رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"محبوس وبنلمه فلوس".. معرض الكتاب يتحول لسوق شعبي في دورته الـ48.. غياب التنظيم يفقد الكتاب هيبته.. والإهانات تلاحق المبدعين (صور)

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب

تحول معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين، والتي تحمل عنوان "الشباب وثقافة المستقبل"، لما يشبه "سوق العتبة" الذي تؤلمك مسامعك فيه من كثرة هتافات البائعة الجائلين وأصحاب المحلات أيضًا، الذين يعلنون عن بضائعهم ويتسارعون في جذب الزبائن إليهم.

فمنذ أن تطأ قدماك أرض المعرض، تتسارع الهتافات إلى أذنيك "قرب قرب.. بـ 2.5.. أي حاجة عندنا ببلاش"، فتلتفت إلى تلك الأصوات فتجد عددا من دور النشر يعلنون عن كتبهم وإصدارتهم كأنهم في سوق لبيع الملابس أو الخردوات، في مشهد عبثي لا يليق بمكانة الكتاب، أو معرض القاهرة الدولي.

ورصدت عدسة "الدستور" بعضا من بائعي الكتب وأصحاب دور النشر، وهم يعلنون عن بيع كتبهم بطريقة بيع الملابس فتجد "فتاة" و"شباب" يصعدون سلم خشبي ويقفون عليه، ويبدأون في التهليل "لم علينا عبيدك يارب.. أي كتاب بـ 2.5.. تعالى قرب اشترى واتفرج.. الحق يا هو صاحب المعرض محبوس وبنلمه فلوس".

واقفين بأقدامهم على البعض الأخر من الكتب، ويتسارع الجمهور على هؤلاء للبحث عن أي كتاب يقرأونه، وسط تزاحم شديد يكشف عن عشوائية في العرض وسؤء تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب.

لا يستطيع إلا مكابر أن ينفي مستوى الهبوط والتدني التي وصل إليها معرض الكتاب، في إهانة شديدة لمن أفنوا أعمارهم في سبيل الكلمة من صفوة الكتاب والمفكرين والفلاسفة والمبدعين، وأصبحت الإهانة تلاحق الكتاب لما يتعرضوا له من تدني خلقي واجتماعي بداية من الثقافة الى كافة مستويات المجتمع.

إن ما يحدث في ظل غياب التنظيم بالمعرض يعيد إلى الأذهان الناقد الدكتور الراحل سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب الأسبق، الذي كان معرض القاهرة الدولي يشهد بأيامه حاله من الرقي والتنظيم الجيد. تجعلنا نحن إلى "زمن المعرض الجميل".