رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بشير الديك لـ"نجوم إف إم": نعيش مؤامرة الاستعمار الاقتصادي

 بشير الديك
بشير الديك

يرى السيناريست الكبير بشير الديك، أن التغيير في حياة المصريين والتحول للنمط الاستهلاكي بدأ بعد حرب أكتوبر عام 1973.

وقال الديك في حواره مع الإعلامي يوسف الحسيني خلال برنامج "بصراحة" المُذاع على "نجوم إف إم" اليوم الأحد: التغيير بدأ بعد حرب 73، لأن كل شيء كان مجندا في الفترة السابقة من أجل تحرير الأرض، فكل إمكانيات الدولة معروفة وموظفة لخدمة المعركة، منذ قالها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ولذلك كان فيه استخدام كامل لجميع إمكانيات البلد وكان فيه تخطيط مركزي لاستخدامها أفضل استخدام ممكن.

وأضاف: لكن بعد 73 وتحديدا في عام 74 بدأت خطط أخرى وتفكير آخر.. قالوا كفاية انغلاق تعالوا نعمل تحرر.. وأيام السادات عمل 3 أحزاب وجاء هذا بقرار فوقي وليس صراع ونمو وتطور.. وتعالوا نعمل انفتاح اقتصادي أيضا، ولكن إحنا عملنا انفتاح استهلاكي محض، وأول حد لاحظ هذا الكثير من المفكرين في هذا الوقت، من ضمنهم نجيب محفوظ وأسماه انقلاب سلم القيم، وأصبحت القيمة الأولى هى الاستهلاك، وبالتالي ضُربت القيمة الإنتاجية.. مصر طلعت من حرب أكتوبر ليس علينا ديون خارجية، بل أمور بسيطة بسبب الحرب، ثم بدأت الخصخصة وأطماع استهلاكية تظهر، وكنا نقول قيمتك فيما تعمل والآن أصبحت قيمتك فيما تستهلك.. وبالتالي فتح هذ الباب لكل ما هو سيء في الشخصية المصرية.. إنت عملت نمط لا يترتب عليه إنتاج أو تطور بل كل الأمور السلبية.

ويرى الديك أن ما يحدث للمنطقة العربية هو مخطط لتفكيكها، وقال: أكاد أجزم أن ما يحدث مخطط له.. أنت في منطقة من أكثر المناطق في العالم بها ثروات.. وتحول الصراع الاجتماعي إلى ديني وهذا يعد كارثة حقيقية.. طوال الوقت نحن مختلفين ولكن كان هذا الأمر نائما وكان طبيعيا تجد سني يتزوج شيعية والعكس، ولكن هناك محاولة الآن لإنهاك هذه المجموعات كي تفقد القدرة في السيطرة على مواردها، وهذا هو الهدف الأساسي.. المنطقة بما عليها من خيرات تكون فاقدة القدرة على الاستقلال الحقيقي، وحصل تحرر من السيطرة العسكرية ليحدث الاستعمار الاقتصادي، وأحسن وسيلة للسيطرة هو الصراع المذهبي، وما يحدث في منطقتنا هو قمة الوصول لصراع مذهبي يؤدي لضياع دول مقيت.. انظر كيف ضاعت العراق واستعمرها الأمريكان، وأول شيء عمله الأمريكان هو تفكيك الجيش الذي كان يضم الملايين.. وهؤلاء هم من تحولوا لداعش وجيوش غريبة، ثم بدأ يظهر خلاف على المذهب والمؤامرة الحقيقة المخططة من أجل إنهاك المنطقة وتفكيكها والسيطرة على مواردها الطبيعية.