رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تواجه وزارة الصحة الشائعات؟


تتعلق معظم الشائعات على منصات «السوشيال ميديا» بالقطاع الصحى، عن طريق تصريحات مفبركة منسوبة لكبار المسئولين عن الصحة فى مصر، وعلى رأسهم الوزيرة، خاصة منذ قرارها الخاص بـ«السلام الوطنى»، ما يثير التساؤل: لماذا تستهدف الشائعات هذا القطاع بالتحديد؟ ومن المستفيد؟
مراجع علم النفس تقول إن الشائعات إحدى أهم أدوات الحرب النفسية، و«السوشيال ميديا» هى أحدث أساليبها، وفى مقدمة دراسة أجراها رائدان بالجيش الأمريكى لنيل درجة الماجستير فى حروب المعلومات، دارت حول مفهوم الشائعات وكيفية تحليلها، وأثبتت أنه رغم قوتها فى خداع المواطن وقدرتها على التأثير، إلا أن العقيدة العسكرية الأمريكية لم تستطع مواجهتها بفاعلية.
وتخوض مصر، منذ ٢٥ يناير ٢٠١١، حروبًا نفسية شديدة التعقيد والخطورة بغرض إسقاط الدولة وإفشالها وتصدير حالة من اليأس والطاقة السلبية المؤدية إلى الفوضى، من ضمنها الشائعات الصحية التى تتحدث عن انتشار أوبئة وحالات تسمم مجهولة السبب، بالإضافة إلى تضخيم نقص مستلزمات طبية وشائعات عن فساد ألبان الأطفال وفساد الأدوية واستغلال أى أزمة فى نشر معلومات مغلوطة وأرقام غير صحيحة، بهدف أن يفقد المواطن الأمل والثقة فى العلاج والطبيب، ثم تحدث حالة من العداء بين المواطنين والعاملين فى مجال الصحة.
بعد ٢٥ يناير، ظهرت مستشفيات جامعية كبرى تغلق أبواب الاستقبال نتيجة تكسيرها من قبل أهالى المرضى، وتكررت حالات الاعتداء على الأطباء بشكل فوضوى غير مسبوق، مما يوضح أن ذلك مخطط لهدم المنظومة الصحية وإظهار الدولة على أنها فشلت فى إدارة القطاع الطبى، ومعلوم أن إفشال الدول يكون عن طريق عمليات استخباراتية ممنهجة ومدبرة من أجهزة دول معادية، وتكون عواقب الإسقاط هى التفكيك والتقسيم، كما حدث فى عدة دول كبرى مثل الاتحاد السوفيتى ويوغوسلافيا.
ويؤثر المرض الجسدى وحالة الخوف والرعب من الشائعات على الحالة النفسية والمعنوية للمواطن، ويجعله فى حالة شك دائم من جودة أى خدمة مقدمة له، ما يتطلب المواجهة، وأن يصبح لدى وزارة الصحة آليات «الإعلام الطبى» والقدرة الجيدة على التواصل وتحليل الشائعات ومواجهتها وآليات التسويق السياسى للوزارة، الذى غاب مع احترافية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى.
ولم تدرك الوزارة أهمية الخطاب السياسى وكيفية مخاطبة الرأى العام فى ظل المحاولات المتربصة من أجل إفشال مجهوداتها، فيما اختزلت «السوشيال ميديا» أعمال وزيرة الصحة فى قرارها بخصوص إذاعة النشيد الوطنى فى المستشفيات، فى ظل تجاهل أدوارها الوطنية ومقاصدها النبيلة، ومن الضرورى أن يدرك الإعلام خطورة الحرب المعلوماتية والنفسية التى تواجهها جميع مفاصل الدولة فى الوقت الحالى، سعيا للمواجهة الفعالة والناجحة.