رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حفل لغناء القرآن الكريم على مسرح الأوبرا !

افكار منحرفه
افكار منحرفه

احنا اللى دلّعنا النبى وعملّنا له "مولد"! حد ليه شوق فى حاجة ؟! قالها الكاتب "محمد الباز "وهو يبدأ هذا الكتاب ، فنحن ـ المصريين ـ الذين جعلنا للإسلام طعم ومذاق ، نزل القرآن متفرقا بين مكة والمدينة ،لكنه لم يُقرأ ملحنا منغما إلا هنا فى مدارس التلاوة الفريدة ،حتى النبى محمد لا يقام له احتفال بيوم مولده بمسقط رأسه وهنا نتفنن فى الاحتفال بمولده ، والقرآن هنا فى مصر بتاع " الغلابة " يستخدمونه كما يحبون ويشتهون وكما يرون فيه بركة ورزقاً ونجاة ، فأصحاب محلات عصير القصب يعتقدون أن آية " وسقاهم ربهم شراب طهورا " نزلت لهم ،وهذا حقهم ، كما يحق للحلاق أن يكتب " وجوه يومئذ ناعمة " ويتصورها دعوة إيمانية للزبون ، وهذا حقه طبعا ، وتلك ابتكارات مصرية خالصة ، تشبه حالة التدين الخاصة ،فالمسلم المصرى يضىء الشموع للقديسين المسيحيين ويلقى برسائل الرجاء والأمل فى طاحونة الأنبا كيرلس.
وعلى هذا النحو جاءت فصول كتاب " أفكار منحرفة ـ هل الأديان سبب شقاء البشرية " ـ دار الدلتا للنشر ،فبعد أن مهدّ الأرض أمام القارىء المتحفز وقال إن المصريين " دلعوا النبى " وإنه لا داعى للمزايدة علينا من المتأسلمين والإخوانجية ، بدأ فى توجيه الأسئلة الشائكة الصعبة المرتبكة فى المجتمع المصرى ، فماذا س يحدث لو أن دار الأوبرا قدمت حفلا يغنى من خلاله مطرب آيات من القرآن بينما تقف خلفه الأوركسترا بكامل آلاتها الموسيقية ؟
لن يحدث شىء على الإطلاق ـ يجيب المؤلف ـ لن ينهدم الدين ولن ولا يوجد دليل واحد على أن هناك طريقة واحدة لآداء القرآن ، ويتطرق إلى محاولات تلحين القرآن ،فأم كلثوم اكتفت بقراءة بعض الآيات فى فيلم " سلامة " قراءة يمكن أن تنافس فى حلاوتها وطلاوتها محمد رفعت وعبد الباسط ، والفنان "على الحجار" طلب الإذن من الأزهر لتسجيل القرآن ، ويأسف المؤلف لأن أحداً لم يجرؤ على هذا العمل ، أما سبب فتح ملف " غناء القرآن " فهو فيديو يصفه المؤلف باللقيط ، ظهر فيه مطرب يقرأ أو يغنى الآية الثالثة عشر من الحجرات " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى " ، وقد اختفى الفيديو اللقيط تماماً وكل المعلومات المتوفرة عنه تقول إنه لفرقة أندونيسية ، فهل نجرؤ على غناء القرآن ونجرؤ على مناقشة أفكارنا عن مصر ودينها الخاص .