رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سيناريو بوعزيزي يتكرر».. هل تنذر الاحتجاجات في تونس بثورة جديدة؟

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

«زيادة الأسعار، ارتفاع الضرائب» جميعها أسباب أدت إلى حدوث احتجاجات في 10 مدن تونسية بعد أن تضمنت ميزانية 2018 زيادات في بعض المواد ورفع الضرائب على الاتصالات الهاتفية والتأمين، ورفع أسعار البنزين وبعض المواد الأخرى مثل الشاي والقهوة والأدوية، إضافة إلى اعتزام الحكومة اقتطاع واحد بالمائة من رواتب كل الموظفين، كمساهمات للصناديق الاجتماعية التي تعاني عجزًا، والأمر الذي أثار غضب الشعب التونسي.

المشهد لم يختلف كثيرًا عن الاحتجاجات التي أعقبت حادث «البوعزيزي»، حيث كانت الأجواء فيما قبل انتحاره يسودها ظروف اقتصادية سيئة، أدت بالشاب الفقير إلى الانتحار بعدما حاولت الشرطة التونسية أخذ سيارة الفاكهة لديه، فلم يستطع حينها أن يقاوم الشرطة ما دفع به إلى الانتحار، وبالفعل توفي، ليعقب الحادث احتجاجات كثيرة على الظروف الاقتصادية انتهت بثورة كبيرة أطاحت بالنظام الحاكم.

وقف البوعزيزي أمام مبنى البلدية وأشعل النيران في جسده، وأسرع الناس إليه لينقذوه، وأحضروا طفايات الحريق ولكنها كانت فارغة، واتصلوا بالشرطة ولكن لم يأت أحد، ولم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة ونصف من إشعال البوعزيزي النار في نفسه.

تظاهر المئات من سكان «سيدي بوزيد» للتضامن مع «بوعزيزي»، واشتبكوا مع قوات الأمن، لتعم هذه التظاهرة كافة أرجاء تونس لتتحول إلى ثورة شعبية تطالب بالعدل والعدالة الاجتماعية والمواطنة والمساواة، هذه الثورة التي أجبرت الرئيس التونسي زين العابدين على التنحي وترك البلاد هاربًا بفساده وظلمه.

استمرار القمع في 2017
لم تلق تونس أى تغيير على الرغم من الثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي فخرجت الاحتجاجات ضد قرارات الحكومة، ولم يزد خطاب الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى للشعب إلا اشتعال الغضب في نفوس الشعب، وعلى أثره استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود المحتجين على فرض زيادات في الأسعار وضرائب جديدة على سلع معينة.
وتسببت الاحتجاجات في وفاة شخص بسبب الاختناق بالغاز المسيل للدموع، في حين أفاد شهود عيان بأن المتظاهر مات دهسًا بسيارة تابعة لقوات الأمن.

تكرار سيناريو الانتحار
استمرارًا لحالة الاضطهاد من قبل الحكومة، وفي سيناريو مشابه لحادث البوعزيزي، حاول 4 أشخاص الانتحار حرقًا في تونس، وشهدت ولاية القيروان وحدها حالتين، فى نذير شؤم على هذا البلد الذي اندلعت فيه الثورة بمعطيات مشابهة لـ«بوعزيزي»، وما زالت حتى الآن الاحتجاجات قائمة في تونس، احتجاجًا على الظروف الاقتصادية، ليظل القوس مفتوحًا، تاركًا الإجابة على السؤال: هل تُنذر الأحداث في تونس بثورة جديدة؟