
وذكرت: «أنا لا أعلم من اعتدى علىّ، ولكننى توسلت لأفراد الحملة بألا يزيلوا الفرشة وأن يتركونى ويرحلوا، وبعدها طلبت أن أنقلها بنفسى، ففوجئت بهم يلقونها أرضًا، وتعدى أحد أفراد الحملة علىّ بقدميه، وكان طفلى بجوارى وخشيت عليه، ولم أتمالك نفسى ودخلت فى نوبة بكاء».
وأضافت: «تواصل معى الكثير من رجال الأعمال والبعض أصر على ألا ينقضى اليوم وأنا حزينة على الخسائر، وجاء لنا أيضًا ضابط شرطة، وجبر خاطرنا وأكد لنا متابعة مدير الأمن للواقعة».
من جهته، قال رمضان محمد، زوج البائعة، إنه وقرينته يعيشان على مبيعات الخضروات، ولا يملكان بديلًا آخر للاسترزاق.
ونفى محمد فى تصريحات، اعتداء أى من ضباط الشرطة على زوجته، موضحًا أنها كانت تتوسل لرئيس الوحدة المحلية بألا يزيل الفرشة، لكنه اعتدى عليها وركلها بقدمه، وطلب من قوات الأمن إيداعى فى سيارة «البوكس» واحتجازى.
وأضاف أنه لا يوافق على استغلال الواقعة لتشويه صورة البلد، مشيرًا إلى أن العديد من رجال الأعمال والشخصيات العامة تواصلت معه، لتقديم مساعدات وإصلاح أى خسائر، متابعًا: «نحن نعيش على الحلال فقط ولا نريد غيره».
فيما استنكرت الدكتورة منال عوض ميخائيل، محافظ دمياط، الواقعة، وأمرت بإحالة المسئولين عنها للتحقيق، مشيرة إلى أنها ستتخذ كل الإجراءات الرادعة ضد المسئولين عن ترويع البائعة.
وأوفد اللواء طارق مجاهد، مدير أمن دمياط، ممثلًا عنه إلى بائعة الخضروات، من أجل علاج الأثر النفسى الذى تركه التصرف المشين لدى السيدة.
كما قرر عدد من رجال الأعمال بدمياط، مساعدة البائعة، عبر توفير حمولتى سيارتين من الخضروات لها، فيما تبرع آخر بمبالغ مالية لمساعدتها، وتوفير مقر لها لبيع بضاعتها من خلاله.