رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العين ترى»: (1) وعد

لوحة «أعدك» للفنان
لوحة «أعدك» للفنان الإيطالي يوجين دي لا باس


انشغالها بالتريكو جزء من دلع البنات وغرور وثقة الأنثى فى جمالها ودلالها ، أما وقفته فهى وقفتنا يا ولداه ونحن ندافع ونبحث عن المبررات لتحفيف حدة الغضب والاستمتاع بهذا الدلال الذى يهدد بحرماننا منه .
اللوحة اسمها " أعدك " للفنان الإيطالى "يوجين دى لاباس " ـ ولا تظن أن العثور على اسمه كان سهلاً ـ ولا أعرف له أعمالاً آخرى ،لكن " أعدك" تكفيه بالنسبة كى يظل محفوراً فى ذاكرتى، ربما كان توقيت تعرفى على اللوحة أيضا سراً من أسرار إعجابى بها ، فقد كنت قد انتهيت من قراءة ترجمة أسامة منزلجى البديعة لرسائل هنرى ميلر إلى "نانييس نين "
وقد عاشا معاً قصة غرام وعشق وتسكع فى شوارع باريس لسنوات طويلة ، وكانت نانييس بالنسبة لميلر حالة إبداع لا تنتهى ، وكثيراً ما كان ميلر ـ على سبيل الندالة ـ يقع فى شر أعماله ويغازل آخريات !،وكثيراً ما كانت هى تهدده بالحرمان من حليب شهوتها وجمالها! ، وكان الكاتب الكبير يبكى مثل طفل وهو يتعهد لها بأن يظل تحت قدميها وفى ذيل فستانها إن أرادت ، والرسائل تفيض بهذا التوسل والرجاء والبكاء، يقول لها :
لا أريد أن أُعذب نفسى، سوف أضع نفسى تحت تصرفك دائماً، وجهاً لوجه، بسرعة، ومباشرة .. لن أسمح بأى غلط، بأى حادث يتطور بسرعة إلى سوء فهم .. لن أسمح لنبات ضار واحد ينمو فى هذه الحديقة التى نعدها.
إن الحياة قصيرة قِصراً مُرعباً لنحقق فيها معاً رغباتنا كلها.. يجب أنْ نُمسك بالزمن ونلوى عنقه .. يجب أن نعيش كل منا داخل الآخر".