رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

درويش لـ«أديب»: المتاجرة بالدم لتحقيق سبق إعلامي «شو رخيص»

جريدة الدستور

ظهرت الفنانة الجزائرية سعاد ماسي في ضيافة الإعلامي عمرو أديب، لتتحدث عن مشروعها الموسيقي الجديد "أجمل ماغنت"، التي تنطلق به إلى العالمية بأولى حفلاته الرسمية في مصر، بمشاركة الباند الألماني كايرو ستيبس، إلا أن ظهورها في الحلقة كان "منفردًا" بدون أي عضو من الفرقة ولا مؤسسها وصاحب فكرة المشروع الموسيقي باسم درويش.

"حضن إعلامي شهير لقريب إرهابي فجر كنيسة" مشهد "دراماتيكي" غير مفهوم بالمرة، أطلق العنان لفيضان من ردود الفعل المتباينة لدى المصريين أجمع، بين مستغرب ومستهجن وغاضب، وبين حملات مهاجمة اجتاحت "السوشيال ميديا" ضده وضد القناة المستضيفة، كان "سببًا" كافيًا بالنسبة لـ"درويش" لرفضه التام الظهور مع عمرو أديب، واصفًا المشهد بجملة "متاجرة بدماء المصريين في صالح سبق إعلامي مجرد "شو" رخيص".

وكشف درويش لـ"الدستور" أن رفضه جاء كونه مصريًا في المقام الأول قبل كونه مسيحياً، وهو ما يمثل وجهة نظر المصريين ممن وجدوا في موقف "أديب" رسالة تعاطف مع الإرهابيين غير مفهومة "المغزى" والتوقيت، في ظل احتدام حالة الحزن، وطالبه رسميا بنشر اعتذار للشعب عن موقفه الذي يعد "خطأ مهني" لم يتوقع أن يقع فيه إعلامي مخضرم مثل "عمرو"، وشاركه في الرأي كافة الموسيقيين في الفرقة، ليترك الساحة للفنانة سعاد ماسي لتظهر وحيدة في البرنامج.

وأكد درويش شعوره بغضب عارم فور رؤيته ذلك المشهد في "برواز" إعلامي يعد من أكثر البرامج مشاهدة في مصر حاليًا، مضيفًا أنه يعترض على فكرة "السبق" في مقابل نشر مادة إعلامية تساعد على نشر الاحتقان لدى الشعب وحالة الغصب بدلًا من أن تحتويها.

وأضاف درويش، أن رسالته الأساسية في مشواره الفني الممتد لأكثر من عقدين هي نشر السلام والمحبة بين جميع الناس بمختلف الأطياف والأديان عبر الموسيقى. فهي على حد قوله لغة واحدة يفهمها الجميع بدون استثناء ولا حواجز فكرية، وهو ما تجسد جليًا في مشروعه الموسيقي الأخير "المولد والميلاد" والذي جمع لأول مرة بين الابتهلات الصوفية مع الترانيم والألحان القبطية، مزجت بين الشيخ إيهاب يونس والمطرب علي الهلباوي مع المرنمة مونيكا جورج، في دلالة واضحة على رسالة "إننا واحد" و"عدم التفرقة بين الأديان"، وهي السلاح الأسمى في مواجهة "الإرهاب" بديلًا عن الخطابات الرنانة والمواد الإعلامية التي تساعد على نشر الفتنة.

وتمنى درويش إطلاق مبادرة "توزيع آلات موسيقية على الأطفال" في المدارس ووضع مادة الموسيقى كمادة تعليمية أساسية في المناهج، والتي ستساعد على زرع "السلام النفسي" داخل المجتمع منذ الصغر، لتخرج فيها الأجيال الصاعدة طاقاتها الدفينة وتعبر عن نفسها وأحلامها بدلًا من الانصياع وراء تيارات "الروتين" و"التطرف" سواء الديني أو الفكري، وهي فكرة بنيت عليها ثقافة الموسيقي الكنسية منذ زمن، فلا تجد كنيسة بلا موسيقى، بل تفتح بابها للمواهب الفنية من مختلف الأنواع لتربي الأطفال على حب الحياة ونشر الإنسانية بالموسيقى، وانتهى قائلاً: "المزيكا عمرها ما قتلت حد، الموسيقى في حد ذاتها روح وحياة".