رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حريم الإخوان وانتخابات الرئاسة


بمناسبة انتخابات الرئاسة ينشط الإخوان سياسيًا وحركيًا وإعلاميًا ودوليًا، والإخوان لمن لا يعرف كائن أحادى الخلية، يعيش فى البرك والمستنقعات السياسية، ويتغذى على التحالفات الكاذبة، ويقضى حاجته فوق رءوس البلهاء من السياسيين الفاشلين أصحاب الأطماع السلطوية، ومنذ أشهر قليلة والإخوان يسعون إلى التحالف مع طوب الأرض من أجل الانتخابات الرئاسية، ليس يهمهم من ينجح، ولكن المهم، هو من يتمنون أن يسقط.

وعبر عدة تحالفات مضطربة ومتناقضة زعم الإخوان للمتحالفين معهم أنهم يريدون إغلاق الصفحة الماضية، ولن يتحدثوا مع أحد عن مرسى والشرعية، وأن الزمن تجاوز هذا الأمر، وأن هدفهم هو «الديمقراطية»! إن شاء الله!، ومن فرط ديمقراطيتهم فإنهم لن يرشحوا أحدًا منهم لانتخابات الرئاسة!، وسيوافقون على مرشح الإجماع الوطنى، ولكن لأنهم لم يعرفوا الشعب المصرى، ولن يعرفوه، فقد فشلوا فى أن يحصلوا على إجماع لأحد!، والحقيقة أنه لا أحد من «حريم الإخوان» يستطيع أن يُصنف نفسه بأنه من أهل «الإجماع الوطنى»، من الممكن أن نقول الإجماع التركى، أو الإجماع الأمريكى، أو الإجماع القطرى، لكن الإجماع الوطنى المصرى لا يعرفهم ولن يعرفهم لأنهم لا يعرفونه، ولم يعرفوه عمرهم كله، والحقيقة أيضًا أننى لا يعنينى الإخوان، فهم أكبر نصابين ظهروا فى مصر عبر عصورها، لكن الذى يشق على نفسى هم مجموعة البلهاء الذين أطلقت عليهم «حريم الإخوان»، لأنهم يعيدون للأذهان عصر «الجوارى»، هؤلاء الجوارى يحركهم الإخوان كما يشاءون، ويستخدمون فى سبيل ذلك كل الحيل الإخوانية التى باتت محفوظة عن ظهر قلب، مثل التقية والكذب واليمين الغموس، ثم يُظهرون لهم صفيحًا مطليًا باللون الأصفر على أنه «ذهب الإخوان»، فيطمع هؤلاء البلهاء ويدخلون فى تحالفات شيطانية يبيعون فيها وطنهم. ومن جُملة ما يشق على نفسى أن تجد واحدا من «حريم الإخوان» يتم تعيينه فى المجلس القومى لحقوق الإنسان، ليقبض من مال الشعب راتبًا شهريًا، ثم إذا به يجلس فى المساء مع «البلهاء» وأغبى الأغبياء ليخطط معهم لتحطيم الدولة المصرية وتفريق أمرها وإثارة الفتنة فيها، ويشق على نفسى أن يجلس فى المجلس القومى لحقوق الإنسان واحد من الإخوان أنفسهم، يرفع من خلال هذا المجلس رصيده فى البنوك، ويرفع أيضا التقارير الحقوقية ضد مصر!، ويشق على نفسى أيضًا أولئك الغوغاء الذين ظهروا فى السنوات الأخيرة على أنهم ثوار، وهم دعاة فوضى يعملون على إثارتها بكل قوتهم، وينفذون من أجلها المخططات التى جمعتهم بأجهزة المخابرات الشيطانية، ويشق على نفسى أن الإخوان يمارسون عبر عهودهم الكذب والتقية على من يسمون أنفسهم «الحركة المدنية الديمقراطية»، وهؤلاء يصدقونهم فى كل مرة.
وللتقية والكذب قصة مع الإخوان، هذه القصة مستمرة منذ عهد المؤسس حسن البنا إلى وقتنا هذا، لم يتخلَ الإخوان عن «تقيتهم» هذه فى أى لحظة من اللحظات، آمن حسن البنا بـها واعتبرها أصلًا من أصول العمل الحركى للجماعة، وآمن بها كل من جاء بعده، وتقية الإخوان لا تختلف عن تقية الشيعة فى شىء، فهم يعتبرونها وسيلة من وسائل التمكين، يسلكون سبيلها ليتقوا «الكفار»!، ويتوسعون فيها حتى أصبحت أصلًا. تقية الإخوان والشيعة هى هى، لا فرق بينهما، حتى إن المؤرخين المحسوبين على جماعة الإخوان، والذين تحالفوا معها فى أوقات كثيرة، ومنهم المستشار طارق البشرى، أبدوا استعجابهم من موقف الإخوان الذى كان مؤيدًا ومتحمسًا لرئيس وزراء مصر إسماعيل صدقى الذى كان ملقبًا بـ«عدو الشعب».

وعن التحالف بين البنا وإسماعيل صدقى يقول طارق البشرى «مع كل ذلك، يبقى تأييد الإخوان لإسماعيل صدقى عصيًا على التبرير، فصدقى بأى معيار من المعايير هو رجل المصالح الأجنبية فى مصر». لم يستطع البشرى تفسير تحالف البنا مع إسماعيل صدقى، مع أن طارق البشرى نفسه تحالف مع الإخوان فى كتابة تعديل للدستور هو الأسوأ فى تاريخ مصر!، حتى إن كثيرًا من الكتاب أطلقوا عليه «عدو الشعب» ولكن الذى لم يره البشرى أن البنا تحالف باللسان والعمل مع إسماعيل صدقى من باب التقية، حتى يستطيع من خلاله الوصول إلى التمكين الذى يراه، تمامًا مثلما تحالف الإخوان مع البشرى ليضع لهم مادة فى الدستور تمنع الطعن على قرارات لجنة الإشراف على الانتخابات حتى يسمح للإخوان بالتزوير من خلال آلتهم البشرية الضخمة، فإذا ما تم التزوير عجز الشعب عن الطعن قضائيًا على تغيير إرادته، ووصل الإخوان للتمكين الذى يريدون!.
كان هذا فى ماضى الإخوان ومع ذلك فإننا لا بد أن نترك التاريخ القديم لندخل إلى حاضر تلك الجماعة، فقبل ثورة يناير وبعدها حين كشف بعضهم للرأى العام أن الإخوان عقدوا صفقة مع نظام مبارك عام ٢٠٠٥، خرجت القيادات تقسم بالله العظيم، والعيش والملح «وتربة أبوهم» أن الإخوان لم يعقدوا صفقة وأنهم أبرياء من هذه الفرية اللعينة والكذبة المفضوحة، ثم بعد أن مر على السنين سنون، وقامت الثورة المصرية خرج المرشد السابق مهدى عاكف وقال: نعم عقدنا صفقة مع النظام السابق عام ٢٠٠٥ وجلسنا مع شخصيات أمنية كبيرة واتفقنا على كل شىء، ثم التزم نظام مبارك بالصفقة فى المرحلة الأولى للانتخابات وقتها، ثم نكل عن الاستمرار فى الصفقة فى المرحلتين الثانية والثالثة!. هل تريدون المزيد من الحكايات الطريفة عن تقية الإخوان وموقفهم عندما يفتضح المخبوء فى أقبيتهم؟.. عندك صفقة بيعة الإخوان لمبارك عام ١٩٨٧.. إذ وقف المستشار مأمون الهضيبى وقت أن كان رئيسًا للهيئة البرلمانية ليعلن بيعة الإخوان لمبارك، وقال فى بيعته: «وجدناك شريفا فبايعناك، ووجدناك أمينا فبايعناك، ووجدناك وطنيا فبايعناك». وعندما وعد مرشد الإخوان محمد بديع الشعب المصرى بأنه لن يترشح أحد من الإخوان فى انتخابات الرئاسة، إذا بالجماعة بعدها تقرر خوض انتخابات الرئاسة، وهو الأمر الذى يعتبر نكولا عن الوعد، فكتب أحد شيوخ الإخوان ويدعى الشيخ فوزى شداد فى موقع إخوان أون لاين يوم ٢١٤٢٠١١ دراسة شرعية تدور حول جواز النكول عن الحلف والوعد ثم أداء الكفـَّارة!!.
وقد نستمر فى الكتابة ولا تفرغ أكاذيب الجماعة وتقيتها، ولكن حريم الإخوان فى كل مرة يقعون فى فخ أكاذيب الإخوان، ولذلك أقول لهم: أيها البلهاء الأغبياء، الإخوان لا يخططون لانتخابات ولا لتحالفات مع أى فصيل معارض من أجل الديمقراطية، ولكنهم يريدون استغلال فترة الانتخابات الرئاسية ليجعلوها مُقدمة لفوضى يتمنونها، وأنتم أيها البلهاء ستكونون أداة من أدواتهم لإثارة الفوضى، وأقسم بالله أنه لو تم هذا ستكونون أنتم النسخة الرديئة للخائن «بلطاى» الذى كان يساعد التتار فى غزو مصر، والذى قال عنه قائد التتار: «إذا وجدتموه فى المعركة فاقتلوه».