رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: نقلى.. سفير تطوير العلاقات بين مصر والسعودية

محمد فودة
محمد فودة

ما أشبه الليلة بالبارحة.. فما شاهدته حينما قمت بتلبية تلك الدعوة الكريمة من معالى السفير أسامة بن أحمد نقلى سفير المملكة العربية السعودية بمصر، ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، لحضور حفل إفطار رمضانى، شعرت وكأننى كنت بالأمس فى نفس المكان، حيث كان يتم ذلك أثناء تولى السفير أحمد قطان منصبه كسفير للمملكة بمصر.

وكان لافتًا للنظر فى هذا الحفل، تلك الحفاوة البالغة التى استقبل بها السفير أسامة نقلى ضيوفه، من كبار الكتّاب والصحفيين والإعلاميين، وهو أمر أراه طبيعيًا وليس غريبًا عليه، فهو أهل لهذا الترحاب الشديد، وتلك الحفاوة التى صدرت عنه أثناء استقباله الضيوف، لدماثة خلقه وتواضعه الجم، فقد كانت تكسو وجهه علامات البهجة والسعادة التى عكست بوضوح مدى صدقه وعمق مشاعره تجاه الجميع، وتلك المشاعر الفياضة جعلت لحفل الإفطار الذى أقامه فى قصره المطل على نيل الزمالك طعمًا خاصًا فى وجود هذا العدد غير المسبوق من كبار الكتاب والمثقفين والإعلاميين والصحفيين والشخصيات العامة.

ويبدو أن معالى السفير، أراد أن يكشف النقاب عن حقيقة شخصيته، ربما لأنه لم يمر على توليه منصبه سوى بضعة أسابيع، حيث قال فى كلمته، إنه ولد فى مصر فى شارع شجرة الدر بمنطقة الزمالك، مما جعله لا يشعر بأى غربة الآن، فضلًا عن ذلك، فهو قبل توليه هذا المنصب الدبلوماسى الرفيع، درس جيدًا ملف مصر، ما جعله على قناعة تامة بأن العلاقات المصرية- السعودية تتسم بالأهمية والقوة أيضًا.
وفى تقديرى، فإن هذا الحفل لم يكن مجرد حفل إفطار رمضانى، وانما تحول إلى ما يشبه تظاهرة حب متبادل بين الضيوف والمضيف معًا، فتلك الحفاوة التى لمستها بنفسى فى حسن الاستقبال، أسهمت بشكل كبير فى تقديم الجانب المضىء للمملكة العربية السعودية، ووجهها الحضارى الذى يزداد رسوخًا وتألقًا يومًا بعد الآخر، الذى يفوح بعبق الحب تجاه مصر المكان والمكانة، وهو ما تجلى بشكل واضح وصريح فى تلك الروح التى ظهر بها السفير أسامة نقلى، التى جاءت على هذا النحو من الحميمية والارتباط الوجدانى، الذى عكس بشكل كبير ولافت للنظر مدى عمق العلاقات التاريخية التى تربط بين بلاده قيادة وحكومة وشعبًا، وبين بلد كبير فى حجم ومكانة مصر، باعتبارها شريكًا أساسيًا وأصيلًا فى إدارة ملفات عديدة تتعلق بأمن واستقرار المنطقة العربية بالكامل.
كما أسعدتنى وهزت مشاعرى أيضًا، تلك الروح التى عمت المكان خلال الحفل، وكأن جدران القصر قد تفاعلت معنا هى الأخرى، لتضفى على المكان فرحًا شديدًا وابتهاجًا بليلة رمضانية تفوح بعبق المودة والترابط الإنسانى بين جميع الحضور فى هذا الحفل، الذى تحول إلى تظاهرة حب وتقدير من سفير يعى جيدًا قدر مصر ومكانتها الإقليمية، وفق ثوابت ودعائم رئيسية تقوم عليها السياسة الخارجية للمملكة، وهى تلك الثوابت التى لم تتغير بتغير ملوكها على مر السنين، وقد عبر عن ذلك بشكل صريح بقوله: إن العلاقات «السعودية– المصرية» تشهد طفرة غير مسبوقة فى تاريخها، برعاية ودعم من القيادة الرشيدة فى البلدين الشقيقين، مضيفًا أن الفترة المقبلة ستحمل الكثير من بشائر الخير فى تعميق وتطوير هذه العلاقات القوية بين البلدين.

وإحقاقًا للحق، فإن السفير أسامة نقلى، استطاع وعن جدارة أن يصنع حالة خاصة من الحب والاحترام المتبادل بينه وبين جميع من حضروا هذا الحفل، بروحه الطيبة وسماحته وصدق مشاعره، وهو يستقبل ضيوفه بكل ترحاب وود بكلمات تلقائية وطبيعية تفوح منها روح المشاعر الفياضة، التى جعلت الحضور يشعرون بأنهم بالفعل هم أصحاب الحفل وليسوا مجرد ضيوف، فقد تصرف السفير وكأن لسان حاله يقول: «يا ضيفنا.. لو جئتنا لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل».