رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فريد شوقي وجمال عبد الناصر.. كلاهما حارب على طريقته

فريد شوقي وجمال عبد
فريد شوقي وجمال عبد الناصر

من مفارقات القدر أن أول ظهور لفريد شوقي على الشاشة لعب دور ضابط مباحث، وذلك في فيلم (ملاك الرحمة 1946) ليوسف وهبي، ثم راح يتقمص شخصية الشرير في أكثر من خمسة وعشرين فيلما حتى عام 1952.

كانت كلها أدوار نمطية لا تكشف حجم موهبته، فهو قابع في كباريه أو بار يتجرع الخمر، ويسطو على أموال الراقصات، ويدبر المكائد للبطلة أو البطل، ويرفع حاجبه الأيسر منذرا ومتوعدا، ثم يقسم - كذبا - بشرف أمه!.

وجاء اليوم الذي اقتنع به صلاح أبو سيف ومنحه البطولة المطلقة في (الأسطى حسن) الذي عرض للمرة الأولى في 23 يونيو من عام 1952.

ثم توالت بطولات شوقي بعد ذلك حتى يمكن القول إنه أحد أهم علامات حقبة الخمسينيات، وقد ترافق صعوده السينمائي مع صعود جمال عبد الناصر في عالم السياسة، ففريد شوقي في الأفلام يقهر الشر ويقاومه.

عبد الناصر في الواقع يحارب الظلم ويقاوم الاستعمار، وكأنهما صنوان. واحد في الحلم - أي على الشاشة - والآخر في الواقع، وهكذا نال فريد شوقي لقب (وحش الشاشة) عن جدارة، وذلك كما جاء في كتاب " السينما المصرية... 50 عامًا من الفرجة" لمؤلفه الروائي والصحفي ناصر عراق.