رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد فهمي يفتح قلبه لـ«الدستور» : أكرم حسني أعلى موهبة شفتها.. نفسي أشارك في عمل عن «المايسترو».. وهذه حكايتي مع «كلب بلدي» (حوار)

أحمد فهمي يتوسط إخاء
أحمد فهمي يتوسط إخاء شعراوي وأحمد عارف - عدسة: هادي كرم

«لا يختلف اثنان حول موهبة أحمد فهمى الذي وضعته فى مكانة خاصة جعلته واحدًا من أهم الكوميديانات من خلال عدة نجاحات متتالية على المستوى السينمائي والدرامي، العام الماضي قدم فهمي أولى بطولاته السينمائية المنفردة "كلب بلدي" وأغلق العام بنجاح غير متوقع لأولى بطولاته الدرامية فى مسلسل ريح المدام الذي حصد العديد من الجوائز حول هذين العملين خلال 2017.

«الدستور» كرّمت النجم أحمد فهمى عن مجمل أعمالة أعقب التكريم ندوة تحدث خلالها فهمي عن أعماله القادمة، ودارت عجلة الحوار وسألناه في البداية.
■ هل انتهيت من فكرة فيلمك المقبل؟
- كانت هناك فكرتان، استمر العمل عليهما لمدة تقترب من ٤ أشهر، لكننا اكتشفنا صعوبة تنفيذ واحدة منهما، لأنها تتطلب وقتا طويلا جدا للتجهيز والتنفيذ، لذلك تم الاستقرار على الفكرة الأخرى، وبدأنا العمل عليها منذ شهر تقريبا.
■ هل تستمر فى تقديم أفكار «الفانتازيا» فى فيلمك الجديد؟
- قررت أن أجس نبض الجمهور من خلال مسلسل «ريح المدام»، الذى قام على فكرة لم تكن ضمن أعمال «الفانتازيا»، واكتشفت أن العمل وصل لشريحة كبيرة، لذلك سنقدم فى الفيلم فكرة جديدة، لا تنتمى إلى نوع «الفانتازيا».
■ لماذا اخترت المسلسل لجس النبض؟
- المسلسلات بها مساحة أوسع للتجربة، فأنت تقدم حلقات كثيرة، وهناك مشاهد تتوقع أنها ستحقق نجاحا هائلا، لكنها لا تفعل ذلك، وأحيانا يحدث العكس، فعلى سبيل المثال: مشهد سطوح الواد حمادة كان لطيفا فى التحضيرات، لكن لم نتوقع أن يحقق كل هذا النجاح والجدل على «السوشيال ميديا».

■ لماذا تهتم بتقديم الكوميديا فى أعمالك؟
- «الكوميدى أصعب حاجة فى التمثيل، ولازم يكون معاك ورق يشيلك»، وهى تعتمد على السيناريو والموهبة معا، وكتابة الكوميديا من أصعب الكتابات، لأن «الحدوتة» تحتاج إلى حوار ومواقف قادرة على الإضحاك، دون أن تسقط فى فخ «الاستظراف»، كما أن المنافسة تطورت، وظهرت فيديوهات كوميدية فردية لبعض الأشخاص، المنتشرين على «السوشيال ميديا»، ما صعّب من المنافسة. 
■ ما الفوارق بين تقديم الكوميدى حاليا وتقديمه قديما؟
- قديما لم تكن الأسماء الكوميدية كثيرة، لكن الآن يمكنك أن ترى أى شاب يستطيع نشر فيديو على «السوشيال ميديا»، و«يكسر الدنيا»، والجمهور الحالى لا يهتم بالأسماء، لأنه أصبح أكثر قسوة من النقاد، ولا يجامل أحدا، ويمكنه أن يسقط أى فنان، وأنا نجحت معهم فى «ريح المدام»، لكن لو قدمت فى المستقبل أى عمل أقل من ذلك سينصرفون عنى.
■ لماذا اخترت فكرة فيلم «كلب بلدى» لتقدمها فى أول بطولة منفردة لك؟ 
- «كلب بلدى» اخترتها من بين عدد من الأفكار، لأن بها جرأة كبيرة وغرابة، وكان الهدف إنى «أنور بيها»، فى أول عمل بمفردى، لذلك طرحت الفيلم وهربت من الجمهور، ثم فوجئت بمكالمات تمدح الفيلم.

■ لماذا كانت مدة الفيلم قصيرة؟
- مدة الفيلم كانت ساعة ونصف الساعة، وكانت أطول قبل المونتاج، لكن المنافسة فى الموسم كانت صعبة، وتدور بين ٦ أفلام، لذلك قررت أن يكون الفيلم مضحكا وسريع الرتم، وكانت أول بطولة بعيدا عن شيكو وهشام، وكنت أخشى من ملل المشاهد إن طالت مدة الفيلم، ووجودى مع شركة إنتاج مثل «نيوسينشرى»، وما تمتلكه من دور عرض أفادنى كثيرا، وساعد فى التوزيع. 
■ هل تسبب المشهد الأخير فى فيلم «كلب بلدى» الخاص بالمواجهة بين عمرو دياب وتامر حسنى فى حدوث مشكلات؟
- الفكرة كانت أن أقدم «إفيه»، وبصراحة كانت «صايعة»، وتامر وصل له بالخطأ أنى أنتقده، وعندما تقابلنا شرحت له الإفيه، فضحك وأعجبته الفكرة، وتامر لو لم يكن «ميجا ستار» لما استخدمت اسمه فى المشهد.
■ ألا تخشى من تأثير السخرية من الزملاء على مواقفهم منك.. كما حدث فى حفل افتتاح مهرجان الجونة؟
- البعض انتقدنى بسبب السخرية من بعض الزملاء أثناء الفقرة الافتتاحية، لكن الفنانين أنفسهم لم يغضبوا منى، فمحمد رمضان لم يغضب منى، وإلا كان يمكنه الرد على كلامى عبر «السوشيال ميديا»، ومحمد إمام صعد إلىّ بعد انتهاء الفقرة، وأحمد الفيشاوى كان يضحك، وأنا لم أقدم على إهانة أحد، لكن المزاح مع الزملاء وعنهم مقبول ومنتشر بشدة فى الخارج، ولم أخترعه.
■ واجه فيلم «كلب بلدى» بعض الانتقادات.. فكيف نظرت إلى ذلك؟
- من الطبيعى أن تكون هناك انتقادات لأى عمل، لكن الفترة التى قدمت فيها «كلب بلدى» شهدت أول انفصال بينى وبين شيكو وهشام، وكانت هناك قسوة من الجمهور لرفضهم نزولى بمفردى، ونزولهم مجتمعين، واعتقد الجمهور «أنى بعتهم»، رغم أننا نتحدث مع بعضنا، ونتناقش فى كل التفاصيل، وكان حظنا السيئ أن نتنافس فى الموسم نفسه، بفيلمين فى السينما، ومسلسلين فى الدراما، وكان الأمر مجرد صدفة.

■ هل سيعود الثلاثى قريبًا للعمل معًا؟
- الوضع الحالى هو أن كل طرف متعاقد مع شركة إنتاج مختلفة، فأنا الآن مع «سينرجى»، وهم مع السبكى، ولكل منا مشروعاته، لذا فالخطة فى المدى القريب لا تتضمن عملنا مع بعض.
■ هل ستستطيعون مواجهة الضغط الجماهيرى فى هذا الاتجاه؟
- فى مصر أسباب النجاح هى نفسها أسباب الفشل، بمعنى أن الفيلم لو نجح، وأنا وحدى، سيقولون: انفصل فى الوقت المناسب، ولو فشل، سيقولون: فشل بسبب الانفصال، ولو رجعنا لبعض وفشلنا، سيقولون: يا ريتهم ما رجعوا، لذا لا يجب الاستجابة لضغط الجمهور فى كل وقت، لأنه لن يغفر لنا أبدا فى حال الفشل.
■ لماذا لجأت للعمل مع أكرم حسنى فى «ريح المدام»؟
- أكرم كان عاليًا جدًا، وجزء من ذكائك إنك تكون مبسوط من نجاح زملائك وتستفيد منه، وأكرم دون مجاملة هو أعلى موهبة شفتها فى حياتى، لذلك قررت العمل معه، ولم يكن عندى أدنى مشكلة فى إنه يكون رقم واحد، وأنا أكون رقم اتنين، لأننا أصدقاء.
■ ألا تريد أن تكون رقم واحد فى الدراما والسينما؟
- لا يوجد ما يسمى رقم واحد، فأى فنان يريد أن يحصد أعلى الإيرادات والمشاهدات، لكن المتغيرات الموجودة حولنا تجعل استقرار أى فنان فى مكانة واحدة أمرا صعبا، والمسألة فى النهاية بيد الشارع، فهو من يحسم الإيرادات فى السينما، والمشاهدات، والتعليقات على «السوشيال ميديا»، ويحفظ الأغنيات والمشاهد الناجحة.
■ تقدم عادة اللون الكوميدى.. فهل تخشى من التغيير؟
- على الإطلاق، الأمر لا يتعلق بالخوف، بل على العكس، أريد أن أقدم لونا مختلفا، فذكاء الممثل فى اختيار أعماله أهم من موهبته، وأنا حين قدمت «كلب بلدى»، حققت نجاحا معينا، وفى «ريح المدام» حققت أرضية أوسع، وهكذا، لذا أحسب الخطوات بدقة حتى أملك الرصيد الكافى عند الجمهور، قبل قيامى بخطوة تقديم الجديد.
فعلى سبيل المثال، أحمد حلمى لم يقدم فيلم «آسف على الإزعاج» إلا بعد سلسلة طويلة من الأفلام، وحتى أنافس النجوم لا بد أن أملك رصيد النجم.
■ ألا تفكر فى تقديم أعمال السير الذاتية؟
- أريد أن أقدمها بالفعل، لكن لا توجد شخصية معينة فى ذهنى تكون على مستوى ما قدمه أحمد زكى فى «أيام السادات»، ومنذ فترة كان هناك مشروع لتقديم سيرة رئيس الأهلى الراحل صالح سليم، وكنت متحمسا جدا للمشاركة فى العمل، لأنه سيكون ثريا للغاية، وبشكل عام أتمنى أن أقدم أعمالًا عن شخصيات متميزة وثرية فنيا مثل أحمد رمزى ورشدى أباظة. 

■ هل تتابع أعمالك عقب عرضها على الشاشة؟
- أقسم بالله، منذ عملى مع «شيكو» و«هشام»، وأنا لا أتابع، وكنت دائما رافضا فكرة العرض الخاص، وهشام يصمم عليها، فكنت أذهب للسينما وأجلس مع مدير السينما، وحتى فى فيلم «كلب بلدى» لم أقم عرضا خاصا، وأيضا لم أشاهد حلقة واحدة من مسلسلى «ريح المدام»، فالشخص لو سجل صوته لنفسه يجده قبيحا، فما بالك بالصوت والصورة.
■ تواترت أنباء عن وجود عمل سينمائى قريب يجمعك بالفنان أحمد السقا.. فما حقيقة ذلك؟
- هناك اتفاق بيننا على فيلم مشترك يجمعنا سويا، يحمل طابع الأكشن الكوميدى، لكنه مؤجل لعام ٢٠١٩، خاصة أنه مشغول بفيلم آخر هذا العام، وأنا أيضا أجهز لفيلمى الجديد.
■ ألا تجد فى علاقتك بالسقا نوعا من «الأفورة»؟
- البعض يرى هذا، لكن يجب أن يعلم الجميع أننى مهما نافست الزملاء فى أفلامى، وهذا حقى، فسيظل هناك رصيد للنجم الأكبر، الذى قطعت له أنا نفسى تذكرة سينما، ودخلت له أفلاما قبل أن أبدأ العمل بالتمثيل.
■ ما طبيعة علاقتك الفنية بـ«كريم فهمى»؟
- نأخذ آراء بعضنا فى الأعمال، ووافقته على فكرة برنامجه الجديد «قعدة رجالة» ورأيت أنه سيكون ناجحا فيه.
■ ألا تخططان للعمل معا؟
- العمل مع بعض صعب للغاية، نظرا لصعوبة وجود سيناريو يجمع بين شخصياتنا، وأعتقد أن اختيارنا معا فى عمل واحد سيكون غير مناسب.
■ لكنكما بدأتما منذ فترة مشروع كتابة مشترك؟
- بالفعل كان هناك مشروع لكتابة عمل يقوم ببطولته الأستاذ الراحل محمود عبدالعزيز، ووقتها قلت للمنتج محمد محمود عبدالعزيز إننى مشغول بأكثر من عمل، ولم أجد وقتا للكتابة، ولم نكن نريد تقديم عمل غير جيد، وبعد رحيل الأستاذ الكبير توقف المشروع.
■ ألم تكن الخلافات مع الشركة المنتجة سبب التوقف؟
- غير صحيح، فلا توجد خلافات بيننا وبين شركة «فنون مصر»، وكلهم أصدقائى.
◘ ألا تفكر فى الوقوف على المسرح؟
- لم أقدم مسرحًا طوال حياتى، وأنا أحب فكرة الضحك المبنى على مشاهد يمكن إيقافها وإعادتها وتجويدها، وأنا بشكل شخصى أخاف أن أشاهد أفلامى، ولو قدمت مشهدا كوميديا فى المسرح ولم يضحك الجمهور يمكن أن أنهار، وأعتقد أننى لن أكون مميزا فى المسرح.
◘ أخيرًا.. هل تؤيد فكرة ورش الكتابة الجماعية؟
- فى الدراما أؤيدها طبعا، فالعالم كله يقوم على فكرة الورش فى المسلسلات العالمية التى تتكون من حلقات معدودة، فما بالك بالمسلسلات الطويلة فى مصر، التى لا تقل عن ٣٠ حلقة، أما لو كانت كوميدية فالكتابة الفردية تكون مستحيلة.