دراسة: ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد توقف مرض "الخرف"
قد يكون بطل ألعاب الفيديو "سوبر ماريو" هو المفضل لدى الأطفال والمراهقين، لكن اتضح أنه أيضا وسيلة فعالة لحماية أحد أثمن ما يمتلكه الإنسان، ألا وهو الذاكرة، حيث أشاد العلماء فى دراسة حديثة بألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد 3D كعلاج ناجح في حماية فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر أو الخرف.
ورغم أن هناك دراسات سابقة أشارت إلى أن الكلمات المتقاطعة والألعاب الذهنية تعد وسائل لتعزيز الوظيفة الإدراكية، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها طرح ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد كوسيلة لمقاومة فقد الذاكرة.
خلال هذه الدراسة، خضع المتطوعون لاختبارات الذاكرة قبل وبعد أسبوعين من ممارسة ألعاب الفيديو لمدة نصف ساعة يوميا. ثم عرضت على المتطوعين "اللاعبين" صورا من حياتهم اليومية، وطلب منهم أن يتذكروا ما إذا كانت بعض الصور قد تم تغييرها عن المرة الأولى التي شاهدوا فيها الأشياء اليومية. وكان اللاعبون أكثر قدرة على التعرف على هذه الأشكال بالمقارنة مع غير اللاعبين.
واكتشف الباحثون أن المتطوعين الذين يلعبون لعبة "سوبر ماريو" ثلاثية الأبعاد تحسنت ذاكرتهم في الاختبارات بنسبة 12٪ تقريبًا، مقارنة بغيره ممن تتراوح أعمارهم بين 45 و70 عاما.
ويعتقد أن ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد تحفز جزءا من الدماغ يطلق عليه "قرن آمون" أو "حصان البحر" أو "الحُصيْن"، وهو الجزء الذى يلعب أدوارًا مهمة في دمج معلومات الذاكرة قصيرة المدى مع الذاكرة طويلة الأمد، ويحتفظ بالمعلومات الخاصة بالأماكن والتي تمكّن الشخص من التجوال. وفى مرض الخرف والزهايمر فإن "الحصين" هو أحد المناطق الأولى في الدماغ التي تعاني من الضرر.
وأوضح العلماء أن ممارسة ألعاب الفيديو ثنائية الأبعاد مثل Angry Birds ليس له نفس التأثير على الذاكرة.
وأشار الدكتور داني كليمنسون بجامعة كاليفورنيا إلى أن الألعاب ثلاثية الأبعاد 3D تحتوى على عدد قليل من الأشياء التي لا تحتويها الألعاب ثنائية الأبعاد. فلديهم الكثير من المعلومات المكانية لاستكشافها. وهى أكثر تعقيدا بكثير، وبها الكثير من المعلومات للتعلم، وفي كلتا الحالتين فإن هذا النوع من التعلم والذاكرة لا يحفز فقط ولكن يتطلب حصين. "
أما الدكتور كريج ستارك - المؤلف المشارك في الدراسة - وهو أيضًا من جامعة كاليفورنيا فقال: إننا لا نستطيع السفر في جميع أنحاء العالم في إجازة، لكن يمكننا أن نفعل الكثير من الأشياء الأخرى لإبقائنا نشطين ولدينا معرفة جيدة. وقد تكون ألعاب الفيديو طريقًا جيدًا وقابلًا للتطبيق.
هذه ليست الدراسة الأولى التي تبرز فوائد ألعاب الفيديو جيم، فقد أثبتت هذه الألعاب أنها تعمل على تحسين التنسيق بين اليد والعين ووقت الاستجابة.
